22 نوفمبر، 2024 7:46 م
Search
Close this search box.

من هم مراجع الدين ؟

من هم مراجع الدين ؟

سؤال محير بحاجة إلى إجابة ، لمعرفة من هم الأشخاص الذين ( تطوى لهم الوسادة ) في سراديب النجف ، ماهي مهمتهم ، إرتباطاتهم ، اللغة التي يتكلمونها ، العزلة بينهم وبين الناس ، كم تبلغ ثرواتهم ، أين تنفق الأموال التي تجبى إليهم من داخل وخارج العراق ؟.
لا علاقة لنا بعامة المراجع الدينية ، لانها ديكورات فقط ، ما يهمنا هو الخصوص منهم ، الأجانب الذين يدخلون العراق من إيران وباكستان وأفغانستان ، لايتحدثون إلينا ، يحتقروننا ، لا نفهم لغتهم ، كلما وضعت أعجمية ولدها ، أرسلوه إلى النجف ، بسبب الجوع والفقر ، بمجرد أن يتلفظ جملة ( الله أجبر ) تبادر إلى ذهن الشيعي العراقي ، قدسية هذا الغريب ، ويلتف حوله الناس ، يمجدونه بدون معرفته ، لا يصلي فيهم ولا يخطب ، لايسمع له أي صوت .
هل هو رجل مخابرات ، تاجر مخدرات ، سائح ، رجل دين ، عنوان غامض ، عدا الإشاعات التي تمرر كالسموم للعامة ، تبثها الدرجة الثانية من رجال الدين ، لخلق هالة وقدسية للصنم المختفي تحت الأرض ، مدمن على النوم مع الرطوبة والفأر ، يصورون للناس البسطاء ، أنه مشغول بإجتماعات مهمة ، ليل نهار مع الانبياء والملائكة ، فتصلي الامة على النبي ، وتطمئن ، يزول خوفها ، لان المقدس موجود بينها ، فلا قلق من أن تهتز الارض بهم ، ولا أمراض تصيبهم ، والحالة النفسية تلعب دورا مهما في خلق الأوهام العجيبة للناس .
كنت صغيرا ، أنظر إلى صور لعمائم معلقة على الجدران في بيوتنا ومضايفنا ، بالاسود والابيض ، كتب عليها : أية الله العظمى محسن الحكيم والخوئي وفلان الفلاني ) ، أسأل : من هؤلاء ، وأين هم ؟.
لاجواب عدا ، من أنت حتى تسأل هذا السؤال ، عندما تكون بمقامهم أو مرتبتهم وعلمهم ، يحق لك أن تسأل ؟.
سؤال آخر مزعج ، ثمنه التكفير وإخراج من الملة ، وتشويه سمعة ، تسقيط ، يذهب صاحبه إلى خانة الالحاد ، وهو : أين نتاجهم الفكري ، وأين محاضرتهم الصوتية ، لماذا لا يخطبون بالامة ؟.
ثقافتنا العقائدية والفقهية معدومة ، لم يعلمنا أحد منهم ديننا ، لا تجويد للقرآن الكريم ، ولا الفقه ، الذي نعرفه هو ثقافة الخزعبلات ، التي تدور مواضيعها حول الكرامات والمعجزات التي لا أثر لها .
نذهب لزيارة الأضرحة المقدسة ، زيارات تعتبر ( فرائض ضرورية ) ، لا دليل شرعي عليها ، حتى أنها ليست من النوافل ، الهدف منها رمي الاموال من وراء الشباك المقدس ، تدفع الضريبة التي تفرض عليك من خمس وزكاة ، تشاهد فقيرا أو مريضا ، صاحب حاجة ، مربوط بحبل أو خرقة بجانب الشباك الذهبي ، يبكى من شدة الفقر والجوع والعوز ، أو يدعو لعل صاحب الضريح يعالجه ، تسقط فوق رأسه الاموال التي لايسعها حجم ومساحة الشباك ، وإذا مد يده ليأخذ منها شيئا ، تقطع ، وهو بطبيعته وتكوينه من خلال الثقافة الدينية التي رسخت داخله ، لايفكر بالاقتراب منها ، لانها أموال الامام .
الخوف من رجل الدين المتقدس ، أكبر بكثير من الخوف من الله ، وكذلك الخوف من الائمة لايساويه خوف من قانون ولا من إله ، وهو على درجات ، حيث قوة العباس العقابية أقوى وأسرع من قوة الله والنبي وعلي ع .
( هاجمني متعصب في الشهر الاخير من عام 2019 ، بسبب فيديو لي ظهرت فيه بعمامة لون برتقالي ، وطالبني بمسحه ، أو القتل ، وقال : عقوبة المراجع الدينية أسرع من الله ، سأله صديق لي ، كيف تكون عقوبة رجل الدين اسرع من الله ؟ فكان جوابه : الله يستطيع الانتظار الى يوم القيامة ليعاقب ، لكن رجل الدين لا مجال عنده في العفو أو الانتظار ) .
الهدف الذي يجعل أنظار الطامعين أن تتوجه نحو النجف ، هو المال والجاه والقدسية ، تسيل لعاب كل منهم اذا سمع بالنجف ، يتسابقون نحو ( الاجتهاد ) الذي يوفر لهم كل شيء ، جنة الارض ، من ملك يمين وصدقات ورواتب وهبات ، وحتى من لايصل منهم إلى منصب المرجع الاعلى ، فإنه ينال نصيبه من المال والجاه ، يوظف في خدمة المقدس ، مهمته تسوق الكبار للعامة .
تجارة وجمع أموال بدون تعب ، طفيليون يعتاشون على عرق جبين الفقراء ، يخوفونهم من عذاب القبر ، ومن سخط الخالق عليهم ، اذا لم يدفعوا الضرائب ، وأهم أداة للارهاب هي الخروج من ولاية علي ابن ابي طالب .
التأريخ الشفوي وحكايات الناس :
نسمع بين الحين والاخر ، أنهم وجدوا طالب علم ( معمم ) صاحب أخلاق عالية ، ميتا في حجرته ، واثناء تغسيله وجدوه نصرانيا ، غير مختون ، وتستمر هذه الروايات ، لا يتسنى لأحد معرفة الحقيقة ، لأن السرية التي تحيط بهذه الشخصيات الدينية ، مخيفة جدا ، مملكة صمت كالقبور ، لا يستطيع شيعي واحد مهما علا شأنه أن يعرف شيئا عن حياتهم في السراديب ، تأريخ خطير ، أخطر مما نسمعه عن قصص الماسونية .
صراع دامي بينهم ، تشويه سمعة ، تسقيط يصل بعض الاحيان الى التصفيات الجسدية ، إذا شعروا بأن إمبراطورية المال مهددة من قبل فقيه عربي ، أو من هو خارج جادة شاه إيران ووزارة المستعمرات البريطانية ، وهذه الاخيرة في زمن تأسيس الدولة العراقية الحديث ، عامل خارج دخل على الخط ، ليعقد المسألة في العراق ، وهو عامل تقوية لنفوذ السلطة الدينية في النجف ، تشن ضده حملات تشويه وتسقيط خطيرة ، تدفع العامة لتتبرع بقتله .
خطباء المرجعية الدينية ( الصغار ) الذين يصفونهم بالرزوخونية ، وأنا اصفهم بالابواق والمرتزقة ، يشتمون معاوية إبن ابي سفيان وهارون الرشيد وخلفاء الامويين والعباسيين ، ومن يدفع لهم الاموال لخلق روايات كاذبة ، لتخدير الناس ، هم أولاد المراجع الدينية ووكلاء المرجع الاعلى ، الذين يتنعمون بالاموال ويمتلكون الجواري ، أكثر مما فعل خلفاء بني أمية وبني العباس .
مع مرور الزمن ، وتطور وسائل الغش والخداع والتدليس ، وإختطاف عقول الناس ، نحن أمام حيرة غير مسبوقة ، من هم هؤلاء ؟.
نسمع عن الماسونية والصهيونية وجيش فرسان مالطا ، لكننا لانعلم شيئا عن هذه المنظمات ، كذلك نحن ( شيعة العراق ) لانعلم شيئا عن المؤسسة الدينية التي تحكمنا من وراء حجب ، ومن داخل سراديب مظلمة ، يتحدثون بإسم المرجع الأعلى من داخل العراق وخارجه ، يمجدونه ويذكرون محاسنه ومعجزاته وكراماته ، مع التباكي وذرف الدموع ، ولم نر ظله ( متى كان عنده ظل وهو تحت الارض ) ولم نسمع صوته ، ونتبرك بوضعه تاجا فوق رؤوسنا ، ونستنير بسماع محاضراته ، ونقرأ كتبه الفكرية ، لكن خاب ظننا ، إنه إمام مجهول الهوية ، لا نتاج فكري له يذكر .
مملكة مترامية الاطراف ( إمبراطورية الشباك المقدس ) ، رعيتها تملأ الارض ، تجبى إليها الاموال من شرق الأرض وغربها ، تأخذ ولا تعطي ، لاتقدم شيئا ، لكنها تربح ، تختلف عن الدول والامبراطوريات والشركات ، التي تخسر حتى تربح ، أو تدير أمور الرعية ، فهي تقدم وتأخذ ، وضعها مريب ، تعتاش على دماء الناس وعرق جبينهم ، شعارها : مرجعية تأخذ ولا تعطي .
الربح مضمون والخسارة مستحيلة ، خطورتها أكبر من خطورة الكنيسة في أوربا التي أطاحت بها ثورة الشعوب الاوربية ، تحالفاتها قوية ومتينة مع صناع القرار في العالم ، متحالفة مع اليمين المتطرف وشركات النفط الغربية وصندوق النقد الدولي .
قاومت خصومها منذ الف سنة ، وإنتصرت عليهم ، لا حكم في محاكمها إلا القتل لكل معترض عليها ، تستقوي بالسماء وبالجيوش الامريكية والبريطانية .
مهما كتبنا عن مملكة الصمت ( إمبراطورية الشباك المقدس ) نبقى بحاجة للمزيد من كشف أسرارها ، ومن يتجرأ على كشف المستور في دهاليزها إلا وتمت تصفيته ، وليس سهلا أن يتحرر الإنسان الشيعي ويخرج من سجنها الكبير ، سيطرتها على العقول ، أدواتها ضحاياها الذين تستبعدهم وتستحمرهم .
غرف عمليات مظلمة ، خطيرة لايعرف أحد ما بداخلها ، ومهما يكن حجمك كمعارض لها ، فهي أقوى منك بكثير ، بسبب تحالفها مع القوى الدولية ، ماكنتها الاعلامية خطيرة جدا ، حتى يصل الامر بضحاياها أن يجلدوا أنفسهم ، ويرقصوا فوق جثث ذويهم ، يلتمسون لها الأعذار .
سلوك وتصرفات المؤسسة الدينية في النجف وكربلاء المحتلتين ، يخالف ما نظرت اليه ، وكتبته في كتبها ( الرسائل العملية ) ، نستطيع أن نقول : هي مؤسسة أخرى غير التي قدمت للناس البسطاء ، عنوان آخر ، تديرها المخابرات الدولية ، وما شخص المرجع الاعلى إلا مسمى وهمي ، لاقيمة له ، وبدونه لاتشتغل المؤسسة الدينية ، حتى وإن مات ، فلا تعلن عن موته ، أو تخرج له وصية ، يوصي بها من بعده ( للامة ) ، وهي تلك المؤسسة التي داخلة في حرب منذ الف سنة ، مع مدرسة الخلافة ، والمشكل بينها ( مدرسة الامامة ) وبين مدرسة الخلافة هو وصية النبي ص ، هل أوصى أم ترك الامر للامة ( شورى ) هي التي تختار ( تنتخب الامام ) ، تصوروا مؤسسة لديها إشكال عمره ألف سنة ، راح ضحيته ملايين البشر من السنة والشيعة في معارك طاحنة ، وقودها البسطاء ، تشكل على قول مدرسة الخلافة التي تقابلها ، نص وصية ، تقول : النبي ص أوصى ، وتضرب الامثلة على إثبات ما تذهب إليه ، وتوظف المنطق الأرسطي كله ، بقضاياها المنطقية ، موجبة وسالبة وكلية وجزئية ، حتى تفند ماجاءت به مدرسة الخلافة ، وتلجأ إلى مسائل العقل ، كيف لنبي يأتي بدين فيه وصية ، ويترك الامة بدونها ، وهي عندما يموت مرجعها الأعلى لم يترك وصية ، فما هذا التناقض ؟.
لاتنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إن فعلت عظيم
تشتغل على شرذمة المجتمع ، تخندقه وتعسكره ، كل جماعة تتبع ( مرجع تقليد ) حتى يصل الخصام بين أفراد العائلة الواحدة ، وكأن الدين ليس واحدا ، وهذا التساءل ورد في أحاديث الامام علي ع ، ذم إختلاف الفقهاء في الفتيا آخر الزمان ، حيث قال :
هل أنزل الله دينا واحدا كاملا فإختلفوا فيه ؟.
أم أنزل الله دينا ناقصا فأتموه ؟.
دور الابناء والاحفاد والوكلاء في إدارة إمبراطورية الشباك المقدس الضخمة خطير جدا ، معارك ضارية بينهم ، تسقيط وتسفيه ، وتصفيات جسدية ، وشخص المرجع الأعلى لايعلم ما يدور حتى في بيته ، لغتهم غير مفهومة لنا نحن شيعة العراق ، إلا من تعلم الفارسية ، وهذا ايضا يواجه صعوبات حتى يتمكن من الوصول إلى السراديب وغرف العمليات السرية ، ليكتشف مايدور فيها .
لاتختلف عن الكنيسة في أوربا التي سجنت فكرة الإله وكتابه المقدس في غرفها المظلمة ، ولم يتمكن الناس من معرفة اللغة التي تستخدمها رجالات الكنيسة ، لو لا شجاعة مارتن لوثر الالماني ، وترجمته الكتاب المقدس إلى الالمانية ومنه إلى الانكليزية ، حتى وضع شعوب أوربا على جادة الثورة والحداثة ، لكن مصيبتنا أكبر من مصيبة شعوب أوربا التي ثارت وأطاحت بسلطة الكنيسة ، ومهمتنا ليست سهلة ، بسبب تحالف اليمين المتطرف الذين خرج بعد سقوط حكم الكنيسة في أوربا ، وتحالف مع المرجعيات الدينية الفارسية في النجف وكربلاء ، بسبب وجود ثروات في بلادنا ، وهي نقمة ، لان القدر مكان كما وصفه مؤلف كتاب الرمل ( برخس ) .

أحدث المقالات