استضاف منبر ساحة التحرير، وهو احد منصات الانتفاضة الثقافية، عصر يوم الخميس الموافق 12/3/2020 الشخصية الاعلامية الديمقراطية الكاتب والصحفي عبد المنعم الاعسم ليقدم ندوة حوارية بعنوان (الاعلام وانتفاضة تشرين.. نحو دعم اعلامي وثقافي جاد) وبحضور ثوار ساحة التحرير وعدد من المثقفين والاعلاميين.
رحب مدير الندوة ناطق عبد الله بالضيف والحضور متحدثا “انتفاضة تشرين كشفت فساد الكتل السياسية وقواها واحزابها، فهل من الصعب على هذه الانتفاضة ان تكشف كذب وافتراء بعض المؤسسات الاعلامية، وهي تحاول استغلال الانتفاضة وركوب موجتها والتباكي على دماء شهدائها كذبا، وهو يريد ان يبقي على نظام المحاصصة والطائفية والفساد، وهنا كيف ينظر الاعسم الى هذا الوضع المعقد الذي يعيشه العراق، وهل على الاعلامي ان ينحاز لقضية شعبه ام يظل بموضوعة المهنية والحياد.
بين الضيف الكاتب والصحفي عبد المنعم الاعسم ” تمر لحظات عاصفة ومفصلية في تاريخ العراق، ونتحدث هنا عن دور الاعلام ومكانته في انتفاضة سجلت معبرا الى تاريخ جديد، تاريخا عراقيا اكثر نقائا واكثر عمقا، والحديث عن الاعلام ينصرف الذهن الى الاعلام الفضائي، الى التلفزيون والخدمة الاخبارية التي تنقل من الشاشات الملونة، في حين ان الاعلام هو اوسع من هذا المفهوم، وعلينا عندما نتحدث عن الاعلام نتذكر ان الشاشات الملونة او الخدمة الاعلامية تطورت في العصر الحدبث، وهو في الحقيقة تطور طبيعي في مجمل الخدمة الاعلامية، اذ بدأت من الاعلام المكتوب والاعلام المسموع ومن ثم انتقلت الى الاعلام المرئي.
مؤكدا “ان الصحف تلعب دورا ملحوظا في دعم الانتفاضة ونقل واقعها الى الرأي العام، لان اكثر الصحف بدون استثناء لا توزع الا بضعة مئات من كل جريدة على جمهورها الذي يتابع الحدث، وان هذه الصحف تضع مادتها على شبكة الانترنيت ومن ثم تعرضها على جمهور اوسع، فبالاضافة الى المئات الذين يقتنونها هناك الالاف ممن يطلعون على هذه الصحف، واعتقد ان ما يضيفه على هذا الدور هو دور مواقع التواصل الاجتماعي.
واجاب الاعسم عن الانحياز في الاعلام قائلا “الاكادميات والمدارس الاعلامية تدرس الاحترافية والحيادية والموضوعية، وتدرس علاقة هذه المفاهيم في المفهوم العام، الذي يقول ان الاعلامي والكاتب والصحفي لا ينبغي ان يخون الحقيقة، وانا اقول مهما يكون الموضوع لم اكن محايدا بين الجلاد والضحية ولا اكون محايدا بين المؤتمن والفاسد ولا بين المحتل والوطن، ولم اكون محايدا بين قضية تتعلق في الضمير وحقوق الانسان. مضيفا “ولكن افضل من ينحازون الى الضحية والى الوطن والحقيقة هم الذين يعبرون بموضوعية واحترافية ومهنية عن هذا الموضوع، ولا يسيء الى الدولة اكثر من الخطاب الاعلامي المتسرع والضعيف والعابر، واذا كنت تريد ان تخدم قضيتك بشجاعة فاخدمها في موضوعية فالكذب دائما يسيء الى الحقيقة، ونحن في هذا الوضع لا نحتاج الى المبالغة والكذب، التظاهرات اعطت اكثر من (700) شهيد ولا نحتاج ان نقول لدينا (1700) شهيد لاننا ان ذكرنا هذا العدد فقد اسئنا الى الحقيقة، فكل الناس تعرف اسماء الشهداء ودمائهم.
وفي الختام كانت هناك مداخلات من قبل الحضور من المتظاهرين المتواجدين في ساحة التحرير اغنت الموضوع واعطته مساحة اكبر للنقاش.