قرأت يوم أمس في أحدى المواقع تعليق لاحد الاشخاص كان يعترض فيه على تعيين أشخاص من غير أصحاب أهل الكتاب في منصب سيادي في الدولة ويعتبره أثماً وجاء في تعليقه ” نرفض ان يتولى غير مسلم — وخصوصا من غير اهل الكتاب- امور المسلمون ”
لاأظن أن كلامه له أساس من الصحه لأن هذا المفهوم بالتأكيد هو مفهوم خاطئ وحاملي هذه الافكار هم سبب الفوضى التي يعيشها العراق باجمعه أن مثل هذا الكلام المغلوط لهؤلاء الاشخاص يوقظ الفتنه ويشعل نار الطائفيه بين ابناء الوطن الواحد وقد يولد أنطباعاً سلبياً على الاسلام من قبل أتباع الاديان الاخرى لأنهم بهذه الادعاءات يشوهون مبادئ دينهم فالاسلام حسب علمنا دين المؤاخاة البشريه جاء لتحقيق دعوة شامله للعدل والمساواة بين البشر في كافة حقوقهم و لايمانع حقوق غير المسلمين بالحق فتعاليمه بعيده عن التعصب ولاتدعوا الى أغتصاب حقوق الاخرين مهما كانت هويتهم وأن التمييز بين الأجناس على أساس عرقي أوديني أمر مرفوض قطعا
فكلنا عبيدا عند الله ولافرق بين الاجناس البشريه فكلنا نؤمن بان الله قد خلقنا من نفس واحده واصل واحد وكلنا سواسيه في التكوين والخلق ،الم يذكر الله تعالى قي كتابه :(إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) اليست هذه الايه تدعوا لان ترجع الامانات الى أصحابها اذا ماؤتمنت عند أي شخص أن كان مسلم او غير ذلك كما يأمر الله في هذه الايه الحكم والقضاء بالعدل بين الناس حتى وان اختلفت اجناسهم واديانهم وعقائدهم
اليست الشريعه الاسلاميه تدعو لان يتم التعامل مع المواطنين من غير المسلمين بحقوق المواطنه الكامله فلماذا تتعالى أصوات وتطالب التمييز بيننا على اساس الدين اليس هذا تعارض مع المبادئ والقيم التي يدعوا اليها الاسلام
الحقوق تقاس على اساس المواطنه وإننا جميعاً كمواطنين شاركنا في بناءالوطن وقدمنا تضحيات وكل منا قدم عطاءه
ولو تعززت قيم المواطنه الايجابيه بيننا وغرسنا روحها بداخلنا لعم العدل وعم الامان والسلام بين كافة ابناء الوطن الواحد
لذا علينا التصدي للافكار الهدامه التي تتعارض مع مبادئ الدين والوطنيه والتي لاتؤدي إلا الى المزيد من التفرقه والشرذمه والتي تهدم ولاتبني .