هو فيصال بن غازي بن فيصل بن حسين بن علي أمير الحجاز و شريف مكة المكرمة و مفجر الثورة العربية الكبرى ضد العثمانيين .. يرجع نسب الملك الشاب فيصل الثاني الى الأمام علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بت هاشم جد الرسول محمد ” صل الله عليه وسلم ” فهو ملك عربي هاشمي .. ولد في 2 مايس من عام 1935 .. توفي والده الملك غازي وهو صغير فرعته والدته الملكة عالية .. وبعد وفاة والدته رعته خالته الأميرة عابدية .. تعلم ودرس العلوم و مباديء اللغة العربية تحت أشراف المرحوم العلامة الكبير الأستاذ مصطفى جواد .. أكمل دراسته الأبتدائية في مدرسة المأمونية الواقعة في الميدان قرب باب المعظم ثم في كلية فكتوريا الأنكليزية في مدينة الأسكندرية بمصر هو وصديقه وأبن عمه المرحوم جلالة الملك الحسين بن طلال .. ثم أكمل دراسته في لندن بمدرسة ساندويس ثم ألتحق بكلية هارو البريطانية وتخرج منها عام 1952 وعاد الى بغداد … وتمر علينا بعد أيام في 2 مايس القادم الذكرى ” 68 ” لجلوس جلالة الملك الشاب فيصل الثاني على عرش العراق و الذكرى ” 85 ” لميلاد جلالته .. وقد خرجت في حينه جموع غفيرة في بغداد و ألوية ” محافظات ” العراق أحتفاءا بهذه المناسبة الوطنية السعيدة معلنين تأييدهم و مبايعتهم لجلالة الملك الشاب في أدارة دفة الحكم تخلصا من خاله الأمير عبد الأله بن علي الذي كان وصيا على عرش العراق الذي لم يكن موفقا في أدارة شؤونه خلال فترة وصيته للعرش وخاصة بعد حركة الضباط في مايس 1941 التي قادها المرحوم رشيد عالي الكيلاني … وكان الهتاف الأبرز الذي رددته الجموع المبتهجة في شارع الرشيد ببغداد هو : ” شيل بابه شيل ” ويقصدون به الوصي عبد الأله … كان الملك فيصل الثاني يتصف بطلعته البهية و أناقته في ملبسه و بدماثة خلقه و هدوئه و صراحته و أدبه في تعاملاته مع الآخرين ولا غرابة في ذلك فهو تربى في بيت الملوك الهاشميين و بأحضان أميراتهم المبجلات .. ولا بد من الأشارة هنا الى أن أهم ما تميزت به تلك الحقبة من حكم الملك الشاب فيصل الثاني و معه ساسة العهد الملكي آنذاك أن تم تشكيل مجلس الأعمار عام 1950 الذي وضع الخطط الستراتيجية لنهضة العراق عن طريق المشروعات الأروائية و الصناعية و الزراعية و النفطية و أستغلال الواردات الضخمة في حينه التي حصل عليها العراق على أثر المفاوضات التي قادها رئيس الوزراء أنذاك نوري باشا السعيد لتنفيذ تلك المشاريع وفعلا تم تنفيذ الكثير منها وهي شاهدة الان على ذلك .. الا أن بعضا من المشاريع لم يلحقها الدور في حينه و بقيت لفترة طويلة بعد سقوط الحكم الملكي يستعين بها و ينفذها تباعا من جاء بعدهم … رحم الله ملوك العراق و سياسيوا العهد الملكي العظام و أسكنهم فسيح جناته أنه سميع مجيب الدعاء … آمين …