18 ديسمبر، 2024 8:52 م

مغالطة كبرى : الأحزاب “الشيعية” لا تمثل الشيعة !

مغالطة كبرى : الأحزاب “الشيعية” لا تمثل الشيعة !

مرة أخرى ، عاد إلى الواجهة مصطلح (الكتلة الأكبر) من المكوّن “الشيعي” ، وهو مصطلح قبيح يدعو إلى اليأس لأنه أختزل المكوّن الشيعي بمجموعة من الأحزاب التي وصلت جيفتها إلى المريخ بعد أن ملأ الأرض ، أحزاب وكتل أخزت هذا المذهب أمام الخلق ، ولو عدنا إلى الأغلبية الصامتة من هذا المذهب ، ما وجدنا اي حزب أو كتلة أو تيار يمثلهم ، إنها أحزاب بلا قواعد شعبية ، وحقيقة لا أعرف اسم اي وزير أو سياسي عدا اسم رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ، وربما برلماني هنا ، أو زعيم كتلة هناك ، وما كان لي ان أعرفها إلا مجبرا من خلال الفضائيات ، وذلك عندما يحصل التسقيط الساخن بينهم ، لكن الجميع فاسد ، المتحدّث ، والمتهم !.

أشعر بالغيظ والحيف كلما سمعت بمصطلح (البيت الشيعي) المُختَزَل بالمكونات السياسية ، وأعود وأكررها ، هذه العصابات المسلحة لا تمثلنا ، لأنها مثال للفساد والإجرام والتخلف ولبس الحق بالباطل ، هي أبعد ما تكون عن أخلاق أهل البيت ، فقد صاروا (شيناعليهم) وعبئا ، بل ألحقوا أشد الضرر بسمعتهم ، خاصة أمام من لا يعرف أهل البيت حقا ، فالويل ثم الويل لهم من الله ، فقد لوّثوا تراثا وآثارا وحِكما وصورا ومعانيا هي غاية في الرقي الإنساني ، مليء بدروس بليغة عن عمق فلسفي سحيق عن الصفح والتسامح والعفو والإيثار والكرم والتواضع والبلاغة والعبقرية بكافة صورها وغيرها من الصفات الراقية التي لا يتصفون بأي منها ، تراث نفخر به فأفرغوه من محتواه ، وأساؤا إلى منهج ضخم وطريق معبّد إلى الله قد مهدوه بالالغام ! ، قد إختزلوه بأسماء هم من سماها ، ومنذ أيام سمعت أحدهم ولا أتذكر أسمه حقيقة ، يدلي بقول أن أهمية المرحوم قاسم سليماني تكمن بدوره في (إصلاح) البيت الشيعي كلما تعرض لخلاف بين مكوناته ، وهو أمر معروف ومتوَقّع ، فهذا ما يحصل بين اللصوص عند إقتسام سرقاتهم ، فإن كان المقصود هو إصلاح ذات البين بين اللصوص والفاسدين ليستمروا بفرض القهر والتسلط والسرقات وممارسة اساليب العصابات على الأغلبية الصامتة ، فبئس المُصلح ، وبئس البيت الذي يدّعونه ! ، هؤلاء لا يمثلونا ، ولا تَغُرّنك الحشود الضالة التي تحيط بهم ، فهم ما بين مدفوع الأجر في هذا الزمن الأغبر الذي جعل حتى للضمائر بورصة للبيع والشراء ، أو من عُبّاد الأصنام ممن توارثوا (المصنمة) بالوراثة ! ، أو من أرباب السوابق ممن لا نرجوا منهم خيرا ، نصّبوا أنفسهم حماة ً وآباءاً بالإرهاب وقوة السلاح ولغة الإطلاقة ، ليمنون علينا بعد ذلك وكأننا كنا مصابين بعمى الألوان فصرنا نعرف الخطوط الحمراء والزرقاء وغيرها بفضلهم ! .

أغلبية هي أرخص ما تكون بنظر هؤلاء ، والدليل ثورة الشباب وكأنها لم تكن ، فباتوا متكالبين مرة أخرى فيما بينهم على مصطلح “الكتلة الأكبر” ، وسط وباء (الكورونا) وكأنه لا يعنيهم ، وقد لا يعرفون كيف يتداول الشارع مصطلح “الكتلة الأكبر” ، ولا يسعني إدراجها في هذه المقالة لبشاعة المصطلح سوى ما معناه (كتلة الروث الأكبر) ! ، وبالفعل ، فرائحتها النتنة تدخل منازلنا دون استئذان وفي كل نواحي الحياة ومن خلال شاشات التلفاز ، بينما وباء (الكورونا) من الممكن تلافي الإصابة به بمجرد الحجر الصحي ، ذلك الوباء الذي لم يحصد سوى عُشر ما حصده (الطرف الثالث) على يد هؤلاء من الشباب الثائر ، وقانا الله وإياكم من شر (الكورونا) ، والأكثر من ذلك ، شر “الكتلة الأكبر” !.