( الفوبيا phobia ( مفردة يونانية استخدمت في اغلب اللغات وتعني الخوف او الخوف من المجهول وهي مرحلة متقدمة من مراحل الخوف المتواصل وغير المعقول ، وبالتالي يكون الخوف مرضاً ملازماً او دائماً يرافق الفرد المصاب به ، وقد لا يكون له وجود وانما عبارة عن اوهام وقد تنعدم الاسباب الحقيقة لهذا الخوف المزعوم ، ويتحول الى عُقد مزمنة و متنوعة . وتكون الفوبيا على انواع مختلفة ومتعددة منها ( فوبيا الظلمة ، فوبيا العلاقات الاجتماعية ، فوبيا الحرب ، فوبيا الجنس ، فوبيا الاضطهاد ) ولكن بفضل العولمة وغزوها لبلداننا من خلال الانترنيت شبكات التواصل الاجتماعي ازداد قلقنا اكثر بعد معرفة كل يوم فضائح جاسوسية يكون ابطالها وبطلاتها افراد استسلموا لارادة الشيطان واضحوا جواسيس على ابناء بلدهم لخدمة الاجنبي واشيع مفهوماً جديداً تحت مسمى ( فوبيا العملاء او العمالة ) ، وتكون ( الفوبيا ) على اشدها في وقت الازمات والخلافات بين الشعوب او الانظمة ، لذا يكون الكثير منهم قد باعوا ضمائرهم مقابل نزوات شخصية ونفعية غير مبالين بالوطن هويةً وانتماءاً . واللافت للنظر ان فوبيا العمالة انتشرت بين اوساط الطبقة السياسية العراقية بعدل التحول الديمقراطي المزعوم و اضحى مستشرياً في العديد منهم وباتت اجنداتهم الاقليمية واضحة للعيان تنفذ مع سبق الاصرار والترصد مما زاد الاحتقان السياسي وانعكس سلباً على العملية السياسية برمتها ولم يعد هؤلاء ساسة وانما وكلاء لتنفيذ ما يوكل اليهم بغض النظر عن المسؤولية الاجتماعية والاخلاقية والتي ينبغي ان يتحلوا بها . هناك اكثر من تسآئل في الشارع العراقي ما هو الدافع الذي جعلهم يحترفون فن العمالة بامتياز وكيف اكتسبوا المرض الذي لا شفاء له ؟ . نعتقد انه ليس بمرض مثلما يتصور الاخرون انه اوهام يجري ترسيخها في اذهان وسلوك من تبرع بخيانة الوطن واكتسبها بجدارة . ان فوبيا العمالة مصالح نفعية وشخصية يجري تنفيذها في وضح النهار مما تنذر بتمزيق وحدة وسلامة الوطن ، وبالتالي لن تكن اهدافهم خافية على احد وتدور بدورة كرسي الحلاق . تفننوا في ادارة الصراعات وباتوا مشاركين بالعملية السياسية في النهار وتهديمها بمعاول الخراب ليلاً . اعتقد ان التأريخ لن تنطوي صفحته البيضاء كي يرحمهم حتى وان استشرى بهم مرض العمالة ( فوبيا العمالة ). واٌذكر من اصيب بهذا الهوس أن طاولة التحالفات الاقليمية قد انقلبت وما يجري على الساحة الاقليمية خطير ، اذاً ماذا سيكون ردكم وموقفكم من الثوابت الوطنية ان كانت لديكم برامج واهداف وانتماء وطني حقاً .