الجزء الثاني
بول بريمر الحاكم العسكري الامريكي للعراق بعد احتلاله ، احاط به التيار الايراني المتمثل بحزب الدعوة و مقتدى الصدر ونوري المالكي و محمد محسن الحكيم وشقيقه عبد العزيز الحكيم ” الذي كان يقدم له الموطا المخلوطة بالفستق ” حسب ما ذكره بريمر في مذكراته . وهادي العامري الذي يتفاخر بانه هو وعمار الحكيم ابن عبد العزيز الحكيم كانا جنودا في الجيش الايراني يقاتلون القوات العراقية بالرغم من كونهم عراقيون ، والفرية التي عمموها وعملو بها وعليها هي ان الحكم في العراق كان سنيا يمثلون الاقلية . بينما حسب ادعائهم ان الشيعة هم الاكثرية ، وهذه مغالطة كبرة كانت ايران تتداولها وتنشرها بين العراقيين قبل الاحتلال وتروّج لها وتعمل عليها . بينما الحقيقة ان حكومات العراق من بداية تأسيسه لحد الاحتلال الامريكي 2003 لم تكن حكومات دينية او مذهبية بل كانت ” حكومات علمانية ايمانية ” ابعدت الدين عن السياسة ، وهذا منهج ومنطق صحيح مقبول من كل تشكيلات المجتمع العراقي القومية والدينية والمذهبية والاثنية بمختلفها .
المهم كان للتيار الايراني الدور الحاسم في كتابة الدستور وفرضه بالتزوير والسيطرة على قيادة وادارة العراق وبالموافقة الامريكية ، معتمدين على الطائفية والمذهبية مظللين المجتمع العراقي بكل اطيافه والوانه من سنّة وشيعة وعرب واكراد مسلمين ومسيحيين وغيرهم ، امريكا كانت تعرف تماما الرفض العام للشعب العراقي لاحتلالها وعدوانها وكانت تعرف وعلى قناعة تامة بان هؤلاء ” الحفنة المنبوذة ” والمكروهة من المدعين بالسياسة والعراقية سيخدمونها ومصالحها الى حين من الزمن فلا بد من الارتكاز عليهم . فتركوا الحبل على الغارب لهم مطلقين يد ايران للعبث في العراق على هواها ونفث سمومها وغلها فيه ، وتحديد مصيره السيء وتحت الموافقة الامريكية بدون خجل ولا وجل . فقامت بقتل العلماء ورجال الدين السنّة وغيرهم كشيوخ عشائر ووجهاء وكل من يعارض ويحتج عليهم وعلى الاحتلال الامريكي ، قتل اكثر من 500 رجل دين وخطيب ومؤذن واكثر من 250 طيار وظابط رادار وقادة وحدات عسكرية اما البعثيين فحدّث ولا حرج . والدافع كان الانتقام وتفريغ الغل والخباثة وامريكا بدورها زجت في سجونها كل قادة الدولة والجيش والاجهزة الامنية والحزب ورؤساء المؤسسات ومدراء الدوائر المدنية والبارزين فيها كل ذلك كان تعاونا وتعاضدا مشهود بين امريكا المحتلة والتيار الشيعي الايراني الحاكم . بعد الفشل الذريع من هذا الاحتلال والتصلت الايراني وانفضاح امرهم وفشلهم وانكشاف كذبهم . ثار شعب العراق رافضا هذه المأساة الجلل ، ثار منذ البداية وقاوم الامريكان واتباعهم وذيولهم ومرتزقتهم ثار معترضا بشتى الوسائل و اتخذ المقاومة منهحا له بمختلف اشكالها . آخر هذه الحالات الثورة الحالية ومن قِبَل ” شيعة العراق العرب ” تحديدا ثاروا على من يحكمون العراق بالمنهج والمفهوم الشيعي الطائفي فكان الرفض لهؤلاء ” التيار الايراني الحاكم ” وبالنتيجة فهذا يعني رفضا للاحتلال الامريكي . وصل الامر في هذا الرفض حد الاستشهاد من قبل الجماهر الرافضة والمعارضة فاستشهد المئات منهم في بغداد وبقية المحافضات الثائرة وجرح الآلاف ولا زال الدم ينزف وامريكا المحتلة المنحرجة الخائفة والجافلة تتفرج مفضوحة عاجزة عن فعل اي شيء وتخطط لخلق الشر تحسبا مسبقا للخطر المحتوم الذي ستواجهه لضرب الثوار وتفتيت وقمع الثورة . . شكري للقراء الكرام التقيكم بالقادم من الحديث حول هذا الموضوع بعونه تعالى .