خاص : كتبت – آية حسين علي :
حتى وإن كان العالم مليئًا بالعنصرية، لا يعرف وباء (كوفيد-19) التمييز.. ورغم أن الوصايا الأساسية لتجنب الإصابة هي الاهتمام بالنظافة الشخصية والإبتعاد عن بؤر العدوى، إلا أنه تسلل إلى طبقات رفيعة في المجتمعات على مستوى العالم، وأصبح المرض الأكثر شهرة بين المسؤولين.
إصابة 3 مسؤولين برازيليين تُورط “ترامب” !
وسط التأكيد أو التشكيك في إمكانية أن يكون الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، قد أُصيب بالفيروس، على خلفية إختلاطه بوفد رئاسي برازيلي، الأسبوع الماضي، ثبتت إصابة 3 من أعضاءه بالوباء، صرح “ترامب” بأنه لا يعاني من أي من أعراض المرض، لكنه أكد بأنه سوف يخضع للفحص في وقت لاحق.
وكانت (ساو باولو) قد أعلنت، في بيانات متتالية؛ إصابة كل من؛ وزير الاتصالات، “فابيو فاينغارتين”، والسيناتور، “نيلسينيو ترادا”، كما أفادت اليوم بإصابة القائم بأعمال السفير البرازيلي في الولايات المتحدة، “نيستور فورستير”، ليكون ثالث أعضاء الوفد الذي التقى “ترامب” تثبت إصابته.
وزير مغربي أول مسؤول عربي يُصاب..
تُعتبر الدول العربية صاحبة أدنى مستوى لإصابة المسؤولين، حتى توقيت كتابة هذا التقرير، ولم تُثبت إصابة أي من المسؤولين العرب حتى أعلنت “المغرب”، الأحد، إصابة وزير التجهيز والنقل والماء، “عبدالقادر أعمارة”، وأوضحت الوزارة أن أعراض العدوى ظهرت عليه بعد عودته من زيارة رسمية إلى “أوروبا”، لكنه يُمارس مهامه من الحجر الصحي المنزلي عن طريق “الإنترنت”، ليُعتبر بذلك أول مسؤول عربي تُثبت إصابته.
أوروبا بؤرة جديدة للعدوى..
أعلنت “منظمة الصحة العالمية” أن قارة “أوروبا” أصبحت بؤرة للعدوى بالفيروس، وبين حكومات تُركز على إغلاق الحدود وأخرى تهتم بمنع التكدس بقرارات مثل تعليق الدراسة في الجامعات أو إغلاق المحال التجارية ووقف الأنشطة التجارية الزائدة عن الحالة، لا يزال انتشار العدوى بين المسؤولين الأوروبيين محل جدل كبير.
وتوغل “كورونا” بقوة أيضًا بين المسؤولين الإيطاليين، والقائمة طويلة، إذ ثُبتت إصابة “مفوض التنمية الاقتصادية” بمنطقة “لومبارديا”، أكثر المناطق المتضررة من الوباء، “ألساندرو ماتيسولي”، كما أعلن إقليم “بييمونتي”، رابع أكثر المناطق المتضررة، إصابة رئيسه، “ألبيرتو سيريو”، كما أصيب زعيم “الحزب الديموقراطي” الحاكم، “نيكولا زينغاريتي”، ومؤخرًا كشفت “وزارة الصحة” إصابة نائب الوزير، “بيرباولو سيليري”، وأفادت وكالة (أنسا) الإيطالية بإصابة نائبة وزير التعليم، “آنا أسكاني”.
وتُعد “إيطاليا” هي الدولة الأوروبية الأكثر تضررًا من الوباء، ووسط عدم قدرة الحكومة على السيطرة على انتشار الفيروس، رغم إتخاذ تدابير مشددة تحد من التجمعات، أعلنت شركات كبرى تعليق العمل بها لمدة أسبوعين، من بينها شركة تصنيع السيارات، “فيراري”، أما “الفاتيكان”، فأعلن أن أي قُداس يرأسه البابا، “فرانسيس”، لن يُسمح فيه بحضور الجمهور خشية الإصابة؛ وهي خطوة لم يسبق لها مثيل في العصر الحديث.
وأعلنت “إسبانيا” رسميًا إصابة زوجة رئيس الوزراء الاشتراكي، “بيدرو سانشيز”، بالفيروس، ويُخشى على رئيس الوزراء من التعرض للعدوى، ومنذ ساعات أفادت وكالة (فرانس برس) بإصابة الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي، “خافيير سولانا”، البالغ من العمر 77 عامًا، بالفيروس، كما ذكرت صحيفة (إيه. بي. سي) الإسبانية أنه محتجز في إحدى المستشفيات بالعاصمة، “مدريد”، منذ الأربعاء للعلاج.
وأُعتبرت “إسبانيا”، السبت الماضي، الدولة الأوروبية الأولى من حيث عدد الإصابات اليومية، إذ سجلت 1500 حالة إصابة جديدة خلال 24 ساعة فقط، كما أنها ثاني أكثر البلدان الأوروبية تضررًا من الوباء، لذا فرضت الحكومة حالة الطواريء وتعتزم فرض إغلاق على كل سكان البلاد.
من بين المسؤولين الأوروبيين الذين أُصيبوا بالفيروس أيضًا؛ وزير الثقافة الفرنسي، “فرانك ريستر”، وكذلك أُصيبت مسؤولة شئون تحول الطاقة بالحكومة الفرنسية، “برون بوارسون”، ووسط ارتفاع الأعداد، قررت الحكومة إجراء الانتخابات البلدية مع إتخاذ إجراءات إحترازية صارمة لمنع انتشار العدوى بسبب الانتخابات.
كما أُعلن رسميًا عن إصابة وزير الداخلية الأسترالي، “بيرت دوتون”، بينما سجلت بلاده 3 حالات وفاة فقط؛ ناجمة عن الإصابة حتى الآن، فيما أفادت أخبار بإصابة أحد نواب “البوندستاغ” الألماني عن “الحزب الديموقراطي الحر” الليبرالي، وأعلنت أيضًا “وزارة الدفاع” البولندية إصابة مسؤول عسكري رفيع.
يُشار إلى أن تنظيم (داعش) الجهادي حذر عناصره من السفر إلى “أوروبا” لتجنب العدوى، بعدما كان يدعوهم، قبل انتشار الوباء، إلى التوجه إلى القارة العجوز وتنفيذ عمليات إرهابية بها.
الحكومة الإيرانية في خطر..
تغلغل الفيروس داخل الحكومة الإيرانية بدرجة مقلقة، وتسلل إلى أجساد عدد من المسؤولين فيها، كان آخرهم نائب الرئيس، “إسحاق جاهنغيري”، الذي وضع في حجر صحي في منزله، بحسب صحيفة (إيران واير)، وأعلن نائب رئيس البرلمان، “عبدالرضا مصري”، أن 23 نائبًا أُصيبوا بالفيروس، وأرجع السبب إلى إختلاط هؤلاء بالناس، لذا نصحهم بقطع علاقاتهم بشكل مؤقت.
ومن جانبه، أعلن نائب وزير الصحة، “إيرادج هريرتشي”، أن نتيجة تحليله خرجت إيجابية، وكان من أوائل المسؤولين الذين تكتشف إصابتهم، وبعدها بيومين، بث عضو مجلس الشورى، “مجتبى ذوالنور”، مقطعًا مصورًا على (تويتر)؛ أكد فيه إصابته، لكنه صرح بأنه لا داعي للقلق.
كما ذكر موقع (أخبار إيران) أن وزير الصناعة، “رضا رحماني”، أُصيب، لكن الوزارة نفت صحة هذا الخبر، ونقلت وكالة أنباء (تسنيم)؛ عن الناطق باسم “الحرس الثوري”، خبر وفاة 5 من عناصر الحرس، وبث التليفزيون الرسمي تصريحًا للمتحدث باسم وزارة الصحة، “كيانوش جهانبور”، قال فيه إن عدد المسؤولين المصابين والمتوفين بسبب الفيروس وصل إلى 55 حالة، من بينهم دبلوماسيين ورجال دين وبرلمانيين وعسكريين.
كذلك ذكرت قناة (إيران إنترناشيونال)؛ أن 3 عسكريين توفوا بسبب الإصابة من بينهم القائد في الحرس الثوري، “رمضان بورقاسم”، إلى جانب “رضا خازني”، و”محمد حاج أبوالقاسمي”.