قبل ربع قرن تقريبا احتفل العراقيون بعيد النصر وعيد السلام ليكللوا بنصرا طال انتظاره ثمان سنوات حرب وترقب مضحين بالنفس والنفيس من اجل سيادة وكرامه امه ومن اجل رص الصف الوطني , انتصرنا عندما كنا يد واحده وكانت يد الله فوق ايادينا , انتصرنا لأننا نحب العراق ونحب اسمه وأرضه وكان جندينا يذود عن حمى الوطن والأرض بتفاني ناذرا نفسه من اجل العراق . كان جندينا يقطع اجازته ليلتحق في ساحات الوغى عندما يسمع بإخبار المعارك ضمن قاطع تواجد وحدته العسكريه ومن منهم من ترك عروسه في مصباح زواجه ليودعها الوداع الاخير وكانت العروسه تشد من ازره وتفرح لغيرة زوجها وشجاعته وعندما يلد المولود يتفق الاثنين على تسميه بما يليق بالمولود الجديد وليسجل حدث من احداث المعركة فمنهم من كان اسمه تحرير ومولودة جديدة اسمها بغداد وما احلى المولود حين يكون اسمه عراق وكثير من الاسماء التي تخلد ابطال المعارك فهذا سعد وذاك خالد وهنا علي وهناك عمر وتعددت الاسماء التي تخلد اسماء المعارك وأبطالها من جنود وضباط وقاده من اللذين رسموا لوحات البطولة الفذة التي قل مثيلها في عصرهم مستمدين عزمهم من تاريخ وعمق وحضارة وطنهم متيمنين بأجداد عظام سطروا الملاحم لنشر العدل والدفاع عن الحرمات , اليوم يمر علينا ذات الذكرى بعيد من نوع اخر ومعركة قد تختلف عن غيرها من المعارك الا انها تشترك بكثير منها من حيث المجاهده والإخلاص في النية ومقاومة الباطل متمثلا بشيطان رجيم يعمل جاهدا على اضعاف ارادة الصائم بمغريات ماديه ودنيويه الا ان من اراد ان ينتصر فقد حارب الضعف في نفسه وسخرها في طاعة الله سبحانه وتعالى , ما اريد ان اقوله اليوم عن هذه المقارنه البسيطة هو التذكير بان العراقيين هم ذاتهم من انتصر على جيش من اقوى جيوش العالم في حينها وكان الطرف الاخر يتفوق علينا في العدة والعدد لكن كانت الارادة حاضره والعزيمة تملي صدور الرجال والوحدة الوطنيه السمه التي قاتل جنودنا تحت رايتها ووحدة الصف هي التي جعلت من جنودنا اكثر عدة وعددا والنخوة العراقيه كانت حاضره بامتياز ومصدر لعزيمة الرجال ليشدوا من ازر بعضهم البعض كان الولاء للوطن دون المساس بالطائفة او المذهب بل كانت كل الطوائف والقوميات والمذاهب تتسابق في تسجيل اسمها في لوحات الشرف واسماء شهدائنا شاهد على ما نقول فما احوجنا اليوم الى ذات الروح وتلك الانفس وذات الصف المرصوص لنتغلب على ضعفاء الانفس من اللذين يحاولون شق الصف بمسميات متعددة تباعد بين الاخ وأخيه وبين الزوج وزوجته وبين الجار وجاره وما احوجنا ان نجعل من هذه المسميات ورد ملونه عبقة العطر في بستان الوطن ليعود عبق عطره وعنفوان مجده وحضارة تاريخه , مطلوب منا جميعا ان نتناسى صغائر الامور التي تفرقنا ونتبنى الكبائر التي توحدنا , دعونا ننسى الضغائن والأحقاد لنعيد تاريخ الاجداد ولنحمي وطنا للأحفاد دعونا نتسامح من اجل العراق ومن اجل كل واحد فينا وإنها دعوة لكل الساسة بمختلف مسمياتهم وانتمائهم المذهبي او القومي ليستلهموا من تاريخ اجدادهم بما يحفظ اسمائهم في سجل الخالدين ابطال الوطن وعليهم جميعا ان يجعلوا عقيدة حب الوطن اعلى من عقائدهم الحزبيه وان يكون شعار كل منهم العراق اولا قولا وفعلا عندها سيجدون الشعب كل الشعب مرصوص الصف موحدا شاكر لهم موقفهم مخلدا لأسمائهم سيما ونحن بأشد الحاجه الى بطل مغوار يلملم الجرح ويتعالى عن الصغائر يحتوي الجميع من اجل الهدف الاسمى وهو العراق ليحقق ما لم تحققه الكتله او الطائفة . ان ارض العراق حبلى بالابطال ويقينا ستزف البشرى بولادة هذا البطل واذا كان موجود بيننا فما عليه الا ان يشمر عن ساعديه وينتخي للعراق ولأرضه ولسمائه وماءه وحتى ذلك الوقت مطلوب منا نحن ابناء دجله والفرات ان لا ننسى عراقنا وان لا ننسى امنا الارض فبدونهما ليس لنا اسم او هوية واختم مقالاتي بما قاله شاعرنا الكبير بدر شاكر السياب
الشمس اجمل في بلادي من سواها , والظلام ……. حتى الظلام- هناك اجمل, فهو يحتضن العراق
يا اخوتي المتناثرين من الجنوب الى الشمال …….بين المعابر والسهول وبين عالية الجبال
ابناء شعبي في قراه وفي مدائنه الحبيبة ………. لا تكفروا نعم العراق