استمعنا اليوم الاحد المصادف 15.03.2020 الى كلمة ملك النرويج من الحجر الصحي المفروض عليه، كلمة تهز المشاعر بصدقها وبساطتها وابتعادها عن الكلمات المنمقة، قال فيها.
اعزائي جميعا! نجد أنفسنا اليوم بوضع خيالي غريب ومخيف لنا جميعاً. لم نعد نستطيع التعرف على أيامنا وعلى العالم من حولنا.
خصوصا أننا لحد الآن نقف في بداية أمر لا نفهم ماهيته ولا العواقب المتربة عليه. هذا الغموض يجعلنا ضعفاء والخطورة قلقين. طبيعة هذه الأيام تجعلنا نشعر بأننا بلا حول ولا قوة. النرويج تعرضت للمرض كبقية العالم. مهمتنا الآن هي كبح جماح تطور المرض الدراماتيكي، بالالتزام بالشروط المطلوبة من قبل السلطات. يجب أن نكون ممتنين لوجود قيادات سياسية وسلطات علمية تمتلك الخبرة والعزم للوقوف بوجه هذه الظروف بكل أمانة وواقعية. عرفت النرويج بكونها مجتمع مبني على الثقة. نمر الآن بوضع خاص يستدعي أن نظهر هذه الثقة تجاه بعضنا البعض. كل شخص عليه أن يتحمل المسؤولية المناطة به لمنع انتشار العدوى لكي تتمكن السلطات من اتخاذ قرارات صائبة وحكيمة.
دعائي وقلبي معكم جميعا. عند المرضى وعند أقربائهم.
عند الكادر الصحي في كل انحاء البلاد الواقفين على رأس عملهم ليلا ونهارا. عندكم يا من تتعرضون في هذه الفترة الى خسائر اقتصادية وخوف من المستقبل.
عندكم يا من تقومون بالحرص على ادامة الوظائف المجتمعية بحيث تتمكن الدولة من القيام بالمهام المناطة بها.
عند كل الأطفال الذين يشعرون بالقلق خصوصا في هذه الفترة ولذلك علينا رعايتهم وحمايتهم بشكل إضافي.
عندكم يا من تشعرون بالوحدة في هذا الوقت لأن الحياة الاجتماعية المشتركة بشكل عام وخاص قد أخذت من حياتنا.
في الختام! أود أن أذكركم أننا جميعا بحاجة الى لطف إضافي في هذا الوقت العصيب.
سنقف معا في وجه المحنة، ومعا سنتمكن من اجتياز ما سنواجه أمامنا.
في الختام اريد التذكير بأن مدة الكلمة كانت دقيقتين وخمسة وعشرين ثانية.