20 يوليو، 2025 11:43 م

“ترامب” يحافظ على ماء وجهه بلوم “منظمة الصحة العالمية” .. فهل ينفذ تهديده بقطع التمويل ؟

“ترامب” يحافظ على ماء وجهه بلوم “منظمة الصحة العالمية” .. فهل ينفذ تهديده بقطع التمويل ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

يبدو أن الأزمة في طريقها إلى الإزدياد سوءًا؛ في حال نفذ الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، تهديده وقطع تمويله عن “منظمة الصحة العالمية”، وسط هذه الظروف الطارئة التي ألمت بالعالم كله، حيث أعلن “ترامب” صراحة، مساء الثلاثاء الماضي، عن عزمه تعليق المساهمة الأميركية في تمويل “منظمة الصحة العالمية”، وذلك بعد أن هاجمها في تغريدة سابقة بشأن تحيزها لـ”الصين”.

وقال الرئيس الأميركي، خلال المؤتمر الصحافي اليومي لـ”خلية الأزمة”: “منظمة الصحة العالمية تلقت منا أموالًا طائلة؛ وفي الوقت ذاته تحيزت للصين وانتقدت قراري بمنع دخول الصينيين إلى الولايات المتحدة”.

وأضاف: “علينا مراجعة علاقتنا مع منظمة الصحة العالمية، لأنها أخطأت وكان يُجدر بها أن تُعلن الوباء مبكرًا”.

وفي وقت سابق؛ وجه “ترامب” انتقادات حادة لـ”منظمة الصحّة العالمية”، متهمًا إياها بالتقرب من “الصين” وبسوء إدارة أزمة وباء “كورونا”.

وقال “ترامب”، في تغريدة؛ إن: “منظمة الصحة العالمية أخفقت”، في الوقت الذي تخطت فيه حصيلة وفيات (كوفيد-19)، في “الولايات المتحدة” 11 ألفًا.

وتابع الرئيس الأميركي: “الغريب أنها (المنظمة) مموّلة بشكل كبير من الولايات المتحدة، لكنّ تركيزها منصبّ على الصين”.

وأضاف: “لحسن الحظ رفضت نصائحها الأولية بإبقاء الحدود مع الصين مفتوحة. لمَ أعطونا توصيات خاطئة إلى هذا الحدّ ؟”.

عدم تسييس الأزمة..

ردًا على تلك الاتهامات، دعت “منظمة الصحة العالمية”، إلى عدم تسييس أزمة فيروس “كورونا” المُستجد، حيث دعا رئيس “منظمة الصحة العالمية”، “تيدروس أدهانوم”، الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، إلى التوقف عن تسييس أزمة فيروس “كورونا”، الذي يجتاح العالم، إذا كان جادًا في التعامل مع الموقف لإيجاد حل لا يُكلف البلاد مزيدًا من الضحايا بفعل هذا الفيروس.

و”الولايات المتّحدة” أكثر دولة في العالم تسجيلاً للإصابات المؤكّدة بـ (كوفيد-19)، حيث تخطّت حصيلة وفيات (كوفيد-19)، في “الولايات المتحدة”، 11 ألفًا بعد تسجيل أكبر حصيلة تخطت ألفي حالة وفاة لليوم الواحد، في حين بلغ عدد المصابين بالوباء أكثر من 385 ألف مصاب.

انتقادات ودعوات للاستقالة..

وتأتي انتقادات “ترامب”؛ فيما يواجه مدير “منظمة الصحة العالمية”، “تيدروس أدهانوم غيبريسوس”، انتقادات ودعوات إلى الاستقالة، إثر اتهامه بالوثوق بشكل كبير في معلومات “الصين”، خلال أزمة فيروس “كورونا” المُستجد، (كوفيد-19).

وبحسب صحيفة (ديلي ميل) البريطانية، فإن سياسيين أميركيين يدعون، “غيبريسوس”، إلى الاستقالة، لأنه لم يتعامل بحذر مع البيانات التي قدمتها “الصين” حول الفيروس، إثر تسجيله لأول مرة في إقليم “هوبي”، أواخر العام الماضي.

وقالت عضوة مجلس الشيوخ الأميركي، “مارثا ماكسالي”، المسؤول الدولي، إلى الاستقالة بسبب ما اعتبرته تسترًا على “الصين”.

وأضافت السياسية المنتمية إلى الحزب الجمهوري، إن جزءًا من مسؤولية: “قلة الشفافية” لدى “الصين”، يقع على عاتق المدير العام لـ”منظمة الصحة الدولية”.

وأشارت إلى أنه، في شباط/فبراير الماضي، مثلًا، كانت “الصين” قد سجلت رسميًا 17 ألفًا و238 إصابة و361 حالة وفاة، لكن المدير العام لـ”منظمة الصحة الدولية”، قال إنه ليست هناك حاجة إلى فرض قيود على السفر.

يُهدد العالم أجمع..

تعليقًا على تهديدات “ترامب”، قال “حسان القبي”، أستاذ الاقتصاد السياسي؛ إن: “الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لا يُهدد منظمة الصحة العالمية؛ بل الجميع في ظل أزمة وباء كورونا التي تجتاح العالم، رغم أن الإدارة الأميركية الشعبوية مسؤولة عن ما حدث داخل بلادها، نظرًا لتساهلها من البداية مع خطر انتشار الفيروس، ولم تأخذ الموقف على محمل الجِد رغم أنها دولة كبيرة”.

واعتبر “حسان”؛ أن: “منظمة الصحة العالمية تتحمل جزءًا من المسؤولية، حيث تأخرت في إعلان فيروس (كوفيد -19) وباءً عالميًا، لكن ترامب إرتكب ما هو أخطر؛ حيث طالب شعبه بعدم تضخيم أمر كورونا وشبهه بإنفلونزا موسمية، والآن يكيل الاتهامات إلى منظمة الصحة العالمية في محاولة للتغطية على فشله في إدارة الأزمة داخل الولايات المتحدة”.

يجب ترك الخلافات السياسية جانبًا..

أما المحلل السياسي، الدكتور “غسان معلوف”، فيرى إنه: “عند ظهور فيروس كورونا في الصين، لم تُبلغ الصين إلا بعد فترة لأنها أرادت أن تُخفي هذه المشكلة، كما تأخرت منظمة الصحة العالمية أيضًا في الإعلان عن تداعيات هذا الوباء وأعطت نصائح لم تؤدي لمحاربة هذا الوباء بل زادت من انتشاره”.

وحول محاولة تسيس الأزمة، لفت “معلوف”، إلى أن هناك مشكلة تطرح نفسها على العالم أجمع وليس هناك مكان للعمل السياسي الضيق، وبالتالي يجب ترك الخلافات السياسية والقضايا الثانوية والتعاون لعلاج المشكلة والمحاسبة تأتي فيما بعد.

يستطيع قطع التمويل..

وعن إمكانية أن يُنفذ “ترامب” تهديداته بقطع التمويل عن “منظمة الصحة العالمية”، أكد الخبير الاقتصادي الدولي، الدكتور “رشاد عبده”؛ أن الرئيس الأميركي قادر على وقف تمويل منظمة الصحة؛ لأنه سبق وأن قام بذلك مع “الأونروا” و”اليونيسكو” بإيقاف تمويلهما، كما أنه لم يراعِ البُعد الإنساني في حالة “إيران”؛ ولم يرفع العقوبات عنها مؤقتًا لتجاوز أزمة “كورونا”.

وانتقد “عبده” ذرائع “ترامب” لوقف تمويل المنظمة، مؤكدًا أنها غير مقنعة وأنه يُحاول أن يكسب نقاطًا سياسية ويهديء الرأي العام الداخلي، لأنه مُقبل على انتخابات رئاسية وأن أرقام الوفيات والإصابات  الكبيرة بـ”كورونا” قد تؤدي لخسارته السباق الرئاسي.

تقوم بمجهودات لإحتواء الفيروس..

من جانبه؛ قال المدير السابق لمركز الإنفلونزا التابع لـ”منظمة الصحة العالمية” بالقاهرة، الدكتور “مصطفى أورخان”، إن: “منظمة الصحة العالمية؛ بالرغم من تأخرها في الإبلاغ عن خطورة الوباء، إلا أنها تقوم بمجهودات كبيرة لإحتواء الفيروس، حيث كان من المفترض أن تحظر السفر من وإلى ووهان، بؤرة المرض، منذ ظهور الفيروس الأمر الذي كان سيمنع انتشاره الواسع في العالم”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة