السلاح المنفلت لم يكن وليد الصدفه او لضعف تطبيف القانون بل هو حالة طبيعيه لسنين من التجهيل المفتعل و سياسة الدم و سلطة القبيله و سلوك الدولة القبلي و دولة العصابات …و الخ , كل هذه الموارد و يزيد كانت اسباب في اعادة صياغة الشخصية العراقيه بطور مختلف غير مألوف يتناقض مع ما عرف به الشعب العراقي من صفات نبيله تنم عن عراقة هذه الامه و ما احتوته من قيم معرفية و حضارية وفكرية , و بهذا السياق صنف المفكر و الاديب العربي طه حسين العراق بانه موطن القراءه و القراء ، لذلك لا يختلف اثنين مع ان المظاهر المسلحه لم تكن صفة او موروث لهذا الشعب باختلاف شرائحه ، فسمة العراقيين المعروفه هي النزعه المدنيه الفطريه الغير مكتسبه و لا ابالغ اذا قلت ان المدنيه العراقيه ماركه فريده لا تشبه غيرها فهي تحتوي كل المختلفين و المتناقضين على وضعهم و شكلهم في اطار المواطنه ، فلا وجود للتعنصرالقبلي او الديني او المتمدن على حساب الاخر بل هي حالة تكامليه مبنيه على اساس الحوار الحضاري البناء.
اليوم و بصورة مرعبه نلاحظ تحول مخيف في سلوك الفرد العراقي ، فهذا الانسان الذي كان لا يحسن غير لغة الحوار اصبح ميال لاستخدام السلاح في اي مناسبه و يشركه في اختلاجاته العاطفيه لما يترك فيه من شعور افتراضي كالنشوه او التكامل ناهيك عن حضوره الافت في الاحزان و الافراح و هنا يتبادر للذهن سؤال مهم وهو هل ان انتشار السلاح و سهولة الحصول عليه و تداولة بين التجار و المروجين سبباً لما ورد اعلاه؟ , الجواب باعتقادنا الشخصي كلا, فان تفشي السلاح ليس وحده مبررا لكثرة استخدامه بل هنالك اسباب و دوافع اخرى اهمها هي التغيير السايكولوجي الذي طرأ على شخصية الانسان العراقي و حولة من انسان متحضر و واقعي الى انسان انفعالي و افتراضي يميل للسلاح في ترجمة تقلباته العاطفيه , بعباره اخرى اصبح للسلاح حيز في شخصية الفرد العراقي او اصبح مهيئ نفسيا لحمل و استخدام السلاح , لذلك و الضروري على الدولة العراقية و المعنيين فيها بموضوع نزع السلاح المنفلت ان يدرجوا ضمن ستراتيجياتهم لحصر السلاح المنفلت نزع الاثر الافتراضي و حالة الانتشاء التي يسببها السلاح داخل من يتداوله و يتم ذلك من خلال حملات توعيه مركزة تساهم بها كل الفئات و الطبقات المؤثرة بالمجتمع .