خاص : كتبت – نشوى الحفني :
تؤثر هيستريا انتشار فيروس “كورونا” المستجد بشكل غير طبيعي على مستوى العالم، إلا أن الوضع في “الولايات المتحدة الأميركية” بدأ يأخذ منحى آخر مغاير لما يمكن فعله لمواجهة مثل هذا الوباء، حيث ارتفعت مبيعات الأسلحة والذخيرة في “الولايات المتحدة”، خلال الأيام القليلة الماضية، وخشية الأميركيين من إعلان الحكومة قوانين خاصة لمكافحة الفيروس، الذي تسبب في وفاة أكثر من 100 أميركي حتى الآن.
ووفق موقع قناة (الحرة)، أدى فيروس “كورونا”، الذي تسبب في تعطيل الاقتصاد الأميركي عمومًا، إلى إنتعاش سوق تجارة البنادق والذخيرة، حسب (سي. بي. إس. نيوز).
ونقلت الصحيفة عن “كورت غرين”، مدير متجر بنادق في “ستودس” بـ”هاريسبورغ”، في “بنسلفانيا”، أن: “متجره حقق مبيعات بـ 30 ألف دولار يوم الإثنين الماضي، وحده”.
وأضاف: “كان أكثر الأيام إزدحامًا على الإطلاق”، مشيرًا إلى أن مبيعات المتجر ارتفعت بـ 50% على الأقل مقارنة مع الأيام السابقة، كما قفزت مشتريات الذخيرة بأكثر من 20%.
وقال “غرين” مازحًا، لشبكة (سي. بي. أس. نيوز): “عندما يُسوء الاقتصاد، تسير مبيعات الأسلحة بشكل جيد”.
ونقلت الشبكة عن تُجار الأسلحة الفردية، أنهم يُرون أعدادًا قياسية من الزبائن في الأيام الماضية، في محلاتهم وعلى “الإنترنت” أيضًا، ما تسبب في مشاكل لوجيستية، دفعت موقع (Ammo.com) مثلاً لإبلاغ الزبائن بأن مدة الانتظار ستكون أطول من المعتاد.
مخالفة توصيات مسؤولي الصحة..
ويبدو أن مشتري الأسلحة يُخالفون توصيات مسؤولي الصحة العامة لتجنب الرحلات والإزدحام، وتحول يوم أمس الأول الثلاثاء مثلاً، 300 زبون إلى متجر “أدفنتشر أوتدورز” في “غورغيا”، لشراء أسلحة وفق مالك ومدير المحل، “إيريك والاس”.
وقال “والاس” إن متجره باع 500 بندقية، أول أمس، وأن أكبر المبيعات كانت البنادق، والبنادق نصف الآلية (AR-15)، والمسدسات من عيار 9 مليمتر، وفي المقابل، أشار إلى أن متجره يبيع عددًا قليلاً نسبيًا من بنادق الصيد.
وحسب المتحدث؛ يُحضر الزبائن أنفسهم لإعلان قوانين خاصة تنظم الحالة الاستثنائية التي تعيش فيها البلاد، وقال: “الجميع يُريد أن يكون مستعدًا لحماية نفسه، وعائلته إذا أُعلنت الأحكام العرفية”.
لحماية أسرهم وخوفًا من تقييد حقهم في الشراء..
في السياق ذاته؛ سجلت كاميرا وكالة (رابتلي) شريط فيديو يُظهر عشرات الأميركيين وهم يصطفون طوابير أمام أحد متاجر الأسلحة في ولاية “سان فرانسيسكو” الأميركية.
وذكرت صحيفة (ديلي ميل) البريطانية أن كل من “كاليفورنيا ونيويورك وواشنطن” تشهد ارتفاعًا كبيرًا في مبيعات الأسلحة على خلفية تفشي فيروس “كورونا” في “الولايات المتحدة”، مضيفة أن بعض المشترين للأسلحة يسعون إلى حماية أسرهم من اللصوص في حالة نفاد الطعام والإمدادات بسبب ذعر الفيروس التاجي، الذي يجتاح البلاد، كما يخشى آخرون من أن السلطات قد تُقيد حقهم في شراء السلاح، بينما اشترى بعض الأميركيين الآسيويين أسلحة لحماية أنفسهم من هجمات عنصرية محتملة.
إغلاق أميركا بشكل كامل..
وأدعت بعض وسائط الاتصال، أول أمس، أن الرئيس، “دونالد ترامب”، كان على وشك الأمر بإغلاق كامل لـ”الولايات المتحدة”، وتعليق القوانين العادية، وفضحت هذه الرسائل على نطاق واسع، إذ ناشد السناتور الجمهوري، “ماركو روبيو”، الأميركيين، قائلاً: “رجاء توقفوا عن نشر الشائعات الغبية عن قانون المارشال”.
وتابع: “سنستمر في الإغلاق والقيود على عدد من الأعمال غير الضرورية في مدن وولايات معينة، لكن هذا ليس قانون تنظيم جديد”.
تضرر تجارة السلاح..
ويأتي ذلك بعد تضرر تجارة الأسلحة في “أميركا”، وتراجع المبيعات في السنوات القليلة الماضية، بسبب جرائم إطلاق النار الجماعي المتسلسلة التي شهدتها جميع أنحاء البلاد، ما أدى مثلاً إلى انخفاض أسهم “American Outdoor Brands” المُصنعة لبنادق (Smith & Wesson)، الشهيرة من أعلى مستوى من 30 دولارًا، في 2016، إلى أقل بقليل من 6 دولارات، في أواخر العام الماضي.
وشهدت شركة تصنيع الأسلحة الأخرى “Sturm Ruger & Co”، أيضًا انخفاض سعر سهمها بـ 12% تقريبًا في العام الماضي، ولكن الأسهم عادت لتتعافى بشكل ملحوظ، هذا الأسبوع.
يعكس طبيعة شخصية المواطن الأميركي..
تعليقًا على تحركات المواطنين الأميركيين، يقول الخبير في الشؤون الدولية، “هاشم حسن محمد”، أن: “الخوف من الإصابة أو التعرض للإصابة بفيروس كورونا، أثار حالة من الهلع لدى المواطنين في جميع أنحاء العالم، وقد دفع بهم هذا الخوف إلى التهافت على شراء مستلزماتهم من السلع الاستهلاكية والتموينية، لكن لاحظنا أن الشعب الأميركي أخذ منحى آخر في هذا المجال، وعبر عن طبيعة وشخصية المواطن الأميركي الذي ينتابه الخوف ولديه حالة من الهاجس الأمني الشديد، ولهذا يلجأ إلى شراء وتخزين الأسلحة بكثرة لديه؛ وخاصة في أيام الشدة والأزمات، هذا أولًا، وثانيًا: لأنه لا يثق إلى حد كبير بالشرطة ورجال الأمن في حمايته، ويخشى أن يكون هناك إنفلات أمني والاستعداد لحدوث أي طاريء”.