نفط البصرة يعالج حالات السرطان المتزايدة ‏

نفط البصرة يعالج حالات السرطان المتزايدة ‏

ما زالت البصرة في جنوب العراق تعاني من آثار الحروب رغم مرور 20 عاما على قصف القوات ‏الأمريكية للجيش العراقي أثناء انسحابه من الكويت.ولا تزال بقايا المعارك متناثرة في أرجاء ‏الصحراء بالقرب من الحدود مع الكويت. المركبات المصفحة المتفحمة وبقايا الدبابات رابضة حيث ‏أعطبتها قذائف وصواريخ قوات التحالف خلال حرب تحرير الكويت عام 1991.‏

وكانت البصرة قبل ذلك ساحة قتال في كل الحروب التي خاضها العراق على مدار الثلاثين عاما ‏الماضية. وتحملت البصرة وطأة الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت ثماني سنوات في الثمانينات ‏ووطأة الغزو الذي قادته اولايات المتحدة عام 2003 للإطاحة بصدام حسين.‏
ويعزى إلى الكميات الهائلة من ذخائر اليورانيوم المستنفد التي استخدمت في البصرة الارتفاع الحاد في ‏حالات الإصابة بالسرطان وحالات تشوه الأجنة وغيرها من المشاكل الصحية في المنطقة.‏
وقرر مجلس محافظة البصرة في الآونة الأخيرة تخصيص ميزانية سنوية تبلغ عشرة مليارات دينار ‏عراقي (3.8 مليون دولار) من عائدات المحافظة من تصدير النفط لعلاج مرضى السرطان.‏
وقال خلف عبد الصمد رئيس مجلس محافظة البصرة “البصرة قياسا بالوضع العام بالعراق لها ‏خصوصية باعتبار كل الحروب التي حدثت. وأصبحت البصرة هي ساحة معركة. ولذلك التأثيرات ‏السلبية نتيجة هذه السياسات على البصرة أكثر من بقية المحافظات. فلذلك لا بد من وجود عمل ‏استثنائي في المحافظة. على هذا الأساس تم اتخاذ قرار بتخصيص عشرة مليار لمعالجة مرضى ‏السرطان.”‏
وذكر المسؤولون بمستشفى الأطفال في البصرة أن المستشفى يفتقر إلى المعدات والسعة السريرية ‏لعلاج آلاف الحالات التي ترد إليه سنويا رغم أنه المكان الوحيد المتخصص في أمراض الأطفال في ‏العراق.‏
وقالت الدكتورة جنان غالب حسن الأستاذ بكلية الطب في جامعة البصرة ورئيسة قسم الأمراض ‏السرطانية بمستشفى البصرة للأطفال “قبل 1991 كان عندنا تقريبا 15 حالة تأتينا بالسنة كاملة. هذه ‏السنة جاء لي.. تقريبا وصلنا 2000. معدل الحالات التي تأتينا بالشهر تعادل 1-.. 14 حالة بالشهر. ‏معظم الحالات سرطان الدم بالإضافة إلى بقية حالات السرطان.”‏
ويخدم المستشفى محافظات البصرة وذي قار وميسان في جنوب العراق وتحال إليه أحيانا حالات من ‏محافظة المثنى.‏
لكن الدكتورة جنان قالت إن 65 في المئة من الحالات تأتي من البصرة وعزت ذلك إلى تلوث البيئة ‏من الذخائر التي استخدمت في الحروب. وأضافت “في حالة تزايد وأتوقع بعد تزداد. أتوقع بعد تزداد. ‏يعني احنا من??91 ?? إلى 95 زادت عندنا وهسة (الآن) في 2003 أكثر وحاليا بعد أكثر. قلت هسة ‏بدأنا خمسة بالشهر تأتي حالات جديدة.. بعدين سبعة.. هسة 10.. إلى 12 صار عندنا هذا شهريا. هذه ‏حالات جديدة أقصد.”‏
ويقول مسؤولون إن استخدام قوات التحالف والقوات الأمريكية لذخائر اليورانيوم المستنفد في عامي ‏‏1991 و2003 كان موضوعا لتوثيق مستفيض لكن يصعب إثبات وجود صلة بين تلك الذخار المشعة ‏ومشاكل العراقيين الصحية.‏
ويصعب جمع بيانات صحية دقيقة في العراق بصفة عامة. كما يواجه الأطباء في البصرة على وجه ‏الخصوص صعوبة بالغة في تحديد حالات الإصابة بالسرطان.‏
ويعيش سكان البصرة منذ أعوام بين تلال من خردة المعادن التي يحمل الهواء الصدأ منها إلى بيوت ‏السكان وطعامهم وأجسامهم.‏
وقالت الدكتورة جنان “أورام خبيثة عجيبة تأتي. أورام العين هواي (كثيرة) عندنا. أورام الكلى هواي ‏عندنا. يعني أطفال تبدأ?? ??من عمر ثلاثة أشهر فما فوق. لحد احنا نستلم 16 و17 (سنة) مرات ‏نستلم حالات. فتوقع طفل عمره ثلاثة أشهر.. عمره ستة أشهر.. عنده لوكيميا.. سرطان دم.. عنده ‏سرطان كلى. هواي أطفال يأتون هسة لو تشوف هواي أعمار مختلفة.”‏
وذكرت الطبيبة أن حالات إصابة بالسرطان سجلت في المنطقة الصحراوية القريبة من البصرة التي ‏ترتفع فيها مستويات الإشعاع.‏
ودعت الدكتورة جنان المسؤولين إلى إنفاق المخصصات المالية الجديدة في شراء الأجهزة الطبية ‏اللازمة وتدريب الأطباء. وقالت “لو أفضل يعني هذه الفلس (الأموال) يجيبون أجهزة.. يرسلون أطباء ‏للتدريب (بالانجليزية).. يجون مثلا أطباء جدد. أنا أحكي ندزهم (ندخلهم) تدريب (بالانجليزية) على ‏علم الوراثة.. والكروموسومات والعلاج بالإشعاع وزرع النخاع (بالانجليزية). نفتح مركز ‏‏(بالانجليزية) أكثر ما أعالج عشرة أطفال أعالج 200 طفل. مو أحسن مما أدزه (أرسل مريض ‏السرطان) بره. هسة هم عندهم مبالغ.. أنا أفضل لو أبدأ بها. بس المبالغ اللي موجودة عندهم ما تفتح ‏لك هذه المراكز التشخيصية. هذه علاج فقط.. قليلة.”‏
وشككت بعض الدراسات في النتائج السلبية لليورانيوم المستنفد لكن دراسات عديدة أخرى خلصت إلى ‏أنه بالغ الخطورة. واليورانيوم معدن ثقيل سام ومشع وإذا وصل إلى الجسم عن طريق التنفس أو الجلد ‏يبقى بداخله عشرات السنوات.‏

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة