يظن البعض بأن من أهم واجبات الاعلام كشف السلبيات ، ولهذا يصادفني في احايين كثيرة مواطنين لديهم ملاحظات حول اداء مؤسسة من مؤسسات الدولة وأول ما يبدءون به بتساؤل يضعني في حيز ضيق من مساحة الاجابة ، والسؤال هو لماذا لا تكتب حول سوء الخدمات ـ الكهرباء على سبيل المثال ـ ولمدة قريبة كنت من أشد المتحاملين على اداء المؤسسات المسؤولة عن الطاقة ، ولكن ربما نسي هؤلاء المحقون في السؤال عن بعض حقوقهم ان الاعلام لا يكتمل بأ ظهار الجوانب السلبية فقط بل اظهار الجوانب الايجابية ايضاً ، فليس من المعقول ان ننظر الى يومنا على اساس وجود الليل دونما النظر الى الجانب المضيء فيه ، وليس من المعقول ان يحشر الاعلام في هذه الزاوية الضيقة وكأن الاعلامي أحادي النظرة ، أقول كنت انظر كما ينظر بعضهم الى نصف اليوم اونصف القدح من الجانب السلبي فيه دونما النظر الى ما يحتويه الجانب الممتلئ .ولم أغيّر من نظرتي الى اداء المؤسسة المعنية بتوفيلا الطاقة الى المواطنين الاّ بعد لقائي مصدراً مقرّباً من الدكتور حسين الشهرستاني ، فقد ألقيت عليه بحزمة من العتب الشديد بشأن معاناة المواطنين جرّاء سوء اداء وزارة الكهرباء والطاقة بشكل عام ، لكنه بدد الكثير من سوء فهمي بعد ان أظهر لي مجموعة من التفاصيل المثبتة بكتب وعقود وتفاصيل كثيرة ، ومن هذه التفاصيل ان هذا المصدر المقرّب من نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة كان في مهمة خارج البلاد والتقى الرئيس الفنزويلي تشافيز ودار بينهما حديث وأطلع الشهرستاني تشافيز على تفاصيل احد العقود التي طرفها وزارة النفط والطرف الآخر شركة اجنبية ، وأظهر تشافيز انبهاره بطريقة العراقيين في ابرام وادارة العقود بحيث قال:أنا منبهر ..نحن في فنزويلا لدينا خبرات متراكمة منذ عقود من الزمن لكننا لم نبرم عقداً بهذه الطريقة لأنها تنفع الطرف العراقي اكثر من الطرف الآخر.الى هنا ينتهي كلام تشافيز كما نقله المصدر ، لكن التفاصيل لم تنته بعد ، فقد اضاف لي رواية اخرى بهذا الشأن وهي ان العراق كان يبرم عقداً مع شركة اجنبية وبعد ابرام العقد نظرت الاعلامية المرافقة للطرف الأجنبي الى مجموعتها وقالت يبدو انكم لا تعرفون علام وقّعتم ذلك لأنه بعد عشرين سنة من الآن فأن العقد الذي وقّعتموه مع الجانب العراقي سوف لاينفعكم بشراء قدح من الشاي.وحين انتهى المصدر من سرد هذه التفاصيل كنت ما زلت انظر الى النصف الفارغ من القدح ولكن بعد ان اظهر لي تفاصيل مثبتة ومدونة من الجهد العراقي الحقيقي المثبت بألارقام والتفاصيل وفيه الكثير من الانجازات أدركت كم ينفع الاعلام لو تصدى لاظهار جهد الآخرين ، كما ان عدم اظهار نجاحات كثير من المسؤولين هو الاستهداف من قبل سياسيين آخرين تهمهم احزابهم وليس البلاد بحيث يعتمون من خلال الاعلام ايضا على جهود حقيقية ، ومن أين نأتي بتشافيز ليعلن لنا ما رآه..لذلك نقول ايها الساعون لخدمة العراق وحماية ثرواته وحقوقه واصلوا السير الى الامام ولا تخشوا في الحق لومة لائم .