18 ديسمبر، 2024 9:45 م

كان يلهو على الثلج الفضي الذي يراه لاول مرة في حياته في 11/شباط 2020 مع ثلة من اصدقائه الذين تعرف عليهم في ساحة التحرير ببغداد … كان قد تعرف عليهم منذ اربعة اشهر لكنه كان يعتقد انه يعرفهم منذ فترة طويلة .. لوقت يتجاوز عمره (26 سنة) .. لربما كان يعرفهم من حياة سابقة قبل اربعة الاف سنة ….فلطالما كانوا يجتمعون في ليالي كانون الباردة حول النار التي يشعلونها بحطب يجمعوه من هنا وهناك ويتحدثون عن احلام وطن يرجع تاريخها لالاف السنين… ذلك اليوم الذي نزل فيه الثلج يوم لا ينسى من حياته رفع المعنويات في نفسه ومده بطاقة كبيرة كانت قادرة على جعله يركض في كل شوارع و ازقة بغداد … فخرج يركض ليرى بغداد وهي تلبس ثوب عرسها الابيض وما ان غادر ساحة النصر وهو يطير فرحا … طار عفريت اسود بجانبة سرق ذلك الثوب الابيض وتلك الفرحة كعادته… اختطفه العفريت الاسود رباعي الدفع بعد ان اغمي عليه بسبب ضربة على راسه ….
مر شهر من حياته لا يعرف اين هو ؟؟ ولم يعذب؟؟ وعلى ماذا يعترف؟؟ ومن الخاطف؟؟ حتى بات لا يعرف اسماء الايام او الليل من النهار …
جاءه احد الخاطفين وعلى غير عادته لم يعذبه هذا اليوم فهو هذا اليوم يشعر بالتعب الشديد .. و الاخر كان لديه صداع شديد …
والاثنان الاخران كانا يسعلان … كان يجتمع الخاطفون مساءا كل ليلة وهو يدخنون الاركيلة التي يتشاركونها و يتناولون المخدرات ويكيلون التهم وانواع الكلام البذي ويبدأ صريخهم يعلوا شيئا فشيئا فيهدأ الصريخ حين يشعر انه لن يهدأ … لكنهم على غير العادة لم يجتمعوا هذا المساء فاعراض الانفلونزا كانت تزداد يوما بعد يوم حتى طرحتهم في الفراش …
اصبحوا ثلاث بعد ان مات احدهم … مات اخر عند الظهيره … مات الثالث عند العصر فهرع الرابع ليفك قيود المختطف وهو يتوسل ان يبعد لعنته عنه …
فاي لعنة تلك التي فتكت بهم في مزرعة بعيدة …
خرج يركض ليعود الى شوارع بغداد التي يكسوها الثلج كما شاهدها اخر مرة …ظل يركض ويركض نعم لقد وصل شوارع بغداد .. لكنها كانت قد خلعت ثوب عرسها الابيض و اصابها الحزن و الكآبة بسبب فراغ شوارعها… مالذي حدث ؟؟
بغداد التي لم ترعبها عصابات الخطف … ولم تثني من عزيمة ابنائها الغاز المسيل للدموع ؟ ولم يُسكت شبابها رصاص القناص ؟؟ ولم توقف مظاهراتها اعتداءات امريكا و قصفها ؟؟
ما سر هذا الخوف ؟ وماهو هذا الوحش الذي يهددها ؟
وهو يتفكر حائرا ضائعا بين هذه التساؤلات التي لم يجد لها اجابات ….اغمي عليه في وسط شوارع بغداد…
فتح عينيه في مستشفى مدينة الطب وهي أكبر مستشفى في بغداد …
وهو يظن ان كوكبة من رواد الفضاء يحيطون به بزيهم .. في وسط عزل صحي… وهم يسالوه من أين جاءك الفايروس؟ هل كنت مسافر؟ هل احد اقربائك مصاب بالكورونا فايروس؟ هل لامست احد افراد الاسرة خلال هذه الاسبوعين ؟؟بمن تواصلت خلال فترة حضانة الفايروس ؟
اسئلة لم يعرف لها اجابة !! حتى عرف انه في هذا الشهر هناك وحش انطلق من ووهان في الصين ليهدد العالم ويغلق الحدود و يدخل الناس في بيوتها …
خاطفون لم يعرف حتى اسمائهم نقلوا له العدوى … هددوا حياته مرتين …
بدأ يحارب الوحش القادم من الشرق في سلسلة حروبه ضد من سرق الوطن ؟ ضد امريكا ؟ ضد دول دولية واقليمية ؟ ضد ذباب الكتروني يشوه صورته؟