بينما ينهمك العالم بالعمل من أجل إيجاد أفضل السبل والطرق لمواجهة وباء کورونا والقضاء عليه بأية وسيلة کانت، فإن النظام الايراني منهمك بالطرق والاساليب الناجعة الممکنة من أجل معالجة الکذب غير العادي الذي مارسه خلال أزمة کورونا والعمل من أجل التصحيح التدريجي لهذا الکذب، ولاسيما بعد أن بالغ القوادة والمسٶولين في هذا النظام وتمادوا في ممارستهم للکذب الخداع وبعد أن بات العالم کله يسخر منهم ويتندر بهم، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن منظمة الصحة العالمية أعلنت بطريقة واسلوب لاذع من إن الارقام الحقيقية للمتوفين والمصابين بوباء کورونا هي خمسة أضعاف الارقام المعلنة.
عندما يبادر مركز دراسات البرلمان الايراني الى إماطة اللثام عن إن الإحصائيات الحقيقية لضحايا كورونا أكثر بضعفين مما تعلنه وزارة الصحة، مؤكدا أن الوفيات أكثر من 8600 حالة بينما عدد المصابين بالفيروس أكثر بثمانية إلى عشرة أضعاف ويبلغ بين 600 ألف و750 ألفا. فإن ذلك يعني بإذعان وإقرار مجدد لما دأبت منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة على إعلانه من أرقام تتعارض کليا مع الارقام المعلنة من جانب النظام، لکن المشکلة التي واجهها النظام ولم يتمکن من إيجاد أي حل أو معالجة لها هي إن الارقام المعلنة من جانب مجاهدي خلق هي التي تتطابق وتنسجم مع الواقع الايراني وإن الذي صدم النظام هو إنه قد وجد إن الاوساط السياسية والاعلامية الدولية تأخذ بالارقام المعلنة من جانب مجاهدي خلق أو على الاقل مقاربة لها، ولأن النظام يعلم بأن أي إعتراف أو إقرار بأمر يکون في صالح مجاهدي خلق من شأنه أن يرتد عليه سلبا، ولذلك وبدلا من أن يبادر النظام للإعتراف بالحقيقة کاملة لخوفه الشديد منها فإنه يعمل في سبيل التمهيد من أجل ذلك بصورة تدريجية!
کما إن النظام الايراني إضطر مجبرا الى الاذعان والاستسلام للأمر الواقع و”لحس”ماکان قد أعلنه من تواريخ کاذبة بشأن دخول فايروس کورونا لإيران، وبذلك فقد خضع وإستسلم لما کانت المنظمة تٶکده ولاسيما عندما وجد النظام إن المنظمة تستند على وثائق ومستندات رسمية صادرة من جانب السلطات الايرانية وليس هناك من مجال لدحضها وتفنيدها، وإن إضطرار النظام لتکذيب وتفنيد ماقد أعلنه هو بنفسه سابقا من أرقام بشأن أعداد المتوفين والمصابين بفايروس کورونا، يأتي أيضا متطابقا ومنسجما مع ماقد أعلنت عنه وأکدته المنظمة من أرقام بهذا الصدد، ومن دون شك فإن الارقام التي أعلن عنها مركز دراسات البرلمان الايراني، ليست الارقام الصحيحة والتي تجسد الحقيقة بعينها بل إنه تشکل خطوة، مجرد خطوة على طريق الاعتراف بالحقيقة الکاملة!