5 نوفمبر، 2024 5:01 م
Search
Close this search box.

خطيئة الاستعانة بالقوى الاجنبية

خطيئة الاستعانة بالقوى الاجنبية

في الأوانة الاخيرة وكما اوردته الصحافة الروسية في الايام الاخيرة وبأقلام كتاب ومحللون روس؛ بأن (علاقة التحالف) بين سوريا وورسيا،تعرضت للقليل من الصدع او ان بعض وجهات النظر ربما اختلفت في مسارات التسوية السورية او تباعدت في هذا المحور وفي ذاك المحور. في مقال للكاتب اللامع والمحلل السياسي المرموق، رامي الشاعر كان قد نشره في احدى الصحف الروسية ونقلته كاملا قتاة روسيا؛ اوضح من ان العلاقات التحالفية بين روسيا وسوريا؛ هي تحالفات ستراتيجية لا تغيرها الفرعيات. لكنه وفي ذات المقال اشار الى ان سوريا سواء النظام او المعارضة يجب ان توحد صفوفها على برنامج عمل واضح ومحدد في البصلة وخارطة الطريق مع الدول الضامنة في استانا، تركيا وروسيا وايران، كي يتم صياغة تسوية عامة وشاملة سواء في كتابة الدستور او في ما ينتج عنه بعد ذلك، وطبقا لقرار مجلس الامن الدولي 2254. ليتم تفويت الفرصة على من يتصيد في المياه العكرة اي سحب الحجج من الجانب الامريكي ومن يختفي وراءه. وهذا قول او وصف تجريدي بمعنى ان الكاتب رامي الشاعر قد جرد الوضع من عوامل التاثير الاقليمي والدولي واهداف تلك العوامل بما في هذا الاتحاد الروسي وارتباط وتعهدات الاتحاد الروسي وعلى لسان الرئيس بوتين وفي زمن سابق وعلى وجه التحديد قبل اكثر من سنتين، حين قام بطمأنة نتن ياهو، بان روسيا تاخذ في الاعتبار في اي اجراء قادم، مسألة امن الكيان الاسرائيلي، وهذه الطمأنة تعني لأي متابع الشيء الكثير او انها تعني ماتعني من ألتزام روسي، مستقبلي، في امن الكيان الاسرائيلي. العلاقة بين ايران والنظام السوري، وفي طبيعتها وستراتيجيتها وحتى تكتيكتها تختلف والى درجة كبيرة من الاختلاف في طبيعة (العلاقة التحالفية) بين روسيا وسوريا، لناحية طبيعة الرؤية، للتسوية السورية على ضوء القلق الاسرائيلي من علاقة التحالف بين ايران والنظام السوري، وبالذات التواجد العسكري الايراني في سوريا. من الجهة الثانية، التواجد العسكري الروسي في سوريا، تواجد اطمئنان للكيان الاسرائيلي، كما اشرنا الكلام فيه قبل سطور. الامريكيون الذين يتواجدون عسكريا في التنف وفي حقول النفط والغاز السوريان والمسروقان من قبل تلك القوات، بالاضافة الى دعمهم واسنادهم الى قسد الكردية؛ لهم رؤيتهم في الحل او في التسوية السورية القادمة، عبر اذرعهم تلك وغيرها..الرؤيتان الروسية والامريكية متطبقتان لجهة امن اسرائيل. هاتان الرؤيتان تفرضان على أي متابع حريص على الحق والقانون الدولي، مناقشة الطبيعة المستقبلية لعلاقة سوريا باسرائيل ومدى صلة هذا الامر في انتاج التسوية السورية، سواء باستمرار الهدنة من غير اتفاق سلام او الذهاب الى اتفاق سلام.. والا ما معنى التعهد البوتيني لنتن ياهو بالمحافظة على امن اسرائيل في اي اجراء مستقبلي، هل هو قول للاستهلاك الاعلامي، و هذا هو المحال. ومن الجانب الاخر، والذي هو، الاكثر اهمية؛ كيف يتم توافق الرؤيتين الروسية والايرانية في الحل السوري، تحت مظلة مجلس الامن الدولي بقدر صلة هذا التواجد الايراني في الارض السورية، وبالرؤية الامريكية الداعمة بالمطلق لأمن اسرائيل، للحل في سوريا. هل تتخلى روسيا عن علاقتها القوية مع ايران والضغط عليها او اجبارها وباساليب غير مباشرة من الضغط على اخلاء الساحة السورية من قواتها، وهذا هو الاخر امر غير وارد سواء من النظام السوري او من ايران على الاقل في الوقت الحاضر. وهل تستطيع روسيا ومن خلال دعمها وتواجدها العسكري الدائم في سوريا؛ بوضع النظام السوري في منطقة الاختيار، بين استدامة وبقاء وتجذير وترسيخ وجودها العسكري الدائم للنظام بقاءا ووجودا، وبين الوجود الايراني العسكري، وفي غرفة الحوار، من غرف الباب المغلق. (في خطاب للسيد بشار الاسد وفي القمة العربية التى عقدت في نهاية عام 2002والغزو الامريكي على العراق، على الابواب، في ذلك الحين؛ وصف الرئيس السوري ان اي تواجد اجنبي على ارض الوطن يعني انتقاص في السيادة والقرار المستقل، وعلى الشعوب العربية والحكومات العربية، ان ترفض اي تواجد اجنبي على اراضيها، لأنه يجرح سيادتها ويسلب منها إرادتها السياسية والاقتصادية..). الاتحاد الروسي يريد ويتبنى جميع متناقضات الوضع السوري وتدخلات القوى الاقليمية والدولية في سلة واحدة منتخبة بعناية وحنكة ودراية، في مسارات التسوية للوضع السوري، ومآل هذه المسارات؛ من خلال بناء علاقة قوية مع المعارضة السورية وبالذات المعارضة المعتدلة سواء في الداخل او الخارج، لحسابات مستقبل سوريا لما بعد الانتخابات… ومن الجانب الثاني، ارضاء الجانب الامريكي بالذات، وليس غيره، من الاخرين، لما له من قوة على الارض ومن تاثير واضح على المعارضة، ومن فعل ذو تاثير على مجلس الامن الدولي. هذا الاتجاه يستوجب وضع برنامج واضح ومحدد للحوار في صياغة الدستور الذي هو في الوقت الحاضر، ومنذ اشهر قيد الحوار والمناقشة بين طرفي الحوار، النظام والمعارضة، لم يتقدما حتى هذه اللحظة في الاتفاق على بنود او بعض بنود الدستور. على مايظهر ان النظام يريد او يحاول ان لا يكتب الدستور او يتم فيه كتابة بنود، قد لا تتفق مع رؤيته للوضع المستقبلي في سوريا. وهذا هو ما جعل بعض الصدع في (علاقة الحليفين) تظهر على السطح ويتم تداولها من قبل كتاب ومحللون روس. بكل تأكيد ان هذا الصدع او اختلاف الرؤى في الحل القادم، لسوريا المستقبل لايؤثر تاثيرا ستراتيجيا على تلك العلاقة ومهما يكون الخلاف بينهما، لسببن؛ الاول، ان ليس امام النظام السوري الا بقاء وادامة واستدامة هذا التحالف في ظل الوضع في سوريا، اما السبب الثاني؛ هو ان الاتحاد الروسي، ينظر الى تواجده العسكري في البحر وفي البر، وهو تواجد دائمي، ومن خلال الاتفاق مع النظام، ولخمسين سنة قادمة؛ اتفاق ذو ابعاد ستراتيجية لسياسة روسيا الجديدة، في المنطقة. الحل او التسوية سوف تظهر في نهاية المطاف، لكن ليس في وقت قريب بل لزمن أطول كثيرا، مما يتصور الكثيرون؛ لحقيبة التسوية المليئة بالمتناقضات والإرادات المتضادة، والمطلوب حلها او تذويبها في فرن التسوية الساخن، سواء بالضغط او بالاكراه او بالتراضي والتوافق، وهذا الاخير، هو الاحتمال البعيد او بتنازالات المضطر حين لا يفتح الا باب واحد امام الجميع معارضة ونظام؛ يفتح بيد اصحاب المصالح..وهذا هو الذي يجعل القوى الثورية لا تستعين بالقوى الاجنبية وهنا نقصد القوى العظمى او القوى الاقليمية الكبرى، الطامعة او التابعة اوالفاسدة، من اجل او بمقارعة النظام الفاسد،لأن الثمن باهض والخسارة كبيرة جدا، تقضي على الثورة ورجالها، وتحول الثورة، الى مغانم، ورجالها الى رجال مصالح؛ يسعون الى المال والسلطة. وفي ذات السياق، الانظمة الفاسدة، حين تستعين بالقوى العظمى في التصدي لأنتفاضتة شعوبها؛ تفرغ قوتها من محتواها وتخسر سيادة وطنها، وتخسر ايضا كرامتها وإرادتها..

أحدث المقالات

أحدث المقالات