24 نوفمبر، 2024 2:52 م
Search
Close this search box.

الثلاثون الكاظمية

الثلاثون الكاظمية

1- بالضربة القاضية، كان بيان الكرد والسنة نهاية لمشوار عدنان الزرفي في تشكيل الحكومة، والبيانانقالا صراحة: نريد السيد مصطفى الكاظمي، وننتظر ترشيحه، وعلى هذا الأساس، بدأت القصة السياسية مختلفة، وذات بعد جديد، في التشكل السياسي لعملية اختيار رئيس للوزراء.

2- قبل ذلك وحين كان الزرفي يجتمع بالأوربيين وغيرهم، كان اسم الكاظمي قد بدأ بالصعود، وقد تحرك السيد عمار الحكيم، لإخراج البيت الشيعي من المأزق، عمليا (لم يرشح البيت الشيعي عدنان الزرفيوتلك سابقة) ووجد الحكيم أن الحل الذي يجلب الكرد والسنة ومعظم الشيعة هو ترشيح الكاظمي

3- عقد الحكيم العزم على التواصل السريع، ذهب يمينا ويسارا رغم كورونا، في النهاية نجح، وأرى أن ترشيح الكاظمي مر في هذا التوقيت من عباءة السيد عمار الحكيم بالمقام الأول، وقد كان ذكيا في إقحام السنة والكرد أولا في هذا التداول وبتنسيق رفيع، نهايته مشهد يقف فيه الحكيم يمين الرئيس ممثلا وداعما للكاظمي.

4- لقد وجد برهم صالح الرئيس العراقي من توجه السيد عمار شيئا في قلبه، فهو يريد الكاظمي، ولم يخف تلك الرغبة منذ البداية، في جلساته وحوارته، لأنه يعتقد أن الكاظمي رجل دولة، ويتعامل مع السلطة بهدوء، ولا يحب الصدام، بل هو شخصية منفتحة، ولينة، ويمكن التفاهم معها، وأكبر من ذلك أن العلاقة بينهما ولدت قبل السياسة، من أيام العمل الصحفي.

5- ليس خافيا كذلك أن دهاء الكاظمي، قد جعله مقبولا من طيف سني واسع، هذا الطيف فيه مختلفون، وفيه متشاكسون، لكنهم رغم اختلافهم يريدون الكاظمي! خذ الحلبوسي والمطلق والخنجر وقد كانوا جميعا في مناصب التكليف، ويحاول كل منهم التقرب للكاظمي وتذكيره بالعلاقة السابقة، بينما بين كل واحد منهم ما صنع الحداد، يحفر بعضهم لبعض. كان لافتا غياب شخصية النجيفي، وهي شخصية ثقيلة، لابد وأن تكون في محل الاهتمام.

6- تأتي في السياق شخصية الدكتور حيدر العبادي، كان الزرفي ضمن كتلة العبادي، وفي لحظة ما، تحول العبادي لأسباب موضوعية إلى دعم ومساندة الكاظمي، في ظهور سياسي غير معتاد يقف داعما الترشيح، قد يوحي بدور سياسي قادم، والحقيقة، وجد العبادي مبكرا أن شخصية الكاظمي، ذات البعد الثقافي، ولعلمه من مؤسسة الذاكرة والأرشيف، وعلاقاته، أنه يصلح ليقود جهاز المخابرات، لذلك ثمة علاقة وطيدة بين العبادي والكاظمي. بل أبعد من ذلك.

7- يبقى أن الفصائل التي بدأت تصعد في موقفها ضد أمريكا، وتتخذ من المساق الإيراني استراتيجيتهاللمرحلة المقبلة، تتوجس من الكاظمي، وكلامه عن انفلات السلاح يعنيها، وقد كان الكاظمي ذكيا في التفريق بين الحشد الشعبي الذي هو مؤسسة رسمية، وبين فصائل تحمل السلاح خارج الدولة، وهنا نحن أمام مرحلة انتقالية للفصائل التي استهدف السفارة الأمريكية ومقراتها، ويبدو أنها ستكون معزولة، ويمكن تعقبها، فالدولة ومؤسساتها بدأت تنظر إليها كجهة مزعزعة للأمن والسلام.

8- هذه الفصائل عقليتها أمنية بحتة، وهي وكما رأينا سابقا، شاركت في قمع المظاهرات، وقتل المتظاهرين، والحقيقة كانت تفعل ذلك من غير أسماء، هم ملثمون يقتلون، وأحيانا غير ملثمين، يقتلون ويخطفون ويعذبون ويغتالون!! لذلك هم لن يفهموا لغة الحوار، ولعلهم يرسمون شيئا (شيئا ما) للتعامل مع المرشح الجديد له بعد أمني (الحذر واجب جدا)!! ولعل الكلام واضح في هذه السياق.

9- سيناريو مرور الكاظمي من البرلمان متوفر ويمكن التكهن به، لكن السوابق، وطريقة التقلبات توحي بأن السيناريو الثاني، قابل للحدوث، وهو أن يحصل أمر ما، فيقلب رأس المجن! ويعتذر الكاظمي، السيناريو هذا ضعيف، لأن الترشيح كان توافقيا! لكن وارد بنسبة معتبرة، لنتذكر أن بيانات فصائل محددة أعلنت دعمها استمرار عادل عبد المهدي، وهذا مستمر حتى الآن، وفي الأمر تنازع قادم.

10- دعوني أعود إلى أهم تيار في العراق، وهو التيار الصدري، وسلوكه حذر، ولن يسلم مفاتيح جلسة البرلمان بسهولة، وليس الكاظمي بالنسبة للتيار شخصية أساسية، بل هو تحصيل لضعف المنظومة كلها، وتيار الصدر ذكي، لديه قدرة مهولة على التحرك إذا كان ضروريا، ولا يهتم لكورونا أو قوة موازية! علينا أن نضع عيوننا دوما على (الحنانة) مقر السيد مقتدى هذه الأيام، وبكل تأكيد، لم يقل التيار الصدري قولته بعد! كتلة سائرون هي أداة واحدة من أدوات التيار! التيار أوسع وأعمق، وأكثر دهاء، وفي اللحظة الأخيرة سنعرف.

11- ولا يمكن مغادرة النخب والكتاب، وبجولة على تويتر وفيس بوك، وشيء من حديث الفضائيات، ستجد أن التوجه العام، أن النخب راغبة بالكاظمي، ومنبع هذا لاعتبارات، منها أن الكاظمي كاتب مقال، وجامع أرشيف، ولكن الأهم هو دعمه وحمايته عندما كان في منصبه لهذه الشريحة، أو جزء مهم منها، وهذا يحسب ضمن دائرة القوة، لقد حافظ على حياة عدد من الصحفيين ودعم آخرين، وشارك في بناء مؤسساتهم.

12- أتحدث الآن عن الأهم، وهم المتظاهرون، وهم خيرة شباب العراق، وبهم وبسببهم تخلخلت قواعد اللعبة السياسية، واهتزت الحكومة، وخاف البرلمان، وجاء علاوي والزرفي ثم الكاظمي، وسقطت الأقنعة، ووقفت الحياة قبل كورونا، وهم الذين أحبهم الشعب العراقي، ووضع ثقته في ساحة التحرير وشبابها، ولكن المشكلة أن ساحة التحرير ليس لها قائد أو فريق واضح،

13- لقد كان غياب الفريق الواضح الذي يمثل ساحة التحرير، إحدى نقاط الضعف الرهيبة لسلوك المظاهرات، وفي كل مرة، كنا نطالع بيانات لا نعرف من يكتبها، وأعرف أن هناك خطر أمني على كل من يظهر، فلدينا مئات الشهداء، وكل ناشط قوي تمت تصفيته أو تهديده، وتلك الخطة نجحت في جعل ساحة التحرير من غير تمثيل، وعليه فإن مكاسب تحريكها للوضع السياسي، ستذهب باتجاهات أخرى أعود إلى القول إن الكاظمي كان قد دعم والتقى مرارا بشباب أو بعدد من شباب ساحات التظاهر، وهذه حسبت له، وأعتقد أن شباب المظاهرات لن يدعموا الكاظمي، لكنهم لن يقفوا ضده، وسيتحدثون عن مشروع الكاظمي ووزارته وطريقته في إدارة الدولة، فالمتظاهرون أنقياء، يريدون خير الدولة، ولم يكونوا حزبا سياسيا مصلحيا، أو طالبوا منصب لهدف شخصي، لذلك على الكاظمي أن يجعل المتظاهرين ( لؤلؤة العقد ) والباب الذي لا يغلق، والروح التي تسري في جسد مكته ووزارته، المتظاهرون مصدر قوة لا يصدق، والكاظمي يعرف ذلك جيدا، وسيحسب حسابته أن يكونوا من فريقه اللصيق، ومستشاريه الأمناء.

14 بقي عمود البيت، وهم المرجعيات الدينية الشيعية والسنية في البلد، وقد كان واضحا حضور المرجعية الشيعية في تغيير السياسات، والنصح الأسبوعي، وغابت المرجعيات السنية، ولا سيما المجمع الفقهي العراقي، ولعل الكاظمي يدرك هذا المعنى، رغم أن السيد السيستاني لا يلتقي بالسياسيين منذ وقت طويل، لكن بوابات التبادل ممكنة، على مستوى النجف والمجمع الفقهي، وثمة ضرورة لإعادة تسمية رئيسي الوقف السني والشيعي، بعيدا عن التجاذب السياسي، وجعلهما في خدمة إيمان العراقيين، وليس المصالح والاستثمارات كما هو حاصل حاليا، والكاظمي أعلم الناس بهذه الملفات

15- ولنتجاوز السيناريوهات ونعود إلى جلسة البرلمان، وبين يدينا برلمانيون عالقون في الخارج، وآخرون في أربيل لا يعرفون كيف يعودون، وثمة إشارات عن برلمانيين أصيبوا بفايروس كورونا، ومنهم موظفون في البرلمان، كما نقل لي شخصيا أحد البرلمانيين، وتلك موانع بسيطة، قد تصعب عقد الجلسة، لذلك أنصح السيد الكاظمي بتسهيل عودتهم، باتصال سريع مع كل البرلمانيين، وتسهيل إعادتهم إلى بغداد قبل انعقاد الجلسة، يجب العمل فورا، وهذه مسؤولة وزارة الخارجية أو سلطات الإقليم، وربما القوات الأمنية، في النهاية يجب إعادة جميع البرلمانيين إلى بغداد، وتسهيل وصولهم للبرلمان.

16- تنتظر الكاظمي ملفات معقدة، قد يكون الملف الاقتصادي أخطرها، وذلك نابع من نزول أسعار النفط، وجائحة كورونا، والعراق منهك حقا، وميزانيته فارغة، وجهازه الوظيفي مترهل إلى أبعد الحدود، وتجارته ضعيفه، وجلب الاستثمارات شبه منتهي، والمشاريع العملاقة متوقفة، والفساد ضارب، والمليشيات تسطو على مشاريع التجار وتقتسم الأرباح عنوة، وقد جاء الوقت لأخذ ملف الاقتصاد على محمل الجد

17- ويمكن وبمعالجات ذكية، وبفريق ذكي، أن يقوم الاقتصاد العراقي، ففيه معادن القوة، ولعل العراق من أكثر بلدان العالم، يحتفظ الناس فيه بأموالهم داخل بيوتهم! لأن ثقافة البنوك والمال الرقمي غير متوفرة، وعليه ينبغي إطلاق حملة دوران المال، من خلال تشارك الدولة في قطاعاتها مع المواطن، وذلك السر الذي جعل الرئيس أردوغان مثلا، ينتج أكبر مشاريع العالم في تركيا باستمرار، حيث تشارك القطاع العام والخاص في المشاريع الإسترايتيجية، بما ولد لاحقا حزمة أرباح لصالح المساهمين، بينما حصلت الدولة على مشاريع تخدم المواطن

18- والنظرية الاقتصادية القديمة في الدولة العراقي تشبه الموت، إن النفط العراقي استخدم كسلاح ضد التنمية، وعقلية الدولة العراقي مخربة تماما في هذا الباب، ولقد سمعت الدولة نصائح من بعض (كبار السن) يتصرفون بطريقة اقتصاد السبعينيات، التي أكل عليها الدهر وشرب، وأحدهم طالب قبل أيام بطباعة مزيد من العملة، لتغذية رواتب الموظفين، وهذا ما تم اقتراحه سابقا على صدام حسين، حتى تدمر الاقتصاد العراقي

19- وتبدأ الحلول الاقتصادية في العراق من المال الداخلي، وليس من الطريقة المتبعة حاليا، نحن نعمل هكذا نبيع النفط، ثم ينتقل النفط إلى أموال في حساب وزارة المالية، ومنها إلى إلى البنك المركزي، ومنه إلى ( 1- مزاد الدولار 2- رواتب الموظفين 3- الميزانية الاستثمارية ) وهنا الكارثة . فمزاد الدولار فساد، والميزانية الاستثمارية متآكلة وفاسدة، ورواتب الموظفين بعضها فضائي، وحتى الحقيقي منها غير منتج، فنسبة إنتاجية الموظف العراقي هي 17 دقيقة في اليوم وفقا لتقارير الأمانة العامة لمجلس الوزراء، ومن هنا كان مقتل العراق الاقتصادي

20-ولأننا في وضع صعب، فيجب على السيد الكاظمي أن يوفر الأمن الغذائي فورا للشعب العراقي، ويبدأ بإيصال الطعام إلى جميع الشعب العراقي، سواء بالإستيراد أو السوق المحلي، والحدود مع تركيا مفتوحة، وقد فتحت دول الخليج جسرا جويا للطعام من تركيا، عليه أن يضع خطة عاجلة للبطاقة التموينية بأفضل المفردات، وهذا سيجعل الشعب منتبها جدا لهذا الرجل، الذي وقف إلى جانبهم في الأزمة، والأموال مرصودة، ومشكلتها الفساد، وإذا أراد نصيحة في تسهيل هذا الأمر دون فساد، فالأمر متاح

21- وحتى لا أطيل في هذا الموضوع، لدي تصور كامل عن آلية تحريك الاقتصادي العراقي بعد كورونا، رغم أنها ستخلف بعض الجراح في القطاع العام، وتقلل أعداد الموظفين، لكنها ستفتح بوابات الاقتصاد على أكبر عملية إعمار في تاريخ العراق، من غير أخذ دولار واحد من الميزانية، نعم كل هذا ممكن، وسهل جدا، على أن يكون لدينا صانع قرار يمكنه القول : ياللهتوكلوا على الله وأنا بظهركم.

22- التحدي الآخر هو توازن العلاقة بين أمريكا وإيران، وهذا المشهد فيه جانب معلن يبدو سوداويا، ولكن فيه جانب خفي، أن إيران تلعب ( بشقاوة بسيطة ) مع الأمريكيين في العراق لجرهم إلى تفاوض منجز حول ملفها النووي، ضمن سياق تحسين شروط التفاوض، الذي ترفضه إيران حتى الساعة، ولكن قد تعود إليه، إذا طرحت أمريكا ورقة مختلفة، تضمن شروط الخمسة + واحد، وتكون أساسا لتفاوض دولي وليس بين دولتين

23- والذي أريد إيصاله هنا، ومن خلال تواصلات مع واشنطن وصناع قرار فيها، أن أمريكا غير معنية بالعملية السياسية العراقية، وهي معنية بالملف الأمني بالأساس، وحماية جنودها، الذين سيبقون في العراق، مهما فعل العراقيون، لا خروج! وثمة مراحل أخرى سينتقل فيها العمل الأمني الأمريكي إلى معادلة سياسية غير مفهومة، وقد تكون خارج حدود العراق.

24- في الإستراتيجية الأمريكية أنها تنشر قواعدها، وتغير من خريطة الجغرافية العسكرية، والعراق وسط الدنيا، وموقعه لا يضاهيه موقع قطعا في البعد الجيوسياسي، من نافلة القول إن العراق بداية الفرس وبداية الكرد وبداية التركمان وبوابة العرب الشرقية وعهد المسيحين والصابئة واليزيديين، وهكذا بين كلدان وآشور، ومواطن تاريخية، فهو توزيعة بين جغرافيا (إيران تركيا خليج إسرائيل) وبين تاريخ، فمثل هذا الكنز لن يترك.

25- الكاظمي ولأنه قاد جهاز المخابرات، فبدون شك يعرف الأمريكيين جيدا، دعوني أقول إنه أكثر من يعرف الأمركيين في العراق كله، وأطول من تعامل معهم، وكان رجل دولة، لم يستخدم ملف أحد لأسباب سياسية أو غيرها. وعليه فإن الدخول في ملف (أمريكا إيران) من بوابة العراق، سيتقنها الكاظمي ويطلع (زي الشعرة من العجين) لكنه يجب أن يستعين بعقول ليست أمنية هذه المرة في التعاملات مع أمريكا، بل بعقول مركبة، وشخصيات داخل أمريكا، وصناعة لوبيات باسم العراق، كما تفعل إسرائيل أو الصين أو الخليج، وهذا ملف واسع جدا ليس هذا محله.

26- تبقى الملفات الداخلية، ومنها السلاح المنفلت، وكوارث الاعتقال، ومخيمات النزوح، والمظالم الكبرى، والفساد المستشري، وهذه بحاجة لقرارات متأنية، وأن تأخذ صيغة الإجماع، لأن القرار الفردي فيها لا تقوى الدولة حاليا على تطبيقه، فهناك لاعبون أقوياء داخل جسد الدولة يمنعون عودة النازحين، ويمنعون أخذ السلاح المنفلت، وسيحاربون بالمثل القضاء على المخدرات. لأن عقليتهم نابعة من إستراتيجياتالتصعيد الجماهيري، والذهاب إلى (الدولة داخل الدولة) وإثبات القوة، ولو بالإعلام أو الجمهور الداخلي لديهم. تفكيك هذا يتطلب توسيع الدوائر.

27- لذلك دعونا نقول إن النفس الطويل في معالجة الملفات الداخلية قد يكون أفضل مع حزم في السياقات، والضغط على الكاظمي من قبل الجمهور في الشهر الأول من توليه منصبه، بأن نقول افعل افعلافعل! هذا سيجعله مرتبكا أو فاشلا في عيون الناس، بينما لابد وأن نحثه على الذهاب في القرارات الصحيحة لصيغة إجماعية أو شبه إجماع، ليكون صدور القرار قابلا للتطبيق، وليس كلاما مرسلا، أو وعودا ستعود على الشارع بضرر كبير، فالوعود ضرر، والأفعال الصالحة بحاجة إلى تأني.

28- أمام السيد الكاظمي امتحان في التاريخ، وقيمة عظمية لدولة عظمية، فالعراق دولة عظيمة، وخمسة في المائة منها تساوي عدة دول أخرى، فمقامه كبير، وقدراته أكبر، وينتظر رجال التنمية الذين يفهون الاقتصاد وحركة الحياة وصناعة الضوء في نهاية النفق، الذي يعيدون التوازنات، ويفهمون الحياة، ويصنعون النجاح

29- إن الشعب العراقي المظلوم، لم يجد من يحنو عليه ويحبه، وقد تضرر، وجاء الوقت ليجد من يضع ثقته فيه، وهذه مسؤولية الكاظمي نفسه، أمام الله، وأمام الشعب، وأمام التاريخ، أن يكون الشعب هو مصدر القرار الأخير، وأن يصارح الشعب، ويعمل لخدمه، وأول ما يجب فعله هو حماية الأمن الغذائي فورا، وإرسال الطعام للناس في هذه الجائحة، والأمر سهل جدا.

30- ونهاية هذه الثلاثينية الكاظمية، المتظاهرون هم الشرف الرفيع، ومنطلق الأمل، والرافعون المخلصون لراية العراق، وعيونهم ترحل للمنطقة الخضراء تراقب الكاظمي، الذي سيبدأ موسمه الجديد، وأمامه فرصة عظيمة، بدايتها الاقتصاد، وأوسطها الأمن، وذروة سنامها السياسة، لذلك نجاح الكاظمي من رضى ساحات الشرف، ساحات المظاهرات (المجمدة حاليا بسبب كورونا) وستعود أقوى وأجمل، فقد تعود لتدعم الكاظمي لانتخابات حقيقية، أو قد تعود ضده إذا لم يقترب الشعب. الشعب هو المفتاح والباب، وحفظ الله شعبنا ومظاهراتنا وشبابنا.

أحدث المقالات

أحدث المقالات