18 ديسمبر، 2024 9:44 م

الزرفي على خطى بوتين

الزرفي على خطى بوتين

ُيجمع مؤيدو ومعارضو السيد الزرفي على ان له شخصية قوية ومؤثرة يفتقدها الكثير من السياسيين ذو النزعة الجهادية والنضالية، وهذة الشخصية امام امتحان الشعب للنواب واذا مانفذ السادة النواب خيار الشعب وتمسكوا بسحابة الخير فسوف يكون لهم مكاناً تحت الشمس واذا ما اختاروا احضان من يرفضهم الشعب بصدارة السلطة التنفيذية فهم في نفق ليس فيه نهاية لضوء الشمس ، وما يثير الحيرة فينا ان من يرشح رئيس وزراء هم رؤساء الكتل وجميعهم مثيرين للجدل ولايجرؤن على ترشيح انفسهم لهذا المنصب بسبب رفض الشعب وساحات التظاهر لهم، نتمنى ان لايكون النواب ابو موسى الاشعري ارضاء لورثة قريش وتبقى ذكراهم غصة كغصة ابو موسى وعليهم ان يكونوا الحر الرياحي الذي فر من الشر الى الخير بتحدي جعله خالداً في التاريخ، كونوا كالدوما الذي كان مع مصالح روسيا فأنتخب بوتين وهو حديث العهد وصغير السن لاتاخذكم العزة بالاثم وتخسرون رضا الله والعراقيين، السادة النواب المحترمون من كافة مكونات الشعب اختاروا ربان سفينتكم ولاتدعوا القراصنة يُغرقونكم، تمسكوا بالزرفي وماتبقى اتركوه للشعب ان خيب الزرفي امالكم، وليس صعباً ان يكون الزرفي او غيره رئيس وزراء اذا كان بمقدار الحظ والذكاء ولكن من الصعب اقناع الشعب وهو بلا برنامج يبني العراق ويعيد هيبة الدولة والقانون وينعش الاقتصاد وينهي الفساد وحقبة الخوف من الذين يحملون السلاح، الزرفي اذا ما مُرر فهو امام تحدي يشبه تحدي بوتين في اعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي ومجيء بوريس يلتسن المريض والمضطرب عقلياً والذي لم يكن بمستوى التركة الثقيلة التي تركها غورباتشوف وخصوصاً على روسيا الاتحادية في زمن يلتسن تطورت المافيا بقوة السلاح فحققت اهدافها كما اي حزب سياسي يريد رئيس تنفيذي ضعيف غير قادر على المواجهة مع المافايات وخيار المافيات الروسية يشبه خيار الاحزاب في العراق بان يكون الرئيس التنفيذي ضعيف لكي تمرر كل اجندتها السياسية والاقتصادية والعسكرية والمالكي انموذجاً عندما كان قوياً لم يرضخ رغم قوة الاحزاب في دورته الاولى وكاد ان يبني دولة عصرية ناجحة تشبة دولة بوتين لكنه اخفق عندما رضخ لاجنحتهم العسكرية والاقتصادية في دورته الانتخابية الثانية فخسر ولم يجني الا تمزيق البلد وانهيارة وانتهت حقبة المالكي وخزينة الدولة فارغة وداعش يُسقط المحافظة تلو الاخرى وبات على اطراف بغداد ولولا المرجعية العظيمة للسيد السيستاني لسجل التاريخ ما لا يسجله لزعيم اخر بسقوط مؤسسة عسكرية ضخمة بعدتها وعتادها على يد افراد وجماعات، هذا النموذج يصيبنا بالفزع خصوصاً وهو لم يعد يراهن على منصب تنفيذي فاصبح يتعاون مع الجماعات المسلحة التي انشقت عن تلك الجماعة المسلحة الرئيسة والتي قاتلها في معركة تاريخية واسس بها ما يسمى دولة القانون ولتنتهي صفحة المالكي وهو يغني على اطلال الدولة العميقة التي لازالت تشكل عقبة في بناء دولة مستقلة قوية بيدها القرار السيادي
ان الاحزاب الغير مثمرة والغير منتجة من احزاب الاسلام السياسي وان نجحت في عبور الحفرة ولكنها سرعان ما تسقط وسقوطها حتمي ،وهذا حال المافيات التي لا تزدهر الا بضعف الحاكم وضعف القانون فتصنع الاحزاب من نفسها قوة المافيات في صناعة دولة غير الدولة التي ينهبون خيراته وبما يسمى اللجان الاقتصادية او المشاريع الاقتصادية لهذة الاحزاب التي تشكل ديمومتهم في البقاء الذي يضعف الدولة الام ويقوي الدولة العميقة الخاضعة لاجندات الغير ونصبح بلا دولة، مافيا روسيا اصبحت نافذة وقوية في عهد يلتسن وفي زمن قصير جاوزت كل المافيات في العالم فاصبحت ضليعة في تجارة الاسلحة والعملة والتهريب وتجارة الاعضاء البشرية، مافيا نجحت في عملها السري فاجهرت بدعوتها بسبب ضعف يلتسن لكن قدوم القيصر المعاصر ومنقذ روسيا بوتين لسدة الحكم في روسيا هو من عجل بالقضاء على المافيات ومنها بدأ باعادة هيكلة بناء دولة روسيا لتعيد مكانتها بعد كبوة غورباتشوف التاريخية وخطأه في معالجة الاصلاح والبناء وترك القدر يغلي حد الانفجار دون ان يرفع الغطاء بحذر .
الزرفي من حيث الكارزما يتقارب من بوتين ولديه من الاسرار ما لدى بوتين عن السياسين والدولة والمنطقة والسيد الزرفي امام امتحانات صعبة نتمنى ان يجتازها كما اجتاز بوتين العظيم تلك الصعاب ، تحديات الزرفي اكبر من تحديات بوتين ولايوجد اي اوجهة مقارنة وان نجح الزرفي بالتحدي وبناء دولة العراق على غرار بناء دولة روسيا فيكون ذلك دين في عنق العراقيين ومهما كانت الاجراءات والتحديات .
الدولة غابت لعقود من الزمن وكانت تحت سيطرة حكام ضعفاء جلهم (((غير ضالع بالقيادة مبرراً ذلك بالجهاد والنضال والاعتقال والنفي والغربة طمعاً للمنصب التنفيذي الذي لايفقه ادارته ولا اصول الحكم فيه)))ويعتقد ان الحكم تمكين من الله ومن ينازعه النفوذ والحكم يصكه صكاً مبرحاً وما الديمقراطية واحزاب الاسلام السياسي الا خدعة ودهاء تمكنهم من رقاب الناس واملاكهم ولاينتهون الا وهم مضرجين بالدماء تلك الدماء التي جلبتهم الى السلطة هي ذاتها من تبعدهم عن السلطة .
مهمة الزرفي لن تكون سهلة مع المحاصصة بقدر ما تكون صعبة في الحرب على المافيات التي سرقت الدولة وهي بغير هذا العنوان الذي جعلنا نطلق عليها مافيا لانها لم تبني شيء للعراق كما اي مافيا تخدر الشعب وتسرق اموالة تحت مسمى شرعي وسياسي لم يلقى اي مصداقية وقبول للشارع العراقي رغم الهالة الاعلامية والتنظير الديني والاجتماعي .
مهمة الزرفي تنقسم لشقين، شق يبني ويعمر ويزرع ويصنع ويذهب بنا الى الامام … وشق يفرض القانون ويحارب الخارجين عنه والمسلحين خارج اطار الدولة والفاسدين والمتخاذلين والمسرفين والكسالى والمهملين والمتمارضين
الزرفي بحاجة ان يعطي للدولة عنوان القوة وعنوان العطاء وبحاجة ان يحل ازمة البطالة والبطالة المقنعة في القوات المسلحة والوزارات، تحدي الزرفي في البناء يحتاج شد حزام لبناء العراق يبدأ من المنظف دون الاستعانة بمنظفين بنغال، نريد عودة المصانع كل المصانع ونستحدث اخرى، نريد ان نزرع الصحارى والجبال والوديان والمستنقعات نريد ان نصبح واحة خضراء ونرجع ارض السواد، نريد ان نعيش بعزيمتنا وليس بالنفط، نريد ان نفتح ممراً للبحر يصل الى وسط العراق ويعيش على ضفافة المزارعين ومربي حقول الاغنام والدواجن والاسماك نريد ان يصبح كل مكان في العراق منتجعاً للعراقيين والسواح، نريد الحياة لمن يعمل والكرامة لمن هو عاجز او معوق او مريض، نريد مستشفيات في كل القرى والقصبات ونريد ان تكون الهمة والعطاء لكل ابناء الشعب من طلاب وتلاميذ وجنود ،رجال ونساء في اعادة اعمار هذا البلد الذي دمرته الدكتاتورية ومافيا الفساد نريد ان نختصر الزمن ونكون الاول في كل ميدان .