كما كنا في طفولتنا البائسة المليئة بالحزن والغبار القادم إلينا من سلطة ” البعث ” المقبور في سنواتنا القادمة ، والتي جلبت لنا العديد من العقد في حياتنا التي أضافت زمناً لسنوات الأنتظار المرة الطويلة ،والمشكلة اليوم يعود ” البعث ” ثانية بمعية ” حزب الدعوة ” الذي قتلنا جميعاً وهو مزهواً بإنتصاراته العبثية التي خطفت أجمل سنوات عمرنا ، حينما أدخلنا بحروبه ” بطل فلم ” التي أصبحت وباءاً كبيراً على قلوب العراقيين ،وما الفرق الان بين المفخخات ، والإرهاب الدعوجي البعثي ، الذي يقتل الناس بين الأزقة والطرقات وكواتم الصوت ، أجيبوني بالله عليكم ! وحده كان يتأمل من بين الذين إلتقيتهم ،إنه مولع بالفنون منذ دخوله مرحلة الدراسة المتوسطة ، كان يحسن أختيار أصدقائه من المنطقة التي كنا نعيش فيها ، تلك المنطقة الخربة في بيوتها وشوارعها التي أتسخت بفعل هؤلاء الذين يصدرون الأوامر ويختطفون الشباب من بيوتهم ومدارسهم بحجج واهية ، يجلس معنا وهو يدون صفحاتنا في مجموعة من الأوراق ومن خلالها يقلب أوجاعنا ، ولعنا ، أنتظاراتنا ، كان يتمنى أن يملأ خشبة المسرح في ثانوية ” الثورة ” للبنين بالحب والأمل ،منذ بداياته لم يهتم بأي شيء سوى المطالعة كي يتحدث عن المسرح وعن عمالقة المسرح ، سوى كان هذا المسرح أمريكياً ، أو أوربياً أو روسياً ، ونحن أذان صاغية له ولمفرداته الموسيقية التي تخرج من فمه ،تجمعه مع الفنان المرحوم ” كريم جثير ” الذي قتله ولعه بحب المسرح في بغداد بعد أخراجه مسرحية ” أحدب نوتردام ” على قاعة المسرح الوطني علاقة متينة وهما دائماً يتناقشان عن المسرح العراقي وعن الفنان المرحوم ” قاسم محمد ” الذي كان يحبه ” الثاني ” بصفته أستاذاً في معهد الفنون الجميلة ومتأثراً كثيراً به ،ذات مرة جمعنا في قاعة مركز شباب القدس العربي ليطرح علينا مسرحية ” مسرحية اشجار الخير لن تموت ” وهي قصائد ممسرحة تتحدث عن معاناة الشعب الفلسطيني الذي يعاني الإضظهاد ، والموت ، والتشرد ، والسجون ،قال كل هذا وبصوت خافض ،حتى لا يسمعنا أحد ويوشي الى الرفيق ” كاظم مطشر ” الذي مات بعد عام 2003 ،بعد أن شوه في فرن الصمون رجالات لا نعرف عنهم شيئاً ، وهو يربط أيامنا القادمة بهذه الأوصاف التي تتحدث بها فكرة المسرحية ، وبالفعل ” عدموا ” بلاسم حميد ” بطل مسرحيتنا الذي ذهب ولم يعد ، وهربت انا في أرض الله الواسعة كما هرب غيري من الممثلين الذي أعتلوا خشبة المسرح في مركز شباب القدس العربي ” وظل شاهداً علينا الفنان والكاتب ” حسين العربي ” والشاعر ” عادل مكي ” هؤلاء كانوا خلية نحل من تشكيلي وموسيقي ومسرحي ” الفنان الذي مات معدوماً ” مجيد رشيد ” الذي تشهد له قاعات معهد الفنون الجميلة على أيادي قذرة من حزب فاشستي أسمه ” البعث ” وكذلك الفنان مصمم الديكور المسرحي الذي غاب في سجون ” البعث ” محمد هاشم ” الذي صمم لنا العديد من الديكورات المسرحية وهو نجار ماهر ،كانت الأدوار المسرحية تنهال عليه من الفنانين المسرحين ومنهم الفنان المرحوم ” قاسم مطرود ” عندما أعطاه دور البطولة في مسرحية ” الاستثناء والقاعدة ” وهي من تأليف ” برتولد بريخت ” وإخراج الفنان والكاتب ” قاسم مطرود ” وتمثيل نخبة مهمة منهم الفنان المبدع الذي مثل جميع الأدوار في معهد الفنون وإكاديميتها ” جبار الصغير ” وتشهد له قاعات معهد الفنون الجميلة حيث قدم ” عودة ” مع الفنان العراقي ” مهند هادي ” العديد من المسرحيات ونالت إستحسان الجمهور والنقاد ،وهل ينسى الفنان المسرحي والمخرج الإذاعي ” ناظم فالح ” جليل عودة الدؤوب والطموح الذي أحب الناس والمسرح وهو القائل ” المسرح كل شيء في حياتي ” نتذكرك في كل لحظة ولن ننساك كي نعيد رسم خاطة طريق جديدة لحياتنا التي تهالكت من جراء أنغام طافحة بالنشوة والضوء .