18 ديسمبر، 2024 11:09 م

مستقبل العراق وإستراتيجية ترمب الجديدة

مستقبل العراق وإستراتيجية ترمب الجديدة

دخلتْ العملية السياسية، التي أنتجها الإحتلال الأمريكي،منعطفاً خطيراً، يهدّد بإزاحتها من المشهد السياسي برمته، بعد أن فشلت أحزاب السلطة طوال 17 سنة في إدارة البلاد، وتسليم العراق الى ايران وأحزابها وميليشياتها،والمنعطف الذي نراه وخيماً على العراق،هو حصيلة معطيات ماثلة أمام العيان،ونتج عن سياسة رعناء وفاشلة وفاسدة للأحزاب، التي رهَنتْ مصيرها ومصير العراق، بيد إيران، فإقتحام سفارة ترمب وقصفها يومياً ،وطرد كادرها الى اربيل، وقصف قاعدة عين الاسد، والقواعد الامريكية الاخرى،ووقوع قتلى أمريكان،إهانة كبرى للادارة الامريكية ولأمريكا، لن تسكت عليها مطلقاً،اليوم وبعد كل هذه الأعمال المستفزة للإدارة الأمريكية،وبعد القضاء على تنظيم داعش الإرهابي ،ومشتقاته النصرة والشام في سوريا، ومن ضمن إستراتجية الرئيس ترمب في أول خطاب له، تعهّد بقصقصة أذرع إيران في المنطقة ،بعد القضاء على داعش، وهاهو الوقت قد حان ، للقيام بذلك وتنفيذ إستراتيجيته،التي ستضمن له الفوز بولاية أخرى لأمريكا،ومن خلال ما نراه اليوم على الارض،هناك جملة من الأدلّة ،التي تشير الى وجود سيناريو أمريكي في العراق،وإنّ (حدثاً ما) سيحدث في العراق في الاجل القريب، ومن هذه الادّلة،غلق السفارة ،وتحويل كادرها الى اربيل،غلق القواعد الامريكية، في أماكن غير مهمة أصلاً، تفادياً لهجوم فصائل مسلحة عليها ،وإعطاء خسائر لامبرر لها في الجنود الأمريكان، مثل قاعدة( القائم والقيارة والتاجي وكي ون)(وهي ليست قواعد وإنما معسكرات)،وإعادة إنتشارها في أماكن أخرى اكثر تحصيّناً ومَنَعة، والآخر هو إجراء مناورات عسكرية ،مع دولة الإمارات قبالة السواحل الإيرانية ،لمدينة تشبه بغداد،وهذه رسالة مهمة لحكام طهران وميليشياتها، ثم ترشيح عدنان الزرفي الذي يحسب على الادارة الامريكية،والإصرارعلى تمرّيره في البرلمان،والضغط على الأطراف الكردية والسنية لدعمه، وإفشال أي شخصية ترشحّها أحزاب إيران في البرلمان،وكذلك إصدارعقوبات فورية على شخصيات، وشركات عراقية وايرانية،وتبليّغ العراق بتوقف الموافقة على إستثناء العقوبات من إيران ،لإستيراد الطاقة والغاز ،وتقليصها لشهر واحد فقط،والأهم من هذه المعطيات وأخطرها، هو الاستفادة من هبوط أسعار النفط ،الى عشرين دولار للبرميل الواحد،أي بمعنى إن أمريكا لم تعدْ بحاجة الى نفط العراق، وإن العراق وإيران، سيعلنان الإفلاس، نتيجة هبوط الاسعار،علماً أنه مصدر أساسي لإقتصاد البلدين،ثم إن العراق سيعامل من قبل مجلس الأمن والامم المتحدة والادارة الامريكية، معاملتها لإيران،فرض حصار قاسٍ وتجميّد أموال عراقية في الخارج، بواسطة صندوق النقد الدولي، الذي يرتبط العراق به،ومنع التعامل مع العراق من قبل جميع الدول، بما فيها العربية تنفيذا لأوامر وقرارات الامم المتحدة وأمريكا،والفصل السابع ،جميع هذه الادلة ،التي تسميّها إدارة ترمب إستراتيجية جديدة،نتَجت عن تداعيات وإنعكاسات وباء كورونا،الذي آخّر وعرّقل الكثير من تنفيذ إستراتيجية ترمب، في الشرق الاوسط، وفشله في العراق، بسبب تداعيات الحرب على داعش،لذلك نرى أنّ ترحيّل قوات التحالف الدولي من العراق، له تداعيات خطيرة جدا، على مستقبل العراق،لاسيّما ،وان تنظيم داعش يترّبص على الابواب لينقض على اهداف رخوة ، يثبت حضوره فيها ،للإنتقال الى أخرى أكثرأهمية،وشاهدنا له عمليات ،وإن كانت محدودة، ولكنها تنذر بعودة سريعة ،حالما توفّرّت له الظروف اللوجستية ، ومنها ترحيل القوات الامريكية والاجنبية ،وفقدان العراق لأهم عنصر، يواجه به داعش وهو الغطاء الجوي،والذي لولاه ،لما هُزم داعش في العراق وسوريا، وهذه حقيقة ثابتة لا يمكن لأحد انكارها والقفز من فوقها،إذن الأرض بعد طرد قوات التحالف، وتنّمر ميليشيات إيران،وتهديدها بحرق العراق، وقلب عاليه سافله،أصبحت مكشوفة، واللعب أصبح على المكشوف ،بين أمريكا وإيران على الارض العراقية،وإيران كما قلنا لاتقاتل بجيشها، وإنما بأذرعها، وهنا بيت الداء على العراق، وأبناء العراق ،الذي سيروحون قرباناً للمرشد وعصابته،فلماذ يموت العراقي من أجل غيره،ويحرق بلاده من أجل غيره،وغيره يستخدمه حطباً لمشروعه الكوني الديني،ولماذا يقبل العراقيون،بجعل أرضهم لتصفية الحسابات الدولية،والضحية عراقي ،لهذا نحذر الأحزاب والقوى، التي تحكم قبضتها على السلطة في العراق، بالحكمة والمنطق، ورفض الوصايا الأمريكية والإيرانية وغيرها، والقبول بمنطق الرأي العراقي فقط،وهذا يتطلب رجال دولة،وأحزاب وطنية لاتابعة ذيلية ،بولائها لايران،فهل تستطيع أحزاب وقوى السلطة، رفض التواجد الإيراني والأمريكي،وغلق الحدود مع إيران، وحصر السلاح بيد الدولة ،وحل الفصائل المسلحة التابعة لإيران،والغاء قرارات بريمر وتعديل الدستور، والغاء الهيئات اللامستقلة التي شكلتها المحاصصة،والذهاب الى إنتخابات برلمانية ،برعاية مجلس الامن والامم المتحدة ،والاتحاد الاوروبي والجامعة العربية،وإعلان حكومة إنقاذ وطني ،من خارج الأحزاب،ذلك هو الحل الوحيد، الذي ينقذ العراق ،من حرب وشيكة بين أمريكا وإيران ،على ارض العراق،بحجّة القضاء على ميليشيات إيران في العراق، وانهاء النفوذ الايراني فيه،أو إشعال حرب إفتراضية شيعية شيعية –شيعية، إذا أصرت كتلة الفتح ودولة القانون وصادقون والحكمة برفض عدنان الزرفي، كمرشح لرئاسة الوزراء،وهو السبّب الذي نعتقد أنه سيكون شرارة تلك الحرب، بين الاحزاب الشيعية نفسها،وخاصة سائرون التي تصرّ على قبول الزرفي، نكاية بكتلة البناء ودولة القانون،وهكذا تكون الإدارة الامريكية، إختلقت مبررّات التدخل الدولي في العراق،كما إختلق المجرم بوش ذرائع أسلحة الدمار الشامل وغزا العراق وضرب عصفورين بحجر واحد،فهل يَعي مَنْ في السلطة وأحزابها،عبث ورعونة وحماقة ما يقومون به ويصرّون عليه ،ليعطي الضوء الاخضرلأمريكا لإعادة إحتلالها للعراق،هذا ما نراه مجسداً ،تماماً في إصرار الأزاب وميليشياتها ،على التهديد اليومي لحرق العراق، وطرد أمريكا كلياً من العراق، وقصف يومي للسفارة الامريكية دون إصابات(تخويف فقط)، أو رفض المرشح (الجَدلي) عدنان الزرفي، أو إصدارقرار البرلمان بترحيل القوات الاجنبية من العراق،فيما الجنرالات الإيرانية، يسرحون ويمرحون في جرف الصخر والقائم والبوكمال وغيرها، إنّ مستقبل العراق، مرهون بإستراتيجية الرئيس ترمب وتنفيذها، والذي سيكون فاتحة بين عصرين،عصر الهيمنة الايرانية وميليشيات إيران، وعصر فكّ العراق من القيود الايرانية،وتسليّم العراقلقوى وطنية،بعيداً عن الهيمنة والسيطرة الإيرانية، مع ضمان الإدارة الامريكية، لمصالحها ولموقع العراق الجغرافي الإستراتيجي، الذي يضمن لها الهيمنة ليس على العراق،وإنما على المنطقة كلها، وهذا أهمُّ ما في الإستراتيجية الجديدة،التي كانت تفتقدها أمريكا ،في مرحلة ،تسبق تخليّص العراق،من السيطرة الإيرانية ،وطرد أحزابها وميليشياتها منه، (حسب الرؤية الأمريكية التي تعمل عليها الآن بقوة)، خاصة وإنَّ أمريكا تستثمر وباء كورونا، وضعف إيران إقتصادياً،وانعدام نفوذها في العراق، وهبوط أسعار النفط تحت العشرين دولار، وتفاقم الازمة الداخلية، والحنق الداخلي في إيران، وتأثير العقوبات الاقتصادية الامريكية والدولية عليها،وإستثماررفض العالم، لما تقوم به ايران،وهي راعية الارهاب كما( يقول بومبيو)، بتغذيتها الميليشيات التابعة لها في المنطقة والمصنفة دولياً (ارهابية)، ومنها حزب الله والحوثيين والميليشيات العراقية. مستقبل العراق،يرتبّط بتنفيذ الرئيس ترمب إستراتيجيته الجديدة، في إنهاء النفوذ الايراني في المنطقة والعراق أولاً، وبغيره،ستبقى إيران تهيّمن على العراق، الذي تعّدهُ أمريكا عبر تأريخها الموقع الإستراتيجي الأهم لها في العالم ،فهل نشهد تغييراً في جيوساسية المنطقة قريبا ،على وفق إستراتيجية ترمب الجديدة، الأيام القليلة المقبلة، ستفصّح عن ذلك.قلت الحرب مع إيران على أرض العراق،حتميّة وهذه اولى دلائل هذه الحرب….