18 ديسمبر، 2024 10:21 م

النظام الايراني تحت أکثر من مطرقة

النظام الايراني تحت أکثر من مطرقة

ليست مشکلة النظام الايراني تتجلى في البحث عن سبل وطرق من أجل الخلاص من المشاکل والازمات والتصدي لها، وإنما يأمل في أن لاتضاف المزيد من المشاکل والازمات الى جعبته المتخمة بها والتي صارت حتى تفيض بها وإن ذلك يعني بأن خيارات الخلاص والنجاة من الازمة والخروج منها بسلام ستغدو معدومة، ولذلك فإن على النظام أن يقرأ على روحه السلام وينتظر لحظة النهاية التي طالما تخوف منها وسعى من أجل الحيلولة دونها.
لايمکن للنظام الايراني أن يشعر بالراحة والاطمئنان مع تبني مجلس الشیوخ الأمریکي لمشروع القرار المرقم 539 الداعم لانتفاضة الشعب الإیراني، والذي قدمه کل من السیناتور بن كاردين والسيناتور شاهين والسيناتور كين والسيناتور روزين، بتأريخ 11 مارس 2020، ثم أحیل إلى اللجنة الخارجية، يدين القمع الوحشي للمتظاهرین علی ید النظام الإيراني، ويؤيد حق الشعب الإيراني في تقرير مستقبله، ويدعو أعضاء مجلس الشيوخ طبقا لما جاءا بالقرار، المجتمع الدولي إلى معاقبة منتهکي حقوق الإنسان. لکن الذي يثير قلق وحيرة النظام ويضاعف من إحساسه بالخوف والقلق إنه لايستطيع أن يعمل شيئا ازاء ذلك وإنما عليه أن ينتظر إنتظارا سلبيا.
هذا القرار إضافة الى إنه يدعم حق الشعب الإيراني في تقرير مستقبله، فإنه يعالج أيضا الحالات المتكررة لانتهاكات حقوق الإنسان من قبل النظام الإیراني، واستخدامه لمعدات حربیة ضد المدنيين العزل، وقیامه بمؤمرات ضد المعارضة في الخارج، کما يفصل جهود النظام لقطع خطوط الإنترنت ومنعه للتجمعات الحرة والسلمية للمواطنين. کما إنه”يدعم جهود الشعب الإيراني للمضي قدما في إقامة الحريات الأساسية والتي تشكل أساس إنشاء جمهورية شفافة منتخبة بحرية”، غير إن أکثر شئ يثير الخوف والقلق لدى النظام الايراني من هذا القرار هو إنه نتيجة لجهود حثيثة ودٶوبة بذلتها زعيمة المعارضة الايرانية السيدة مريم رجوي، التي صارت تحظى بدور وحضور ومکانة يسار لها بالبنان في الاوشات والمحافل الدولية، وإن النظام يعلم جيدا بأن المعروف عن مريم رجوي إنها تتابع الامور دائما ولاتترکها وشأنها وتسعى دائما من أجل التقدم للأمام وتحقيق المزيد والمزيد.
النظام الايراني الذي يبدو واضحا بأنه تحت أکثر من مطرقة تضربه على رأسه وإنه يعاني بسبب من ذلك من أوضاع صعبة ولاسيما بعد إستفحال أزمة فايروس کورونا التي لعب فيها دورا مشبوها يدان ويشجب عليه، فإنه لايتحمل أن يصبح تحت مطارق إضافية خصوصا إذا ماکانت دولية وتتداعى عنها آثار ونتائج مٶثرة على النظام.