المالكي يعيد البيشمركة للمتنازع عليها مقابل دعمه لولاية ثالثة

المالكي يعيد البيشمركة للمتنازع عليها مقابل دعمه لولاية ثالثة

كتب علي طلال : اكد مصدر عراقي مطلع أن قراري المحكمة الاتحادية العليا، المتعلقين بنقض قانون ‏‏”تحديد ولاية الرئاسات الثلاث” و”المادة 23 من قانون الانتخابات” الخاصة بمحافظة كركوك, اللذان ‏صدرا في توقيت واحد أمس الأول، مرتبطان بالاتفاق السياسي الجديد بين رئيس الوزراء نوري ‏المالكي ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني.‏

وكانت المحكمة الاتحادية قررت اول امس نقض المادة 23 من قانون انتخابات كركوك الذي شرع في ‏‏2008 قبيل الانتخابات المحلية التي جرت في العراق 2009، وفي اليوم نفسه، قبلت طعن ائتلاف ‏المالكي على قانون تحديد ولاية رئيس الوزراء.‏
وكشف مصدر رفيع في كتلة “التحالف الوطني” في تصريح لـ “العالم” ان “التقارب الاخير بين ‏رئيس الوزراء، زعيم ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني, ‏افضى الى اتفاق سياسي بين الطرفين يتعلق بتجديد ولاية المالكي للمرة الثالثة, مقابل تقديم تنازلات ‏للكرد تتعلق بكركوك والعقود النفطية”. ‏
واضاف أن “المالكي وعد الكرد بالتخلي عن نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني ‏والذي يعارض بشدة العقود النفطية التي ابرمها اقليم كردستان مع الشركات الاجنبية, وتغيير قانون ‏الانتخابات المتعلق بتقاسم السلطة في محافظة كركوك المتنازع عليها”.‏
وتنص المادة 23 من قانون الانتخابات، والتي يعترض عليها الكرد، على توزيع المقاعد المحلية ‏بالتساوي بين الكرد والعرب والتركمان وتخصيص أخرى بالكوتا للمسيحيين.‏
واشار المصدر الى ان “المقابل الذي طلبه المالكي من الكرد هو عدم اعتراضه على ترشيحه لولاية ‏ثالثة, سيما وانه فقد تأييد حلفائه الشيعة وفي مقدمتهم تيار مقتدى الصدر, والمجلس الاعلى الاسلامي”.‏
واعتبر ان “توقيت نقض هذا القانون مع قانون تحديد ولاية الرئاسات الثلاث لم يكن مصادفة”.‏
ونقضت المحكمة الاتحادية ايضا قانون تحديد ولاية الرئاسات الثلاث، في حين عد ائتلاف دولة ‏القانون، الذي يتزعمه رئيس الحكومة، أن القرار كان “متوقعاً” لأن المقترح “شرع بطريقة ‏لصوصية”. ‏
وكشف المصدر عن فقرات اخرى في هذا الاتفاق تتعلق بـ”اعادة المسؤولية الامنية في المناطق ‏المتنازع عليها الى قوات البيشمركة الكردية والابقاء على منصب رئاسة الجمهورية للكرد”.‏
وقال النائب عن القائمة طلال الزوبعي لـ”العالم” ان “بعض الاطراف كانت تقف ضد سن قانون ‏المحكمة الاتحادية، وذلك لان المحكمة الاتحادية الحالية تقف معها في كل القرارات”.‏
واضاف ان “تحديد ولاية الرئاسات الثلاثة امر يرسخ مبدأ التداول السلمي للسلطة ويؤسس لبناء ‏مؤسسات ديموقراطية حقيقية وان معارضته تعني السعي الى نظام دكتاتوري شمولي”.‏
ورفض الزوبعي بشدة ان يكون هذا القانون معارضا للدستور وقال “الدستور لا يمنع تشريع هذا ‏القانون ولا يوجد اي عذر للطعن فيه”.‏
وكان نائب رئيس مجلس النواب عارف طيفور اعلن ترحيب كتلة “التحالف الكردستاني” بـ “قـرار ‏المحكمة الاتحادية بنقـضها وإلغائها المادة 23 المجحفة من قانون انتخابات مجالس المحافظات”.‏
وذكر طيفور في بيان تلقت “العالم” نسخة منه امس أن “المادة كانت غير دستورية وغـير قانونية ‏وجاءت بدوافع سياسية لإرضاء بعض الأطراف, وبهذه المناسبة نهنئ أهـلنا في كركـوك ونحثهم على ‏المشاركة الواسعة في الانتخابات القادمة لاختيار ممثليهم عبر صناديق الاقتراع ونحن ندعم الإدارة ‏المشتركة وتوزيع المناصب بين مكونات المدينة بشكل عادل ومنصـف وعـلى أسـاس الاستحقاقات ‏الانتخابية دون تهـميش أو أقصاء”.‏
وطالب المفوضـية العـليا المستقلة للانتخابات “بأجراء كافة الاستعدادات وتهـيئة المستلزمات الفنية ‏واللوجستية اللازمة لإنجاح هذه التجربة الديمقـراطية كـباقـي محافـظات العـراق”.‏
فيما دان نواب عرب وتركمان في مجلس النواب، قرار المحكمة الاتحادية بإلغاء المادة 23 من قانون ‏مجالس المحافظة والخاصة بانتخابات كركروك. ‏
وقال ياسين الجبوري في مؤتمر صحفي إن “الحكومة العراقية وكتلة التحالف الكردستاني يعقدون ‏اتفاقات بينهما على حساب عراقية كركوك”.‏
وطالب المحكمة الاتحادية بـ”الاستماع الى المكونين العربي والتركماني في كركوك بدلا من الاستماع ‏الى شكوى الطرف الكردي فقط، ومن ثم الحكم بالنقض او خلافه للفقرتين الاولى والثانية من المادة ‏‏23 من قانون انتخابات مجالس المحافظات”.‏
وتساءل الجبوري “عن المغزى في نقض المحكمة الاتحادية للفقرتين في هذا الوقت تحديدا”، مضيفا ‏‏”لماذا لم تجتمع المحكمة الاتحادية الا بين فترات متباعدة”. واشار الى ان “نقض المحكمة الاتحادية ‏سيعطي شرعية للتجاوزات الطبيعية والبشرية التي حدثت في كركوك”، محذرا من أن “اجراء ‏المحكمة الاتحادية سيجعل من كركوك برميل بارود قد ينفجر في اية لحظة”. ‏
ووجه النائب ارشد الصالحي في المؤتمر نداء الى قادة التحالف الوطني ودولة القانون خصوصا ‏لـ”اخراج كركوك من الوضع الذي وضعتها فيه المحكمة الاتحادية”.‏
وقال “اليوم نحن بانتظار قرار تأريخي من قادة التحالف الوطني بعدم التفريط بكركوك والمشاركة معنا ‏في اصدار قانون خاص بالانتخابات في المحافظة‎”.‎

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة