السايكودراما ((psychodrama(الدراما النفسية) وهي المزج بين الدراما كنوع من أنواع الفنون وعلم النفس كأحد العلوم التي تتعامل مع تشريح النفس البشرية نجده متمثلا في المصطلح الذي يسمى السايكودراما، والسيكودراما ترجمتها (psychodrama) تعني : (psycho) النفس ، و(drama) الدراما وهي التمثيل الحركي . والسيكودراما نوع من أنواع العلاج النفسي ولكن بطريقة مبتكرة تكمن وظيفتها الأساسية في تفريغ انفعالات الفرد ومشاعره الدفينة ، من خلال تمثيل أدوار لها بالمواقف التي حدثت له في الماضي أو التي تحدث في الحاضر أو التي ستحدث في المستقبل ، حيث تتوافر العلامات التي تنذر لحدوثها ليتحقق له الشفاء أو التطهر من أي صراع نفسي يدور بداخله ، يدفعه إلى ارتكاب الجريمة أو الرذيلة .
أطلقت تسمية سايكودراما على شكل من أشكال المعالجة النفسية من خلال التقنيات المسرحية، وعلى استخدام المسرح كوسيلة تربوية، وأول من استخدم هذه التسمية هو الطبيب النفسي الروماني مورينو Moreno يعرف مورينو السايكودراما بأنه علم ” يستكشف الحقيقة بوسائل درامية ” وقد انطلق مورينو من مبدأ تمثيل الواقعة ضمن مجموعة (وهذا هو مبدأ ديناميكية المجموعة)، بدلا من الكلام عنها كما في التحليل النفسي التقليدي، لان تكرار الواقعة من خلال التمثيل يساعد المريض علي الخلاص من الكبت وهذا ما يطلق عليه في علم النفس اسم ” نظرية المرة الثانية “.
والسيكودراما عبارة عن حوار تلقائي متصاعدٍ يكشفُ ويعرفُ الفرد بالوقائع التي قد تُسهم في تقوية أناه وتعطيه فسحة أمل ونظره أكثر إشراق تعدُ والسيكودراما طريقة علاج نشطة وفعالة ذلك عن طريقِ التعامل مع الماضي أو معِ المشكلات المتوقعة كما لو كان الصراع يحدث الآن حتى يتمكن من الوصول إلى مستوى جديداً من الفهمِ للموقف.
هو مصطلح يطلق على نوع من أنواع العلاج النفسي الذي يجمع بين الدراما كنوع من أنواع الفنون وعلم النفس.تكمن فعاليتها في مساعدة الشخص على تفريغ مشاعره وانفعالاته من خلال أداء أدوار تمثيلية لها علاقة بالمواقف التي يعايشها حاضراً أو عايشها في الماضي أو من الممكن أن يعايشها في المستقبل. جلسات علاج السايكودراما تتخذ وقتاً من 90 دقيقة إلى ساعتين وهي ليست العلاج الجماعي بل هي جزء منه تشترك فيه في منطق التنفيس الجماعي فقط. تستخدم لعلاج الصدمات العاطفية, للأطفال الذين تعرضوا للعنف والمدمنين على الكحول. الهدف من السايكودراما هو إيجاد حلول للمشاكل عن طريق مساعدة الشخص في فهم مشاعره عبر تجسيد الواقع بشكل تمثيلي تحاول إخراج الشخص من عزلته النفسية. والسيكودراما تعتبر أسلوب عملي لحل مشاكل الشخص بدلاً من الأساليب الشفهية المتبعة في العلاج النفسي التقليدي كالتخيل والتنويم المغناطيسي.
مؤسس علم السايكودراما:
هو ليفي مورينو حيث أسس أول جمعية لهذا العلاج والتي للآن تقدم هذا النوع من العلاج. كان مورينو مناهضاً لأفكار فرويد واهتم بدراسة العلاقات البشرية. عاش في فينّا ودرس فيها الطب والرياضة والفلسفة. شغل عدة مناصب في أمريكا أهمها في جامعة كاليفورنيا وفي المدرسة الجديدة لبحث الاجتماعي. حين حضر صفاً لفرويد, كتب عن ذلك في سيرته الذاتية وقال أن فرويد خصه من بين الطلاب وسأله عن ما يفعل فأجابه مورينو : ” أنتَ تحلل أحلام الناس وأنا أعطيهم الدافع ليحلموا من جديد, أنتَ تحللهم لأجزاء وقطع نفسية وأنا أساعدهم ليقوموا بإعادة هذه الأجزاء مع بعضها البعض”. تزوج من زيركا مورينو الخبيرة في السايكودراما والتي قامت بإكمال عمل زوجها وأبحاثه بعد وفاته. توفي عن عمرٍ يناهز 84 عاماً.
عناصر وأساليب السايكودراما:
يقوم العلاج بالسايكو دراما على ثلاثة عناصر:
1/ المخرج :
وهو نفسه المعالج النفسي والذي يكون خبير بالسايكو دراما, وظيفته تكون في اختيار الممثلين ووضع السيناريو واختيار المكان المناسب للعلاج مع المحافظة على كامل السرية عن ما يحدث في جلسة العلاج.
2/ المجموعة:
وهم الممثلين المساعدين للمريض في أداء دوره بالقيام بأدوار أخرى في المسرحية, عادة يتراوح عددهم من 10 إلى 15 وقد يصلون لخمس وعشرين شخصاً، كلما قل العدد كلما زادت فاعلية العلاج.
3/ البطل:
وهو المريض نفسه الذي تتمركز حوله أحداث المسرحية ويقوم بتمثيل واقع حدث له من أجل إيجاد مشكلة ما.
أما الأساليب المتبعة في السايكودراما فهي أربعة : عكس الأدوار, المرآة, النموذج والدوبلاج …
1/عكس الأدوار:
هنا يقوم بالمريض بتمثيل دور شخص آخر ممن يرى فيه المشكلة, مثال أن يقوم المريض بأداء دور زوجته التي لديه صعوبات في التعامل معها. في عكس الأدوار يقوم المريض بمعايشة الواقع من زاوية أشخاص آخرين تساعده على رؤية المشكلة من وجهة نظر أخرى.
2/ دور المرآة:
يكون المريض فيه متفرج سلبي حيث يقوم ممثل آخر بتأدية دور المريض بحيث يستطيع المريض من خلال المشاهدة والمراقبة رؤية صورة مماثلة له. من هنا يقتنص المريض أنماط حديثه ولغة جسده والسلوك الذي ربما فاقم المشكلة وأبعد الحل عنها. هنا المريض يشاهد نفسه باختصار.
3/ دور النموذج:
يكون فيه المريض أيضاً متفرج لكن من يقوم بدوره هنا يؤدي الدور بحلول نموذجية أي كيف كان ينبغي المريض أن يتصرف.
4/ دور الدوبلاج:
في هذا الدور يقوم شخص آخر بتأدية دور ظل المريض الذي يقوم بالتعبير شفوياً عن لغة جسد المريض، في الدوبلاج سيقوم المخرج بإيقاف المسرحية ليسأل المريض إن كان ظله قد نجح في التعبير عن لغة جسده،هذا النوع يتيح فرصة للمريض لكي يواكب الحل الغير منطوق في حركاته.
تعريف بآلية العمل الدرامي الموجّه :
ـ التمهيد الدرامي :
يبدأ العرض الدرامي بالتعريف بالشخصيات، من حيث أفعالهم ومراكزهم الاجتماعية ونحو ذلك؛ كي يدخل السامع في الحكاية الدرامية على نحو يؤهله للتفاعل مع أحداثها، ويتشكل بذلك منطلق الدراما، ثم تبدأ “نقطة الهجوم” بالحديث عن الهدف التوجيهي .
ـ الذروة الدرامية :
عندما تبدأ الأحداث بالتأزم والتوتر ، فتحتبس أنفاس السامع أو المشاهد ، وتزداد نبضات قلبه عددًا وتسارعًا منتظراً نتيجة الحدث ، في هكذا لحظة تحديدًا تحدث الذروة الدرامية . وفي هذه اللحظة يتكثف التشويق، ويبلغ الجذب غايته، ويأسر المشهد متابعيه في الاستمرار في إكمال أحداثه حتى النهاية. ثم تبدأ الذروة بالانحلال رويدًا رويدًا. وفي زحمة هذه الأحداث، ينزلق حدث مفصلي يتمم حل الذروة الدرامية.
ـ الحبكة الدرامية :
قوة الحبكة الدرامية وترابطها، وتسلسلها الرشيق، إذ لا يحتاج السامع إلى كبير عناء ليدرك انسجامها، إلى درجة أن يكون هو أحد أبطال الواقعة،ويحيا في ثنايا ذلك كله، الحالة النفسية لأبطال القصة، بأبعادها الإنسانية والإجرامية على السواء،اتخذ من التصوير الفني أسلوبًا للعرض الدرامي، لما يقوم به التصوير من تحويل الكلمة إلى لوحة، وكأن القلم في يد الكاتب ريشة في يد فنان يرسم لوحة معبرة عن الحدث شاخصاً أمام المتلقي ،وكأنه قد أسهم في صنع الحدث، وهذا كله يدلّل على التماسك الدرامي الشديد في هكذا دراما.
ومما ينبغي التنويه إليه، أنه على الرغم من اجتماع أعلى عناصر النجاح في هكذا دراما، بحيث لم يخرج النص عن صدقه في محتوى الدراما، ولا في حبكته الدرامية، فلم يسلك مسلك توسيع الأحداث والتفاصيل، أو ابتكار شخصيات وأحداث جديدة، أو توسيع محل القصة الدرامية التي يعبر عنها رمانياً أو مكانيا، بل ينتهج طريقةً أخرى، محافظة على صدق الأحداث، فيوسع مخيلة المتلقي ، ويفسح أمامه آفاق التصور، مستعيناً بطرائق التصوير الفني المتعددة، بحيث يجد المتلقي نفسه في ساحة الأحداث، يستجيب لما يمليه كل حدث من انفعال نفسي، فتتلوّن قسمات وجهه وحركات جسده، حسبما يفرض الحدث ويتطلب الموقف.
والحالة هذه ؛ فمن منا لا يؤيد حقيقة المجتمع العراقي المريض ؟!!!
المجتمع العراقي اليوم يعيش حالة سايكولوجية خطيرة تحتاج إلى طبيب سايكودرامي حاذق يداويها من عللها التاريخية المعاصرة ، هي لم تأتِ من عواملها الوراثية الجينية ، ولم تأتِ من فراغ ، لكن ؛ لها أسبابها وتداعياتها التي أفرزتها الخطوب والحروب والجوع والضياع والتشرد والسجون والإعدامات والغربة والحصارات والتنافرات والتناحرات والأجندات الخارجية والداخلية والإحتلالات والتجاذبات والحكومات المتعاقبة التي أفرزت جميع تلكم الويلات على الشعب العراقي .. بأفراده وجماعاته .. الإرهابية والمسلحة والمسيّسة والمتخبطة باللاتدريه ، عن قناعات أم عدمها .. عن رغبة أم عن إكراه .. عن مصلحة شخصية أم عن مصلحة جماعة ، عن فهم أم عن انسياق أعمى ، عن انبهار أم عن تأثر ، عن إيمان أم عن عناد ، عن طمع أم عن رغبة عابرة … إلخ
وكثيرة هي الأسباب والتداعيات التي جعلت من الإنسان العراقي بمظهره الخارجي الواحد ينطوي فيه العالم المتناقض الأكبر منه حجماً وفهماً ، فكأنه لا يفقه ما في داخله من مضمون .. هو لم يفهمه بعد ، الأمر الذي يجعل المسؤولية تقع على عاتق أهل الحل والعقد ، من دراميين سايكولوجيين وكتّاب موضوعيين عراقيين ، يفهمون حقيقة المجتمع العراقي بتفاصيله الدقيقة وعمقه التاريخي وتلوّن أطيافه ومشاربه ونواحيه بجميع عقده الدفينة ، بحيث يكتبون عن واقع حال ، لا أن يكتبوا عن جاهز معلب مستورد من بطون الروايات الأجنبية والعربية أو الأفلام والمسرحيات الدخيلة على واقع مجتمعنا العراقي ، التي لا تحاكي مشاعر الفرد العراقي ومجتمعه العريض المتباين ، بحيث لا ينفع أي عمل درامي لا ينبع من رحم المعاناة العراقية ، ولا ينسجم مع لغة النفس العراقية ، آنها لا يصلح الحداد ما أفسد الدهر !!!
***
مصادر بحثية معتمدة