كل من شاهد صورة وزير الداخلية الصومالي عبد الكريم حسين جوليد اثناء استقبال السيد رئيس الوزراء نوري المالكي له مؤخرا في بغداد لابد ان يتذكر على الفور اغنية “ابو ضحكة جنان” للمطرب الذي لا احبه فريد الاطرش. الضحكة تدل على ان الوزير “فايخ” جدا ومرتاح ولا مشكلة له مع اية قضية من القضايا المطروحة هنا او حتى في الصومال. ضحكته غير الصفراء بحاجة الى تفسير خصوصا انه قادم من بلد تصنفه الامم المتحدة ولجانها وشفافياتها في المرتبة الاخيرة دائما.
وفي تفسير اسباب ضحكة معالي الوزير فلابد من الانتقال من الهامش “الصورة” الى المتن “الخبر” الذي يقول طبقا لموقع رئاسة الوزراء ان العراق
ابدى استعداده لدعم جمهورية الصومال وتلبية احتياجات الشعب الصومالي. الوزير من جانبه ثمن هذا الموقف العروبي والقومي. ولانه حصل على الدعم المطلوب فقد تمنى ” المزيد من الازدهار والتطور” للعراق. ليست لدي فكرة عن نوع الدعم الذي يمكن ان نقدمه للصومال الشقيق لكنه دعم مادي باعتبار ان لدينا فلوس بـ “الهبل” فيما تركض الحكومة وراء البرلمان لكي يوافق على قانون البنى التحتية والاخير يرفض لانه لايريد النجاح للحكومة.
اتركونا من الـ 38 مليار دولار التي نحتاجها لبناء مدارس ومستشفيات وكهرباء طبقا لقانون البنى التحتية الذي تتباكى عليه الحكومة. واتركونا من الـ 5 او 6 مليارات دولار التي سندفعها للصومال. اتركونا من الـ 18 مليون دولار التي هي الرواتب التقاعدية لاعضاء البرلمان في السنة والتي يقول عنها الدكتور احمد الجلبي انها لاتعادل “كوميشون زغير” من احد العقود. اتركونا من الـ 70% من الميزانية التي هي رواتب واجور تشغيلية تذهب نصفها للفضائيين. ولكن من حقنا نسال .. اين التحقيقات في الملياري دولار الخاصة بصفقة السكر؟ والـ 138 مليون “دشداشة مشكوكة” على ذمة النائب جواد الشهيلي؟ والـ 60 مليار دولار التي انفقت على الكهرباء ولا كهرباء. والـ 30% الباقية من الموازنة الاستثمارية ؟ وهل مشاريع البناء التي نشاهدها حاليا في بغداد والمحافظات ترتقي الى حجم هذا المبلغ والمبالغ التي انفقت طوال السنوات العشر الماضية؟
وهنا لابد من الاشارة ان انفاق دولار في غير محله يعادل انفاق مليار دولار. واذا كنا نرى ان مليار او مليارين او حتى خمسة او ستة لاتساوي شيئا بالقياس الى حجم الموازنة وبالتالي لا ضرر ولا ضرار في ان نمنح بلدا محتاجا مثل الصومال مثل هذا المبلغ فان ما اود الاشارة اليه هنا ان الدول ليست جمعيات خيرية. ولا هي مشمولة بالزكاة او أي شكل من اشكال العبادات. الدول مصالح واستراتيجيات وبالتالي فان السؤال الذي يحتاج الى اجابة هو هل ان دعمنا للصومال مرتبط بسياسة دولة ام مزاج مسؤول؟ اذا كان سياسة دولة فهذا جيد اذا كان لدينا مصالح في القرن الافريقي. اما اذا كان مزاج مسؤول فان كوبونات النفط وصلت لابن كوفي عنان ولم تنفعنا في الاحتفاظ حتى بعبد الله بعد ان .. راح الخور.