لابد من الدراسة والبحث المستمر في السيناريوهات المتشائمة والمستندة لبعدين هما : وجود قدر من الحجج والشواهد العقلية تدعم هذا التوجه من ناحية واعتبار المتغير ” قليل الاحتمال عظيم التأثير” جزءا من منهجية بناء السيناريوهات، وهو الامر الذي جسده فيروس كورونا بشكل كبير .
ما هي ملامح السيناريو الاسوأ في المشهد ” الكوروني “؟
1- ان فترة الوصول الى عقار ناجع لخنق الفيروس نهائيا ستستمر لاكثر من عام وقد تتجاوز العام، وهو ما يعني استمرار معدل الوفيات متذبذبا لكنه معدل ثقيل ومحبط من ناحية ، واستمرار تخبط معدلات النمو الاقتصادي مع ميلها نحو السالب من ناحية ثانية وانكفاء السياسات العالمية نحو الداخل القطري على قاعدة “انج سعد فقد هلك سعيد” من ناحية ثالثة ، وهو ما سيؤثر على المساعدات الدولية وعلى تدفق التجارة والمال قد يصل ببعض الدول الى الانهيار والفوضى.
ولو اخذ العالم تحذيرات العلماء المتشائمين مثل مايكل أوسترهولم (Michael Osterholm) الذي حذر مما نحن فيه في دراسة منشورة في مجلة (Foreign Affairs) عام 2005 او السياسيين مثل سيئ الذكر جورج بوش عام 2005 والذي قال بناء على نصائح خبرائه من ان الوباء القادم قد نجد اننا ” فوتنا فرصة الاستعداد له”..وغيرهم الكثير لكان العالم في وضع افضل.
2- استمرار وتيرة العدوى بمعدل 3-5 افراد للمريض الواحد ، وهو ما يعني تضاعف الاصابات في حدود اسبوعيا مما يجعل السيطرة على المرض امر في غاية الصعوبة لاسيما مع نفاذ طاقات المواجهة تدريجا ولكن خطيا.
3- ارتفاع نسبة الوفيات بين كبار السن لتصل الى ما بين 8-10%، وهو ما يعني تراجيديا انسانية قد تقود لارتفاع منسوب التوتر والانتحار والتمزق الاجتماعي.
4- استمرار المشهد المتشائم يعني ضرورة البحث عن آليات تواصل اجتماعي واقتصادي جديدة، فاذا كان التواصل انسان / انسان سببا مرجحا بنسبة عالية لتفشي الكورونا ،فان على العقل البشري ان يجهد في السعي لاكتشاف آليات إدارة شؤونه تقنيا بقدر يقلل التواصل الاجتماعي بخاصة في القطاعات الاقتصادية والقطاعات القائمة على التواجد الجماعي في حيز واحد الى الحد الأدني مما يساهم في ضبط الانتشار للفيروس،.
5- الإدراك بان الحلول القطرية لن تجدي نفعا، فلو تخيلنا مثلا ان الأردن اصبح خاليا من الكورونا بنسبة 100%، فسيجد نفسه امام خيارين ، اما أن يفتح حدوده فيفتح مع ذلك الباب لاحتمال عبور اجنبي الى الأردن يحمل الفيروس في بداياته التي يصعب اكتشافها ، ثم يتطور المرض بعد الدخول ، وعندئذ سنعود الى مطاردة الانتشار ثانية ، او ان نقوم “باستضافة كل من يدخل الاردن في حجر صحي الى ان تثبت براءته من الفيروس” او ان يبقى الاردن مغلقا..وفي كلٍ شر.
ذلك كله يستدعي:
1- فرض سياسات اقتصادية تقشفية الى ابعد الحدود في الدولة والمجتمع.
2- فرض ضريبة ” كورونا” على البنوك والشركات والمصانع الكبرى
3- تحويل الفوائد البنكية للودائع التي تزيد عن مائة الف لصالح صندوق الكورونا. الى حين الخلاص من الفيروس
4- اعطاء القطاع الزراعي اولوية قصوى في سياسات الحكومة التنموية طيلة فترة وجود المرض.
5- مطالبة المستشفيات الخاصة بمساهمة أوسع في المواجهة
6- تطبيق اقسى العقوبات على كل من يخالف تعليمات الحكومة فيما يتعلق باجراءات المواجهة مع المرض.
دفعت الوتيرة المتسارعة لانتشار فيروس كورونا زمنيًّا وجغرافيًّا، وامتداد تداعياته بما يُشكل تهديدًا مباشرًا للحياة البشرية، بل والتأثير على كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية؛ العديد من المؤسسات البحثية لمحاولة وضع سيناريوهات لاستشراف أهم التطورات المحتملة لانتشار الفيروس والتداعيات المترتبة عليها، وهو ما يشكل جزءًا من مساهمتها في دق ناقوس الخطر وبلورة أهم ملامح الاستعداد المسبق من جانب الدول والحكومات. ويأتي ضمن تلك الجهود ما أصدرته مؤسسة ستراتفور مؤخرًا من طرح ثلاثة سيناريوهات محتملة للمرحلة الراهنة التي يصل مداها الزمني إلى ثلاثة أشهر، وسيناريو آخر طويل المدى لما بعد تلك المرحلة.
محدِّدات أساسية – تتوقع ستراتفور أنه خلال الأسابيع الأربعة المقبلة، ستتسارع جائحة كورونا بشكل كبير، الأمر الذي سيترتب عليه تصاعد احتمالية تحقق أربع نتائج محتملة خلال فترة الثلاثة أشهر القادمة. فحتى منتصف أبريل، من المتوقع زيادة حالات الإصابة بالفيروس بشكل كبير في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، وذلك وفقًا لنمط تفشي وباء كورونا. وهو ما سيترتب عليه ضعف الطلب الاقتصادي في مراكز الاستهلاك العالمية، هذا في الوقت الذي بدأت فيه الصين ذات النمط الموجه نحو التصدير في التعافي، وهو ما يؤدي إلى إلحاق ضرر شديد قصير المدى بالاقتصاد العالمي. وفي المرحلة التالية، التي تشمل الفترة من أواخر أبريل أو أوائل مايو، وفقًا لتوقعات ستراتفور؛ فإن هناك سبعة محددات أساسية للمسار الذي يتخذه الوباء والتي تم الاعتماد عليها في بناء السيناريوهات. وتتمثل تلك المحددات فيما يلي: نمط الفيروس، والقدرة الاستيعابية للأنظمة الصحية، وردود الفعل والاستجابات التي يقدمها كل من الحكومات والمواطنين والقطاع الخاص. هذا بالإضافة إلى السياسات النقدية والمالية التي سيتم اتباعها. علمًا بأن أهم محددين يتمثلان في النمط الذي سيتخذه الفيروس في الانتشار من حيث كونه فيروسًا موسميًّا سينتهي مع دخول فصل الصيف أو غير موسمي. أما المحدد الآخر، الأكثر أهمية فيتمثل في مدى اتساع وسرعة رد فعل الحكومات تجاه التعامل مع الوباء، وما إذا كان سيتخذ نمطًا تعاونيًّا في الداخل أو الخارج في مقابل السياسات الجزئية غير المتكاملة.
السيناريوهات الأربعة – استنادًا إلى المحدِّدات السابقة، قدمت ستراتفور أربعة سيناريوهات محتملة، وذلك على النحو التالي:
السيناريو الأول- وهو الأكثر ترجيحًا باحتمالية تحقق 50%: يتوقع هذا السيناريو أن نمط انتشار الفيروس سيكون موسميًّا، وهو ما يعني ضعف انتشاره مع حلول فصل الصيف. ويقترن ذلك مع نجاح الجهود الحكومية في تنفيذ عمليات الإغلاق، وفرض القيود على التجمعات في “تسطيح منحنى انتشار الفيروس”. وفي حين يتوقع السيناريو استمرار انتشار الفيروس لفترة أطول، فإن العدد الأقصى للحالات سينخفض عن الوضع الحالي. واقتصاديًّا، يتوقع السيناريو أنّ تدخّل الحكومات من خلال إجراءات التحفيز سيُسهم في تسريع إنعاش الحالة الاقتصادية. ومع ذلك فإنه من المتوقع أن ينتهي عام 2020 في ظل حالة من الكساد مع تحقيق خسائر في الإنتاج تتراوح ما بين 2 إلى 2.3 تريليون دولار. وهو ما يعني انخفاض الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسب تتراوح ما بين 2.4% إلى 2.7٪. وبشأن معززات تحقق ذلك السيناريو، فوفقًا للبيانات المتاحة والملاحظة الأولية، فإن فيروس كورونا يميل إلى كونه فيروسًا موسميًّا، حيث إنه يتأثر جزئيًّا بالظروف البيئية. كما أن انتشاره يبدو بطيئًا نسبيًّا في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، وكذلك في عدد من المواقع الاستوائية ذات الكثافة السكانية العالية مثل تايلاند. ويعزز من تلك العوامل البيولوجية، الإجراءات الجادة التي اتخذها عدد من الحكومات الديمقراطية وغير الديمقراطية على حد سواء من حيث تقييد حركة الأشخاص والتجمعات، الأمر الذي من المتوقع أن يؤتي ثماره في الحد من معدلات انتشار العدوى. وفي حين أن تنفيذ السياسات الرامية إلى مواجهة الخسائر الاقتصادية لا تزال تسير بوتيرة أبطأ من انتشار المرض، كما أنه لم يتم تفعيلها بالكامل؛ فإن الاضطرابات الاقتصادية الشديدة المتوقعة في أبريل ستؤدي إلى خفض معدلات النمو في الربع الثاني إلى المنطقة السلبية، ولن تتمكن الأسواق من تعويض تلك الخسائر والتعافي إلا في النصف الثاني من العام المالي، وذلك بافتراض عدم وجود انتكاسة هائلة بنفس القدر مع عودة الخريف والشتاء في دول الشمال.
السيناريو الثاني- السيناريو الأفضل، ذو مدى زمني قصير للأشهر الثلاثة القادمة باحتمالية تحقق 10%: يعد هذا السيناريو مثاليًّا، حيث يتوقع أن الفيروس سيكون موسميًّا، وأن الأنظمة الصحية ستكون قادرة على التعامل مع حالات الإصابات بالفيروس حتى في ظل وصولها إلى ذروة منحنى الانتشار. ومن ثم، فإنه لا توجد حاجة ملحّة لمزيد من التدخل الحكومي الإضافي، سواء من خلال تقييد حركة الأشخاص أو التحفيز الإضافي للنشاط الاقتصادي.وبناءً عليه، سيقتصر الضرر الاقتصادي على النصف الأول من عام 2020، وهو ما سيترتب عليه حجم خسائر للاقتصاد العالمي تصل إلى ما لا يزيد على 1 تريليون دولار، أي انخفاض الناتج المحلي الإجمالي العالمي بما لا يزيد على 1.2٪.
السيناريو الثالث- السيناريو الأفضل ذو مدى زمني طويل، بعد الثلاثة أشهر باحتمالية تحقق 20%: بخلاف السيناريو السابق، يتوقع هذا السيناريو أن الفيروس لن يكون موسميًّا، وهو ما يعني استمراره خلال فصل الصيف. كما أن الإجراءات الحكومية للتدخل لمواجهة الفيروس لن تكون كافية لدعم عمليات تسطيح منحنى الانتشار، الأمر الذي سيزيد من الأعباء المتوقعة على الأنظمة الصحية، وتصاعد احتمالات انهيارها في ظل أزمة صحية عالمية تتجاوز قدرات الدول. وفي هذا الشأن، يطرح السيناريو إمكانية تدخل حكومات مجموعة العشرين من أجل تنسيق السياسات المالية والنقدية، وزيادة الإجراءات التحفيزية للاقتصادات بشكل ملحوظ، حيث ستُنحّي كل من الولايات المتحدة الأمريكية والصين خلافاتهما جانبًا من أجل قيادة الاستجابة العالمية بشكل مشترك. وفي حين لن تتمكن تلك الخطوات من معالجة التداعيات الاقتصادية على المدى القصير، والمتمثلة في الانكماش الحاد خلال الثلاثة أشهر الأولى، مع تراوح حجم الخسائر الاقتصادية ما بين 1 إلى 2 تريليون دولار، وهو ما يعني انخفاض الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 1.2 إلى 2.4٪؛ إلا أنه على المدى الطويل من المتوقع أن يؤدي ذلك التكامل إلى خروج العالم من حالة الركود في عام 2021.
السيناريو الرابع- السيناريو الأسوأ، احتمالية تحقق 20٪: وفقًا لهذا السيناريو فإن الفيروس سيستمر في الانتشار وفقًا للمعدل نفسه، حيث إنه لا يُعد موسميًّا. وعلى الجانب الآخر، لن تتمكن الحكومات من إحداث التعاون اللازم فيما بينها لتنفيذ سياسات نقدية أو مالية متكاملة، نتيجة لعدم القدرة على التغلب على المنافسة الاستراتيجية بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية والصين وأوروبا، حيث تسود الانعزالية وتسيطر الميول القومية، مما يؤدي إلى فرض المزيد من القيود على الصادرات واضطراب سلاسل التوريد، الأمر الذي يؤدي إلى انهيار الأسواق المالية وتبخر السيولة. وفي الوقت ذاته، سيؤدي انتشار الفيروس والإصابات بين العمال إلى تعطل الإنتاج وتقديم الخدمات، وارتفاع الطلب على السلع في ظل ندرتها. ونتيجة لكل ما سبق، توقعت ستراتفور أن يشهد العالم خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، انخفاضًا حادًّا في الأداء الاقتصادي العالمي بحجم خسائر سنوية تقترب من 10 تريليونات دولار، وهو ما يعادل انخفاضًا بنسبة 12٪ تقريبًا في الناتج المحلي الإجمالي العالمي، مع احتمالية حدوث بعض الانتعاش في عام 2021.
و يمكن القول إن العالم الآن يعيش في حالة كبيرة من اللا يقين، حيث يواجه فيروسًا مستجدًّا يُعد الأسرع انتشارًا، والأكثر قسوة من حيث تداعياته. ومن ثم، فإن تلك السيناريوهات لا تعدو كونها مجرد تقديرات بنسب احتمالات قابلة للتغيير المتوالي من آن لآخر، وذلك بمجرد حدوث أي تغير في أيٍّ من المحدِّدات السبعة التي تم استعراضها. ولا تزال هناك حالة من اللا يقين أيضًا بخصوص وضع الصين مع تصاعد احتمالات تعرضها لموجة ثانية من انتشار الفيروس، وما يعنيه ذلك من حدوث المزيد من الضرر الاقتصادي مع انخفاض الطلب العالمي. كما أنه لا يزال هناك عدم يقين يحيط بقدرة أنظمة الرعاية الصحية والحكومات على الاستجابة لمعدلات الإصابة المرتفعة، وانعكاسات ذلك كله على معدلات الإنتاجية وسلاسل التوريد.
فيروس كورونا: ما هي السيناريوهات المتفائلة؟ وما هي السيناريوهات المتشائمة؟ إيقاف الوباء مبكرا. قفزة في المعلومات والتكنولوجيا وثورة ذهنية. قادرون على ذلك. أو انهيار النظام الصحي وحدوث انفجارات اجتماعية. انهيار الدول وإعلان حالة طوارئ عالمية. فما الذي تغير من الآن؟
إن فيروس كوفيد-19 (كورونا) ليس وباء محليا أو إقليميا، بل وباء عالمي. وربما تكون البشرية أمام أصعب اختبار في تاريخها، لتكتشف جوانب ضعفها من جديد , إن تعريف القوة يتغير، ففي الوقت الذي تتعرض فيه حدود المعرفة للضغط، يهدد كائن بسيط للغاية الإنسانية كلها. ولهذا فإن نمط الحياة الذي لطالما عهدناه يتغير بشكل جذري لا يلقي الوباء بالا لأي اختلاف بين الدول والأقاليم والمجموعات العرقية والأديان والأوساط الثقافية والأغنياء والفقراء ومختلف الطبقات الاجتماعية…تهديد شامل يشهده العالم كله للمرة الأولى و ربما يشهد العالم تهديدا دوليا لهذه الدرجة للمرة الأولى في التاريخ الحديث، وهو تهديد قادر على الوصول إلى أبعد نقطة في العالم. فالحروب الإقليمية والعالمية والكوارث الطبيعية وكل ما شهدناه إلى يومنا هذا كان قاصرا على حدود الدول والأقاليم وكان دائما ما يبقى خارج جزء من العالم لكن هذا قد تغير هذه المرة، فالبشرية كلها واقعة تحت تهديد/هجوم شامل، ولهذا فهي تخوض حملة دفاع شاملة إن أخطر شيء في هذا الأمر هو الغموض. فلقد بدأنا محاربة “التهديد المشترك” بالإمكانات التي بين أيدينا إلى أن نتمكن من إنتاج لقاح لعلاج هذا المرض. فما الذي يمكن أن يحدث في المرحلة التالية؟ السيناريو المتفائل: إيقاف الوباء مبكرا
1- الوصول إلى لقاح كورونا بشكل مبكر عما هو متوقع.
2- إنتاج العلاج بشكل مبكر مقارنة بالأوبئة الأخرى.
3- الوصول إلى حل بشكل مبشر مقارنة بأمراض مثل إيبولا والإيدز وسارس وإنفلونزا الخنازير.
4- إطلاق حملة تضامن بين الدول للوصول إلى لقاح. لأننا مجبرون على ذلك. فيشهد العالم حملة مشتركة، وهو ما حدث بالفعل.
5- إيقاف المرض قبل الوصول إلى الكارثة التي يخشاها الجميع وقبل أن يداهمنا الخوف ويزول عنا الأمل.
6- سيتعلم الأفراد والشعوب والدول والحكومات عقب التغلب على هذا الوباء ما هي التهديدات التي يمكن أن يتعرض لها الجنس البشري.
7- انتشار وعي يدعو لمحاربة التهديدات المشتركة بدلا من محاربة بني البشر بعضهم البعض. وهو المجال الذي سيشهد ثورة فكرية.
8- ربما تزول الأولوية عن مسائل مثل الاحتلالات والحروب والصراعات الداخلية والتقاتل على السلطة والحروب التجارية وسلب الموارد والأسواق.
انهيار الرأسمالية وتراجع جنون الإنتاج والاستهلاك وتدعيم القيم الدينية
9- تنهار الرأسمالية وتقوى النظرة العالمية القائمة على مزيد من التضامن والعدل والتشارك.
10- إضفاء صبغة عقلانية على جنون الإنتاج والاستهلاك، ليصبح مصطلح “الاحتياج” أكثر وضوحا.
11- التأكد من أن أطماع الشركات متعددة الجنسيات بدأت تهدد الجنس البشري، وهو ما سيتمخض عنه اتخاذ تدابير مقيدة.
12- تغير مفهوم المدينة والإسكان.
13- تطور الوعي البيئي بشكل كبير.
14- اكتساب المعتقدات والقيم المعنوية قوة.
15- تقوية الدول لأنظمتها الصحية خلال هذه الحرب ضد الفيروس وبعدها.
16- تغيير الدول والأفراد نمط حياتها بشكل إيجابي. تشكل شبكة علاقات اجتماعية جديدة.
17- انتشار نموذج حياة أكثر صحة ونظافة وعناية.
قفزة في المعلومات والتكنولوجيا وثورة ذهنية
18- تأسيس خطوط تضامن مشتركة بين الدول عقب انحسار الوباء. تشكيل منصات فوق وطنية جديدة. ترسيخ دعائم معاهدات وقواعد وهيئات دولية جديدة تضع حدودا للدول والأمم.
19- سيشهد العالم طفرة استثنائية في مجال المعرفة والتكنولوجيا عقب تراجع الوباء. وربما نعيش أكبر طفرة معرفية وأقوى تحول ذهني في تاريخ البشرية.
20- سنشعر برغبة ملحة في إعطاء الأولوية لكل ما هو “إنساني” في الأنظمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ونمط حياتنا والإنتاج والاستهلاك وإدراكنا لمسألة “الاحتياج”. وربما نقدم على خطوات أكبر في هذا المجال.
أكثر السيناريوهات تشاؤما: لو انهار النظام الصحي ستنهار الدول
أنا متأكد من أن خبرة البشرية المشتركة وعزمها ورغبتها في الحياة ومهاراتها وقدرتها المعرفة ستتغلب على وباء كورونا بأقل الخسائر. لكن توقع أسوأ السيناريوهات والاستعداد لمواجهته لن يخسرنا شيئا.
1- إذا انتشر الفيروس بسرعة كبيرة وخرج عن السيطرة، فربما ينهار النظام الصحي للدول.
ذلك أن العديد من دول أفريقيا لديها أنظمة صحية ضعيفة للغاية. كما أن النظام الصحي في كثير من الدول ضعيف جدا. بل إن حتى الدول القوية ربما لا تستطيع التحمل إذا ما خرج الفيروس عن السيطرة
2- يعتبر النظام الصحي هو أهم القطاعات الاستراتيجية القادرة على مساعدة الدول للصمود في مواجهة هذا الوباء. فلو انهار هذا النظام سينهار كل شيء، وحينها سيصبح الجميع عاجزا عن مواجهة الوباء، فتبدأ جميع المؤسسات بالانهيار تباعا وقوع انفجارات وثورات اجتماعية وانهيار الأنظمة المدنية
3- ربما تنهار الأنظمة المدنية، وهو ما سيؤدي إلى مشاكل أمنية، فتضطر دول عدة للانتقال إلى أنظمة الطوارئ.
4- تنهار نفسية الجماهير بسبب فرض حظر تجوال طويل واتباع أساليب الحجر الصحي وإدراك الجميع أن الوباء غير قابل للسيطرة، وهو ما يقلل القدرة على المقاومة والصمود، ما يفضي في نهاية الأمر إلى انفجارات وتمردات وفوضى اجتماعية.
5- تتعرض الدول والعالم كله للركود بسبب ركود الاقتصاد وانهيار النظام المالي وتباطؤ آليات الإنتاج أو توقفها تماما.
حروب جديدة وأيدولوجيات وتنظيمات خطيرة
6- الحروب هي حروب مصالح اقتصادية للسيطرة على الموارد. فكما أن الثراء يفضي إلى وقوع الحروب، فإن الفقر كذلك يؤدي إلى اندلاعها.
7- يمكن أن تخوض الدول الصراعات والحروب والاحتلالات بطريقة لا يمكننا حتى توقعها اليوم من أجل موارد الأرض.
8- ربما نشهد ظهور أيدولوجيات ومعتقدات وتنظيمات أكثر خطورة.
9- انهيار الأنظمة المدنية في أوروبا المركزية (وهذا هو التهديد الأكبر) سيؤثر في العالم كله. كما أن التوتر السياسي والاجتماعي في أوروبا وأمريكا سينتشر في كل دول العالم.
حالة طوارئ عالمية: هل هي “نهاية العالم” بالنسبة للغرب؟
10- سينهار النظام العالمي الذي لطالما عهدناه، لتؤدي موجات الفوضى إلى انتشار هزات شديدة حول العالم، وهو ما لربما يدفعنا للسير نحو “حالة طوارئ عالمية”.
11- ستنهار بعض الدول، لتظهر على الساحة قوى جديدة. كما ستكسب بعض الدول قوة كبرى، وستتغير القوى التي تتحكم في النظام والسلطة العالمية. هذا فضلا عن إمكانية تغير خريطة القوى العالمية والخرائط الفيزيائية.
12- ربما ينهار تنظيم الدول المركزية، وحينها تنهار الحكومات والدول والشعوب.
13- يحدث أكبر انهيار في تاريخ الإنسانية، فيتغير محور العالم، وهو ما يعتبر “نهاية التاريخ” بالنسبة للغرب على وجه الخصوص.
لن يحدث هذا لكن نظام العالم سيتغير
ستتحول بعض الدول إلى “دول العالم الثالث”..
1- لكن هذه الأمور لن تحدث، لأننا سنكافح بكل ما أوتينا من قوة من أجل ذلك، وسنستغل كل معرفتنا ومهاراتنا وعزيمتنا. ولأن البشر جميعا سيخوض حملة مشتركة، وهو ما بدأ بالفعل، للتصدي لهذه الكارثة.
2- لكن يمكن القول من الآن إننا سنشهد تغيرا في الأنظمة السياسية والاجتماعية والهويات السياسية والتنظيمات والخطابات والحساسيات الاجتماعية وأنماط الحياة.
3- كما يمكن القول إن بعض الدول والحكومات والقوى المستترة بغطاء الثراء والقوى التي “تدير العالم” ستفقد قوتها عقب تراجع هذا الوباء لتتحول إلى “دول من العالم الثالث”.
أوروبا، وليست أفريقيا، هي أضعف مكان في العالم!
4- لا شك أن فيروس كورونا سيغير الأنظمة السياسية والأيدولوجيات والهويات والنظريات المستقبلية والصراعات الاقتصادية والتفرقة بين الثراء والفقر وخرائط القوة وتحديات، أو أن الوضع الذي أفضى إليه الوباء سيمنح الفرصة لتغير هؤلاء.
5- لقد أصبحنا على يقين من أن كبرياء الغرب ينهار، كما ينهار نظامه الاقتصادي وتفوقه من ناحية القوة، فهذا ما يحكيه لنا ما نراه في إيطاليا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.
6- كما رأينا أن أضعف نقطة في العالم ليست أفريقيا أو أي مكان آخر، بل الغرب نفسه! وهو ما قضى على كل المسلمات التي داخل أذهاننا.
السلطة المركزية والزعامة القوية
7- يبدو أن ثمة خسائر كبرى بانتظار الدول التي تعاني ضعفا في السلطة المركزية وتفتقد الزعامة القوية وتفشل في تحقيق التضامن الاجتماعي والتنسيق الجيد بين أجهزتها. وتعتبر تركيا من بين الدول القليلة المتفوقة في هذه المجالات.
8- ينبغي لنا في تركيا المحافظة على صمود نظامنا الصحي وسلطتنا المركزية. فلو نجحنا في المحافظة على هذين الأمرين، فسننجح في الظهور كدولة أقوى بكثير عقب تراجع الوباء. كما أنه عندما تتغير موازين القوة والثراء ستكون تركيا إحدى الدول التي ستنال نصيب الأسد.
9- سنتغلب على هذا الوباء؛ إذ لو تصرف الأفراد بشكل مسؤول كما تفعل الحكومة ومؤسساتها، وهو ما يفعلونه بالفعل، سنتغلب على هذا التهديد.