لنزعة الاستبدادية تعرف دوماً من خلال الانظمة الشمولية ذات الهيمنة الكاملة على المؤسسات الاقتصادية ، العسكرية ، الثقافية والتعليمية .. مما يجعل مصير المواطنين بين يدين النظام الشمولي . هذه الانظمة تجعل من المواطن نتاج للقطاع الحكومي العام ليصبح محدود الفكر والحركة .. محدود الطموح والرغبات .. يترك ضمن حلقة مفرغة و حزبي .اليأس تدب بين المثقفين والمتعلمين .. هذا اليأس لا يكون فردياً ومتعلقاً باشخاص معينين .. بل تكون ظاهرة منتشرة في المجتمع . الانسان المبدع يجد نفسه يدور في فراغ او في دهليز مظلم لا مخرج منه .. حلقات مفرغة حول رقاب المتعلمين … فراغ يفصل بين الوعي والثقافة وثقافة السلطة ..ما يدور حول الانسان الوعي ثقافة مسيطرة بالقوة والاقتصاد .. ثقافة تدميرية للانسان الواعي .. الذي لا يجد مخرجاً من هذا المستنقع.
ثقافة السلطة المغايرة للواقع الثقافي تصبح ظاهرة شاذة ومعطلة لعجلة العمل نحو التطور والسير مع التقدم العلمي والأدبي والتاريخي ، ناهيك عن التطورات العسكرية والاقتصادية .. تكون فآفة معطلة للفكر من خلال السيطرة الحزبية ونظامها السياسي المتسلط بالقوة المفرطة والرعب وإفراغ الفرد المواطن .. وهي ثقافة افراغ المجتمع من المتعلمين والمثقفين الواعيين الحقيقين ، وجعلهم ينصاعون للنظام ولثقافة لمن يفكر عنك بالنيابة … لا تفكر .. حتى لا تصلي فهم يصلون نيابة عنك . مبدأ عدم الفصل بين السلطات ( التشريعية ، التنفيذية والقضائية ) تتناسب طردياً مع الاحتدام في الصراعات الداخلية للتفرد بالسلطة ومن ثم الحصول على المزيد من الصلاحيات والامتيازات والصمود الى قمة الهرم للسلطة .. وإلغاء النظام السياسي لتتمحور كل السلطة في شخص الدكتاتور .
الواقع الذي نعيشه منذ تأسيس الدولية .-التاريخ الحديث – حتى اليوم ، كان وما يزال واقع مر استبدادي ، لم يكتف بمصادرة الحريات العامة وحقوق المواطنة ، بل هو واقع شامل للمعترضين والمختلفين واحياناً للمؤيدين للنظام . هذه الانظمة لها ثقافتها ورموزها ومرتكزاتها الفكرية ولها آليات لا مرد لها . من بحمنريتحكمربكل شيء .. يتحكم بمعادلات بمعادلات الحكم والإبقاء على ديمومته والرقص على انغام الدكتاتور حتو ل كان الموسيقى صوت سياط الجلاد ، وفعل ذلك بصرامة وعنف مفرط لتبدأ بعد ذلك عملية الهدم للإرادة الانسانية والقبول بتحويل هذه الثقافة الى ثانوي يسري على الجميع… وبشكل سوداوي . وليس غريباً على احد منا ان هدم الانسان وثقافتهرالدفاعية أخطر ما نتيجته الدكتاتورياتوالاحزاب الشمولية دون استثناء .. مهما دعوا بوجود متغيرات فكرية وزمنية لأفكارهم. ونهجهم في العمل