قال تعالى” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” البقرة :183
اذا كنت حريصا على صيام رمضان هذا العام فإقرأ هذا المقال !
بداية أقول إن صيامكم جُنَتُكم فإياكم وإياهم أن يضحكوا عليكم بهرائهم الكوروني الالكتروني إياكم ،فها نحن على أبواب شهر رمضان المبارك ،شهر الخيرات والطاعات والمكرمات ،شهرالصيام والقيام وصلة الأرحام ،شهرالقرآن والتسابيح والتراويح ،وأحذر وبشدة من وجود محاولات خبيثة وتحركات دنيئة تشي بإطلاق مبادرات ،ترويج شائعات ،تناقل نصائح طبية كورونية لا أساس لها من الصحة،شن حملات الكترونية عبر الهاكرز والكراكرز والذباب السبراني بهدف بث خرافات تدعو بمجملها لإسقاط فريضة الصيام العظيمة وهي الركن الرابع من أركان الاسلام الخمسة ،أو العمل على حث الصائمين للافطار بسبب كورونا المستجد (كوفيد – 19 ) لهذا العام ،أو تشجيع المفطرين على مواصلة – الدرب – في طريق -الحرب-على الفرائض والأركان والسنن وإستمراء المعاصي، فهذا ما يحدث اليوم في عدد من الدول العربية وأتابعه بدقة ،حتى أن الأزهر ولكثرة ما تردد على مكتبه من أسئلة بهذا الشأن أصدر بيانا قبل أيام يشجع فيه على الصيام ويدعو الى نبذ هكذا أقوال ودحر هكذا شائعات لكثرة سؤال الناس عنها، كذلك فعل مكتب السيد السيستاني في النجف وأصدر إستفتاءا في ذلك ختمه بـ” من المعلوم أن صيام شهر رمضان من أهم الفرائض الشرعية ولا يجوز تركه الا لعذر حقيقي، وكل انسان أعرف بحال نفسه في أن له عذراً حقيقياً في ترك الصيام أو لا”، وأساس الأسئلة كلها مبنية على أكذوبة علمية بثت على النت وتناقلها -الخائبون – بشدة مفادها أنه وللوقاية من وباء كورونا يتوجب شرب كوب من الماء كل 15 دقيقة لدفع المايكروبات بالماء من المرئ الى المعدة بهدف قتلها وقد أجابت على هذه الخرافة الصحية ونسفتها من أساسها عالمة الوبائيات بمدرسة لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة ،الدكتورة كالبانا ساباباثي ،مؤكدة نقلا عن محطة البي بي سي بالقول (ليس هناك أية دراسة تؤكد أن شرب الماء يقي من الإصابة بفيروس كوفيد-19، لأن العدوى عادة ما تحدث بعد التعرض لآلاف أو ملايين الجزيئات الفيروسية، وبالتالي لا يمكن للمياه أن تدفع هذه الكمية الكبيرة من الفيروسات من المريء حتى تصل إلى الأمعاء، ليقوم حمض المعدة بالقضاء عليها،كما ان حمض المعدة القادرعلى تفتيت الفولاذ،غير قادر على قتل الفيروسات، خاصةً فيروس كورونا المستجد) انتهى نصه .
وهذه منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة البريطانية نقلا عن صحيفة “ديلي ميل” البريطانية تحذر من 15 معلومة طبية خاطئة انتشرت بعد ظهور كورونا ومنها (يدعو بعضهم لإبقاء الأفواه والحناجر رطبة ولا تجف أبدا، ويقترح آخرون تناول رشفات من الماء كل 15 دقيقة للمساعدة في نقل الفيروس عبر الجسم الى المعدة ، حيث سيتسبب حمض المعدة في قتله،ونؤكد أن مياه الشرب تمنع الجفاف حقا ،لكنها لا تمنع أي شخص من الإصابة بفيروس كورونا المستجد!) انتهى نصه .
وهذا موقع بريطانيا بالعربي نقلا عن صحيفة ” ميرور” البريطانية وتحت عنوان جامع مانع (17 خرافة عالمية عن كورونا ) جاء في فقرة “الخرافة الرابعة ” منه ما نصه ( يدعي بعضهم أن عدم شرب كمية كبيرة من المياه يسمح للفيروس بالانتقال إلى الشعب الهوائية والرئتين،ولكن لا يوجد دليل علمي على أن شرب الماء يمكن أن يساعد في الوقاية من فيروس كورونا) انتهى نصه .
وهذه مديرة مبادرة ستانفورد للتواصل الصحي، بجامعة ستانفورد الأميركية الدكتورة سيما ياسمينة،وفي مقالة طبية نشرت قبل أيام ونقلها موقع “وايرد” وهي مجلة أمريكية تأسست عام 1993 ومقرها سان فرانسيسكو ما نصه ( إنه وفي مواجهة الكثير من أجواء الخوف وعدم اليقين، فقد يقع حتى أذكى الناس في فخ المعلومات المضللة وأن ترطيب الفم والمريء بالماء ليس كافيا وان إزاحة الماء لتلك الجسيمات إلى المعدة كما يقول البعض، ليست أمراً فعالا) انتهى نصه .
وفي فضل الصيام قال ﷺ :”من صام رمضان إيماناً وإحتساباً ،غُفر له ما تقدم من ذنبه “، وقال ﷺ : ” الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ، إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ”،وقال ﷺ وكما جاء في الحديث القدسي :”كلُّ عَمَلِ ابنِ آدمَ لَه إلَّا الصَّومَ، فإنَّهُ لي وأَنا أجزي بِه”.
صوموا تصحوا
يقول الأستاذ روبرت توماس عن اعتناقه الاسلام في تسعينات القرن الماضي، وتغيير إسمه الى محمد عبد العزيز: (لم اكن اريد ان اعتنق الاسلام حتى يكون الايمان به من صميم قلبي واحساسي، لذلك فقد درست الاسلام جيدا واقتنعت به ثم اعتنقته، لقد تعرفت على الاسلام بداية في امريكا وذلك من خلال بعض المؤتمرات والندوات، التي كانت تتناول الاسلام هنا وهناك… لقد كنت مسيحيا كاثوليكيا واعتنقت الاسلام فوجدته هو الدين الصحيح… انني عندما أصوم في رمضان أشعر بأنني أضحي بكل شيء، ويذكرني هذا الصيام بإخواني الجياع والفقراء لذا، فأنا أدعو غير المسلمين الى معرفة هذا الدين العظيم).
وكيف لا يستشعر روبرت بعظمة الصيام، والصيام فريضة وعلاج، فهذه فوائد الصيام كما تلخصها الدكتورة (ويندي ديننغ) اختصاصية التغذية في مركز الطب المتكامل في لندن: (نحن ندرج الصيام الطبي في البرنامج العلاجي للمرضى، الذين يكونون بحاجة الى تخليص اجسادهم المريضة من وطأة الشوائب والسموم، فالكبد هو أكبر عضو للتنقية في الجسم يكون مشغولا في الايام العادية بتصفية الطعام وخلال فترة الصيام سيكون الكبد متفرغا لطرح السموم، فالصيام يعطيه اجازة لكي يتفرغ للتعامل مع الفضلات وبعد ان يتخلص الجسم من الفضلات سيعمل بشكل افضل، كما ان الصيام يحقق الاسترخاء النفسي).
وفي ذلك يقول الدكتور الالماني (اتو. اف. بوجنكر) في كتابه الصيام والصحة: (وعلى هذا نؤكد مرة اخرى ان الصيام هو وصفة طبية للشفاء).
وتجدر الاشارة الى ان البروفيسور الروسي نيكولا ييف ،يعالج مرضى الفصام عن طريق الصوم، اما مدرسة الطب النفسي الاسلامية في امريكا فانها تعالج الادمان على المخدرات بالصوم، ويعالج الصيام المتواصل مرض التهاب المفاصل المزمن -الروماتويد-، ويعادل حموضة المعدة وكذلك يعالج الصيام بعض امراض الدورة الدموية الطرفية كمرض الرينود ومرض برجر، ويحسن الصيام من خصوبة المرأة والرجل على حد سواء، ويقي الصيام الجسم من مخاطر السموم المتراكمة كما جاء في دراسات علمية عديدة .
وهذه مجلة “فام أكتويل” الفرنسية الأسبوعية فى أحد أعددها تنشر دراسة أجراها فريق يضم باحثين أمريكيين وإيطاليين عن كيفية استخدام الصيام فى علاج بعض الأمراض، مؤكدة ،أن “الصيام لمدة طويلة ولأيام متتابعة مع إتباع نظام غذائى مبنى على الخضراوات يساعد مريض التهاب المفاصل على تخفيف الآلام الناتج عنها كذلك الحال بالنسبة للأمراض الخاصة بالقلب، وأن فوائد الصيام تظهر أيضا على مرضى ارتفاع ضغط الدم ، اما الصيام ليوم واحد شهريا فيخفض من خطورة المعاناة من مرض السكر بنسبة 40%” .
وفي دراسة أجرتها المجلة الأمريكية للتغذية السريرية عام 2007م اظهرت ،أن ” الصيام مفيد للقلب والأوعية الدموية، حيث يقلل خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بهما” ، وفي دراسة أجراها المعهد الوطني للشيخوخة، بإشراف الدكتور مارك ماتسون،خلصت الى ، ان” الصيام لمرتين أسبوعيًا، يقلل مخاطر الإصابة بالشلل الرعاش والزهايمر”.
وكذلك يقوي الصيام من جهاز المناعة فيقي الجسم من امراض كثيرة ، كما خلصت دراسة المانية نشرتها قناة DW بإشراف البروفيسورة فراسنواز فيلهالمي و بالتعاون مع البروفيسور أندرياس ميكالسن من مستشفى شاريتيه برلين الجامعة نشرت نتائجها في مجلة (بلوس وان) العلمية الشهيرة الى ، ان ” الصيام يقي الجسم من أمراض القلب والأوعية الدموية والتهاب المفاصل وأمراض الجهاز الهضمي،ساهم في تعديل نسبة الدهون والغلوكوز في الدم”.
بدورهم أشار باحثون من “معهد القلب “في ولاية يوتا الأميركية، في دراسة جديدة الى،ان ” الصيام يعزز عدد خلايا الدم الحمراء لدى المريض، ويخفض الصوديوم، وكلاهما يقلل من خطر الإصابة بتدهور صحة القلب”.
هنيئا لاصحاب خير الورى..وطوبى لاصحاب اخياره
اولئك فازوا بتذكيـــــــــره …ونحن سعدنا بتذكاره
أودعناكم اغاتي