رغم كل ما قيل في السابق لم اشعر يوما ان العالم قرية كونية كما هو اليوم ، لم يحدث ان وحد العالم امر ما في العقود الاخيرة كما فعل كورونا ، كأن كل البلدان تتحدث اللغة نفسها، لها الاولويات ذاتها، همها واحد وعدوها موحد وهنا تجدر الاشارة الى ان لا شي يجمع كالمصيبة .
كورونا لم يستثن أيا من الدول مهما بلغت درجات تطورها العلمي، فقد انقض على العالم وشل حركته في غياب لقاح أو علاج على عكس العديد من الاوبئة التي ضربت العالم في حقب مختلفة وسبقت الفيروس الجائح الذي يبدو مسالما الى حد ما وليس مميتاً بالمعنى الحرفي مقارنة بغيره.
ان اختلاف كورونا عن باقي الاوبئة التي اجتاحت عديد البلدان العربية والاوربية يكمن في تناغم الجميع في وحدة الهدف والرسائل فمختبرات الأبحاث وصناعة الأدوية في أنحاء العالم تعيش في سباق محموم مع الزمن للتوصل إلى لقاحات وعلاجات للفيروس المستجد باستخدام مجموعة متنوعة من التقنيات المختلفة على عكس الحقب الماضية عندما اجهز الطاعون ( الموت الاسود) على حوالي ثلث سكان أوروبا وتسببت الكوليرا التي تسللت الى اسيا واوربا بوفاة الاف الناس فهناك كان الوضع يصعب للعقل ان يتخيله الا اذا كان مدرجا ضمن نتاج خيال محض نظرا لتاخر العلم وبساطة الادوات .
الآن وبعد أن أسهمت بوادر هذه الكارثة العالمية بكشف حقيقة ومواقف النظم السياسية في العالم من حياة البشر وحقيقة الحرص على هذه الحياة ونوعية هذه الحياة يمكننا القول ان كورونا وحد العالم لفترة قد تطول أيامها أكثر من مدة اكتشاف أعراض الفايروس على ضحاياه .