لا شك ولا ريب ان افضل محلل ودارس لشخصية الفرد العراقي في العصر الحديث هو المرحوم الدكتور علي الوردي حيث سطر في كتبه الكثير من الآراء والافكار حول سلوك الفرد العراقي والتي مازال البعض منها صامدا وعصيا على الجرح والتعديل وهذا لا يعني عدم بروز صفات في سلوكية الفرد العراقي ربما كانت غائبة عن الدكتور او انها ظهرت في السنوات الاخيرة المتقدمة ومن هذه الصفات هي ظاهرة التخوين والتي يستنتج البعض في بعض الاحيان انها قهرية أي ان العراقي مجبول على التخوين وبدون أي اسباب عقلائية ولا توجد أي محددات او قيود او استثناءات فالكل خائن في نظر الفرد العراقي مادام لا ينتمي الى جهته الدينية او السياسية ولهذه الظاهرة الغريبة اسباب عديدة اهمها واوضحها اثنان وهما :
الاول : الحدة وتجاوز المعقول في الولاء والتأييد والطاعة للمعتقد أي ان الفرد العراقي اذا اقتنع بشخص او فكرة او معتقد فأنه يتجاوز كل الحدود في طاعته لذلك الشخص والمعتقد وبذلك فهو يرفض كل من يخالفه او لا يسير على خطه ونهجه وهذا بدوره يؤدي الى التخوين للآخرين .
الثاني : الظروف القاهرة التي مر بها المجتمع العراقي من الظلم والاضطهاد والحرمان كل ذلك انعكس على نفسية الفرد العراقي فاصبح يعيش في دائرة الكره والبغض والاحتقار لكل من يواجهه في حياته فأضطره الى عدم الارتياح والامان الا لمن يعتقد انه من جهته وخطه واما الاخرين فهم في دائرة الاتهام .