السيستاني يخشى عودة الاقتتال المذهبي

السيستاني يخشى عودة الاقتتال المذهبي

 
حذّرت المرجعية الشيعية العليا من مخاطر استمرار اعمال العنف الطائفية في بعض مناطق البلاد من ‏دون ان يكون هناك تحرك سريع لمنع تكرارها مجددة رفضها لاستخدام القائمة المغلقة والدائرة ‏الانتخابية الواحدة في الانتخابات المقبلة معتبرة في الوقت نفسه ان قرار المحكمة الاتحادية العليا ‏باستبدال أكثر من 40 عضو ما اعضاء مجالس المحافظات باعضاء آخرين جاء متاخرا وسيؤدي الى ‏ارباك في عمل بعض المجالس .

وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي معتمد المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي ‏السيستاني خلال خطبة صلاة الجمعة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) ان الاسبوع الماضي ‏شهد تفجيرات تذكر بالعمليات الاجرامية ذات الطابع الطائفي عامي 2006 و 2007 وكما حصل في ‏البصرة من استهداف لإمام وخطيب جامع التقوى من الاخوة السنة وقتل افراد اسرتين بالكامل في ‏منطقة اللطيفية وهدم المنزلين عليهما اضافة الى استمرار مسلسل تفجيرات طوزخورماتو وكذلك ‏استمرار التفجيرات في بغداد وديالى. وحذر من عودة الاقتتال الطائفي في المناطق المختلطة بعد ‏تكرار العمليات الارهابية ذات الصبغة الطائفية فيها وقال ان لهذه الاحداث اثار وخيمة وتداعيات ‏خطيرة على النسيج الاجتماعي للعراقيين. 
واوضح الكربلائي “ان هذا النوع من الجرائم في اللطيفية والبصرة ومناطق اخرى له لون طائفي ‏سواء أكان يصدر من هنا او هناك يترتب عليه آثار وخيمة وكارثية ويعيدنا الى الاجواء التي حصلت ‏عام 2006 وما بعدها حيث تشهد نفس المناطق التي كثرت فيها الاعتداءات ذات الطابع الطائفي ‏اعمالا ً ارهابية جديدة بنفس الطابع السابق ولذلك نحذّر من استمرار هذه الاعمال الاجرامية من دون ‏ان يكون هناك تحرك سريع لمنع تكرارها وبالتالي تحتاج الى تركيز أكبر من قبل القوات الامنية لما ‏لها من تداعيات خطيرة على التعايش السلمي في المناطق المختلطة”. 
وحول ما يتعلق بقانونين مهمين سيطرحان على مجلس النواب للتصويت واحدهما قانون التقاعد ‏الموحد اوضح ان المرجعية الدينية العليا طالبت قبل اكثر من سنتين باتخاذ قرارات حاسمة بالغاء ‏الامتيازات غير المقبولة لأعضاء مجالس النواب ومجالس المحافظات وكبار المسؤولين من الوزراء ‏وذوي الدرجات الخاصة والامتناع عن استحداث مناصب حكومية غير ضرورية تكلّف سنويا مبالغ ‏طائلة من اموال الشعب .. وكذلك اتخاذ خطوات جادة وملموسة في سبيل تحسين الخدمات العامة ولا ‏سيما الطاقة الكهربائية .‏
واشار خطيب كربلاء في خطبته التي نقلتها من المدينة وكالة “نون” للانباء ان التأكيد الشديد من ‏المرجعية على الغاء هذه الامتيازات هو تحقيق لمبدأ العدالة الاجتماعية اذ ان اشد ما يؤلمها وتحاول ‏ان تتفاداه هو عدم وجود عدالة اجتماعية لان لهذه تأثير كبير على الاستقرار السياسي والاجتماعي ‏والنفسي للمجتمع. وقال انه ليس من الانصاف ان يكون هناك اناس موظفون يعملون 30 سنة ‏ويخدمون وتذهب اعمارهم في السلك العام للوظيفة ثم يستلمون راتب تقاعدياً بسيطاً في حين هناك ‏اشخاص خدمتهم سنة واحدة او سنتان او اربع سنوات ويستلمون راتبا ضخماً واوضح انه يوجد بين ‏الروابت التقاعدية لملايين الموظفين فوارق فاحشة تشعرهم بالغبن الاجتماعي الكبير.‏
وحول القانون الثاني المتعلق بالانتخابات العامة فقد اكد الكربلائي رفض المرجعية للقائمة المغلقة ‏والدائرة الانتخابية الواحةد في الانتخابات المقبلة موضحا ان القائمة المغلقة تغلق الطريق امام الناخبين ‏لأن ينتخبوا مَن يريدون ان يصلوا الى مقاعد مجلس النواب اذ لا يسع المواطن ان يصوّت لمن يريد ‏ويرغب ان ينتخبه بل سيذهب صوته لشخص آخر لا يريد ان ينتخبه وهذا شئ خطير ولابد ان يوضع ‏حد له ولا نريد ان نكرر التجربة السابقة التي اثبتت فشلها.وحذر من ان الاصرار على القائمة المغلقة ‏سيؤدي الى عزوف وعدم رغبة المواطنين بالمشاركة في الانتخابات. واشار قائلا ” اما الدائرة ‏الانتخابية الواحدة فانها لا تحقق تمثيلا ً متناسباً لجميع مكونات الشعب العراقي فحتى يكون هناك ‏تمثيل لجميع المكونات بصورة تتناسب مع حجمها لابد من اعتماد الدوائر الانتخابية المتعددة والدائرة ‏الواحدة لا تحقق هذا الغرض.
وحول ما يتعلق بقرار المحكمة الاتحادية العليا باستبدال أكثر من 40 عضو ما اعضاء مجالس ‏المحافظات باعضاء آخرين اكد الشيخ الكربلائي ان هذا القرار جاء متأخراً فبعد ان صادقت المفوضية ‏العليا المستقلة للانتخابات على توزيع المقاعد واختيار الاعضاء للمجالس جاء هذا القرار الذي سيؤدي ‏الى ارباك في عمل بعض المجالس اضافة الى ان هذا النمط من التأخير سيضر بالعملية الانتخابية ‏وبثقة المواطن بالمفوضية ا وبالمحكمة الاتحادية اذ يفترض بهذه المحكمة ان تصدر توصياتها ‏وتعليماتها قبل مصادقة المفوضية‎ ‎على نتائج تلك الانتخابات التي جرت في نيسان (أبريل) الماضي. ‏‎

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة