العدوان الامريكي على المؤسسة العسكرية الرسمية العراقية المتمثلة في الجيش والشرطة والحشد يعكس في احد جوانبه تخطباً وهستيريا من قبل الادارة الامريكية في مواجهة حالة تنامي قوى المقاومة في المنطقة عموما والعراق على وجه الخصوص , فبعد أن فشلت عملية اغتيال الشهيدين الحاج سليماني والحاج المهندس في تحقيق الاهداف المرجوة لاضعاف محور المقاومة وفك الارتباط بين العراق وايران , بات واضحا انها تسعى من وراء تكرار عدوانها على الحشد الشعبي الوصول الى سلة من الاهداف المنظورة وغير المنظورة ومنها بالطبع محاولة زعزعة الامن في العراق لدفع الجهات المرتبطة باجنداتها المشبوهة لتاليب الشارع العراقي ضد الحشد وقوى المنطقة وتحميلهم مسؤولية المواجهات العسكرية , كما تسعى لتعميق الانقسام بين مكونات الشعب العراقي اكثر فاكثر بعد الجدل الناجم عن اختلاف التوجهات والمواقف بخصوص الانسحاب الامريكي من العراق , والاهم ان هذه الاعتداءات تاتي في اطار محاولة تجريد قوى المقاومة من عناصر قوتها وتعبيد الطريق امام عودة داعش بازالة عقبة المقاومة عن طريقه في حال اضطرت للانسحاب باتجاه اقليم كردستان العراق او مكان آخر, وهو ماتلوح به بين الفينة والاخرى لجعله في المستقبل مسوغا لعودتها مرة اخرى تحت مسمى مكافحة الارهاب بغطاء اممي , اضف الى ذلك ان امريكا تعمل على استثمار الفراغ السياسي الحاصل في العراق وانشغال ايران بفايروس كورونا لتنفيذ اجنداتها لاعتقادها ان الحشد لم يعد له غطاء سياسي يعزز من وجوده.
اما رد المقاومة العراقية على هذه الاعتداءات الامريكية باستهداف قاعدتها العسكرية في التاجي فهو ياتي في سياق تاكيد المقاومة على استمراريتها في المواجهة وعدم تراجعها رغم كل التهديدات والاعتداءات الامريكية . كما ان هذا الرد الذي ادى الى سقوط قتلى بين صفوف القوات الامريكية والاجنبية كان لابد ان يحصل لأن البعض قد يظن بأن الضربات الأمريكية ستدفع المقاومة العراقية الى التراجع فيما ان الواقع اكد وبالعين المجردة أن الإعتداء الاميركي لن يثني المقاومة العراقية على التراجع. والملفت ايضا ان هذا الرد يحسب له الف حساب في الدوائر الامريكية سيما وانه يؤشر بان القوات الامريكية ستكون تحت نيران المقاومة , وان الاعتداء على الحشد دفع العراقيين الى الالتفاف حول هذه الركيزة الوطنية , كما تصاعدت المطالبة بضرورة انهاء التواجد العسكري الامريكي والاجنبي وتطبيق قرارات مجلس النواب العراقي بشان اخراج القوات الاجنبية والامريكية , وبالتالي فهذه الهجمات رسالة مبطنة في مواجهة الموقف العراقي ومحاولة لاجهاض واقع المقاومة ومطالبها المشروعة والمحقة بخصوص الموقف من القوات المحتلة.
من جهة آخرى يرى محللون بأن القوى العظمى تريد إنقسام العراق مشيرين الى وجوب الاعتناء برأي الشعب العراقي الذي خرج في مسيرات مليونية الى جانب رأي البرلمان , ويشير هؤلاء المحللون بأن التقصير في عدم تنفيذ قرار الشعب والبرلمان يقع على عاتق الحكومة من حيث إنها لم تنظم عملية اخراج القوات الأمريكية ولم تشكل اللجان لكي تتفاوض لتنظيم هذه المطالبات مع القوات الأمريكية موضحين بان الكثير من العراقيين لا يريدون بقاء القوات الاجنبية التي سببت الكثير من الماسي والويلات للشعب العراقي من قبيل ايجاد داعش الارهابية وبث الخلافات بين ابناء الشعب العراقي
وبالتالي يجب ان ينظر السياسيون والمراقبون والراي العام والمقاومة الى الرد الامريكي على مطار كربلاء على انه تطور في ستراتيجية الرد الامريكي الذي يستهدف ارادة الشعب العراقي وسلبه قدراته واستقلاله .