18 ديسمبر، 2024 9:58 م

هل محال نهاية حال الاستفزاز السياسي ..؟

هل محال نهاية حال الاستفزاز السياسي ..؟

ان فترة مخاض ولادة اي تشكيلة وزارية في العراق عسيرة ومتعثرة ، وهنا يبدأ الاستفزاز الحقيقي للشعب الذي طالما يترقب انبثاق حكومة لاتلبس جلباب سابقتها من الحكومات التي طالما تعفرت وزاراتها بتراب الفساد وسوء الخدمات والبطالة ، والكل يعلم ان تلك الولادة للحكومة تبدأ بمارثون الزيارات المكوكية بين بيوت السياسيين للوصول الى اتفاق في تشكيلة الحكومة ، او بالاحرى الاتفاق على تقسيم نسبة المكاسب لتصل الى ( الجيوب التي لاتشبع)، وعندها تصدح الخطب والمناكفات والشد والرد على نغمات الكل (يغني على ليلاه) ، تلك الحطب السياسية تفوق ما فاضت به قريحة الخطباء من عصر الجاهلية لوقتنا الحاضر ، حيث تغلبوا على (قيس بن ساعدة )عند المناظرة والخطابة فيما بينهم في تسطير الاهداف وتزويقها وتزينهها على شاشات القنوات الفضائية ، والكل يعترف بخبرتهم الكبيرة في صنعة (بيع الكلام ) لتسويق الكذب على قاعدة ما (بعد الحقيقة) ، بعد استقالة حكومة عبد المهدي بدأت السفونية المعتادة في العزف على ذات الايقاعات والالات في الية تشكيل الحكومة ، يوميا نسمع باسم مرشح في الليل ويمحيه النهار، وتنقل الاخبار عن اجتماعات وتليها تصريحات لاتعيش الا ساعات ليأتي بعدها ما يناقضها ويفندها، وهكذا يستمر مسلسل وسط اتهامات متبادلة بين الاطراف السياسية بالتخوين والتآمر وتجاوز الدستور، (على اساس الكل يحترم الدستور !)، وتكلموا اخيراً على (كسر العظم) ، لكن بعد الاجماع العلني في قصر السلام بتكليف الكاظمي بتشكيل الحكومة بعد اعتذار الزرفي ، وحضور رؤساء الكتل السياسية دلالالة واضحة على الاتفاق فيما بينهم على العبور من هذه المرحلة باقل الخسائر لكل الاطراف. ولكن لابد من الاشارة ان ذلك الحدث لم ينال من المواطن درجة عالية من الترقب والتوجس الذي اعتاد عليه بانتظار ما يصرح به رئيس الحكومة الجديدة من الوعود والاهداف والامال ، ربما لاعتقاد المواطن بتكرارها على السنة السابقين وتيقنه من صعوبة تحقيقها على ارض الواقع ، او الاحتمال الاخر الذي اخذ نصيبا كبيرا ، هو انتظار المواطن ما تفرضه الظروف الحالية من اثار وباء الكورونا ، وهنا يمكن ان نقول قد رفع ولو وقتيأً عن كاهل المواطن ثقل المتابعة للاحداث السياسية وكانت (رب ضارة نافعة) ، لكون انشغال الناس بفيروس كورونا واخبار مكافحته بعد تعطيل شبه تام للحياة وآثاره القاسية على ظروف معيشة المواطن، ابعدهم قليلا عن اثار وياء الصراع بين السياسين ومنافساتهم المفتعلة وسط الدوامة التي يدورون في رحاها على الكراسي والسلطة وتقاسم الغنائم والحصص و(اللغف) بعيدا عن معاناة المواطن الحقيقية وحياته في ظل السنوات العجاف الطويلة ، ذلك خلق دائما استفزاز متعمد يصدره السياسيين الى المواطن دون هداوة بعد كل محاولة اتفاق فيما بينهم حول قضية تخص الوطن ، و اصبح ذلك الاستفزاز كالامراض المزمنة المتعششة في اجساد اغلب العراقيين، لان اغلب السياسيين يعيشون في عالمهم البعيد عن الشعب كبعد(كوكب نبتون) عن الارض ، نقول ان عزوف الناس عن متابعة تلك الاجتماعات ونتائجها ، جعل تاثير ذلك الاستفزاز شبه متلاشياً، والان الكل لديه الامل باذن الله بالقضاء على وياء كورونا كوفيد19 ونهايته ، وفي ذات الوقت ننتظر بعد تسمية مرشح جديد لرئاسة الوزراء ، ان ينتهي فيروس الاستفزاز الشامل بخيبة الامل الذي اصابنا من قبل السياسيين ، ونتسأل هل سيكون ( من المحال ان يتبدل حال) وباء الاستفزاز من السياسيين او ياتي يوما ينجلي استفزاز خيبة الامل من قاموس المواطن….؟