حقيقة وعبارة تسمعها ما أن ترى النور وتدرك وتعي الأصوات (الأعمار بيد الله) هذه البديهية الأيمانية هي مصداق للآية الكريمة (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖفَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ).
فالخطرحينما يداهم البشرية ويحوم حولهم شبح الموت يجعل التعامل اليومي بين البشر من جهة وبين الله وحدوده من جهة اخرى في قمة المثالية وكما أمر الله عزوجل بعد أن كان طول الأمل وحب الحياة الدنيا وملذاتها تنسي الأغلبية لحظة المواجهة الحتمية (كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ).
وكتطبيق عملي وانعكاس لهذا الخوف من المجهول يلاحظ الجميع الانتشارالكبيرلأعلانات وارقام هواتف تدعوا المعوزين والعوائل الفقيرة والمتعففة وكل ذي حاجة الأتصال ليقوم المحسنين بتوصيل ما يمكن أن تجود به أيديهم كما وتلاحظ البعض من أصحاب المحلات خصص جزء من واجهة المحال لعرض مواد غذائية مجانية لذوي الحاجة وحسناً فعلوا ورحمة وزادهم الله من خيره ورزقهم من حيث يحتسبون ولا يحتسبون .
هذه المنظومة السلوكية المستجدة والمتزايدة بشكل ملموس هي حالة الطوارئ التي نواجه بها هجمة كورونا والطاغوت الذي يقف ورائها و التي تستلزم دائماً وفي كل مكان وزمان قانوناً أستثنائياً يحدد ويمنع ويقنن الحريات والحاجات والأفعال والسلوكيات …فالخوف من مداهمة الموت في أي لحظة نتيجة مصافحة أوعناق أو ملامسة لشيء علق على سطحه شبح (كورونا) المرعب أنزل الرحمة في قلوب البعض فجأءةً وقَوم أخلاق الكثيرين وحسَن سلوكهم والسؤال لو كنا كما نحن الأن ما كان حالنا ؟ والجواب لتنزلت علينا الخيرات من كل حدب وصوب كما ورد في الذكر الحكيم وشاعت الفضيلة وتطهرت النفوس و(حيث ما تكونوا يولى عليكم) هكذا تقول الحكمة التي أختلف عليها اصحاب الفقه والسيرة فيما اذا كانت حديث نبوي من عدمه المهم في الأمر لو كنا كما نحن الان لوفقنا الله بحكومة ترعى مصالحنا وتدير شؤوننا في هذه الأزمة الرهيبة والمخيفة التي أوقفت عجلة الحياة في كل شيء فلا مكائن تدور ولا عجلات تطوي الطرقات ولا طائرات تحلق والأهم ان الناس (لا تسعى في مناكبها) حبيسين في بيوتهم بأنتظار القادم المجهول وكأنها مقدمة للموت و حياة برزخية أستعداداً للحظة الحقيقة ..يقول أمير المؤمنين علي (ع) : وقهرعباده بالموت والفناء هل نشعر بأنسحاقنا وضئالتنا ودونيتنا وعجزنا من مواجهة شيء لا يرى ولايلمس ..هل نحن نادمون على تكالبنا وسعينا المحموم للسيطرة والاستحواذ والكسب أتمنى أن نستوعب الدرس وعسى أن يقهر من لم يرعوي من المتسلطين علينا وأربابهم الطغاة بكورونا أو بغيرها ولتكن (قرصة أذن) لمن تبقى لكي يتعض فقد انتهى الدرس يا …..