18 ديسمبر، 2024 11:11 م

إخراج قوات الاحتلال الامريكي من العراق،أمر لابد منه

إخراج قوات الاحتلال الامريكي من العراق،أمر لابد منه

السؤال الذي لابد منه، والذي يتمحور ويتركز في بؤرة واحدة؛ عن السبب الذي يحول دون اظهار موقف حكومي وبرلماني وما له صلة بالاثنين،وبشكل واضح وموحد لابلس فيه ولاغموض، حول تواجد القوات الاجنبية في العراق وبالذات القوات الامريكية بل هي المعنية وبصورة حصرية، بالجلاء عن ارض العراق، على الرغم من وجود قرار برلماني بهذا الخصوص، لكنه لم يتجاوز من حيث الفعل والاجراء، الحبر الذي كتب به، اذ لم يكن وحتى هذه اللحظة اي اجراء فعلي وواضح يطالب تلك القوات بالرحيل سواء بالشكل المباشر او بالشكل الغير المباشر،عن طريق المنظمة الاممية او عن طريق قنوات مجلس الامن. بل الامر أخذ ولم يزل يأخذ منحى مختلف كليا عن القرار البرلماني باخراج تلك القوات من ارض الوطن لما تسببه من مشاكل جمة ولا حصر لها ومن الطبيعي وهو الاهم والاخطر والذي يتعلق بالقرار المستقل والسيادة،لأنها اي القوات الامريكية، وبوجودها على ارض الوطن بخلاف ارادة الناس كل الناس ونعني هنا، الصوت الحقيقي لكل الشعب لو خيروا وبلا مؤثرات..اي لو ترك للتصويت لهم وبحرية على رحيل القوات الامريكية او بقاءها، فحنون هنا على قناعة وبكل تأكيد؛ من ان الشعب سوف يطالب برحيل تلك القوات فهي وبعد قرار البرلمان، قوات احتلال في اصرارها على البقاء في ارض البلد بصرف النظر عن ارادة الناس فيه. مما يزيد الطين بلة، تصريح البنتاغون اخيرا اي قبل ساعات من كتابة هذه السطور المتواضعة؛ من ان الجيش الامريكي سوف وفي الايام القليلة القادمة، يقوم بنصب صورايخ دفاعية مضادة( الباتريوت..) لما تتعرض له هذه القوات من هجمات صاروخية، لحمايتها من تلك الهجومات. في وقت سابق من هذه السنة؛ مسؤولوا البنتاغون أوضحوا؛ من انهم يتشارون مع الجانب العراقي حول نشر تلك المنظومة. مما يثير الريبة والشك حول موقف وزارة الدفاع العراقية في الذي يخص نصب هذه المنظومة، فأذا تم نصبها وبموافقة الحكومة العراقية، فهذه الموافقة لها توصيف اخر، نتركه للقاريء.. واذا كان خارج ارادة الحكومة العراقية اي بصرف النظر عن موافقتها من عدمها؛ فهذا الامر يشير وبكل وضوح من ان الولايات المتحدة او ان قوات الولايات المتحدة، قوات احتلال في السلوك والتصرف والاجراء في تجاوز واضح لأرادة (البرلمان) والشعب (والحكومة)، مما يمنح لقوى الشعب التصدي لها ومقاومتها بكل الوسائل المتاحة لأجبرها على الرحيل والجلاء من ارض الوطن. قبل يومين تم ضرب معسكر التاجي والذي تتواجد فيه قوات الاحتلال الامريكي، بالصارويخ وقد نجم عن هذا الهجوم، مقتل اثنين من الجنود الامريكيين، جندى ومتعاقد امريكي، واخر بريطاني، الولايات المتحدة وكرد فعل انتقامي وكما صرحوا بذلك قبل الهجوم وبعده والذي فيه، هاجمت طائرات امريكية من نوع اف 16خمسة قواعد عسكرية عراقية ومطار مدني تحت الانشاء..الخارجية العراقية وفي بيان لها؛ اعتبرت هذا الهجوم اعتداء امريكي وخرق للتفاهمات بين الحكومة العراقية والامريكية في الذي يخص محاربة الارهاب، واشارت من انها اي الخارجية العراقية سوف تطرح هذه الامر على مجلس الامن الدولي. رئاسة الجمهورية العرقية، ادانت الهجوم على معسكر التاجي الذي تتواجد فيه القوات الامريكية والتى استهدفها الهجوم على وجه التحديد، ولكنها وفي ذات الوقت لم تدن هجوم الطائرات الامريكية على خمس معسرات عراقية،رئاسة الوزراء لاذت بالصمت سواء في الذي يخص الهجوم على معسكر التاجي او مهاجمة الطائرات الامريكية للمعسكرات العراقية. والآن لننقاش الامر بهدوء في الذي يخص التواجد العسكري الامريكي في العراق، وهل هولمصلحة البلد او هو بالضد من تلك المصلحة سواء في الوقت الحاضر او مستقبلا، وهل ان هذا الوجود العسكري الامريكي يفيد بعض الجهات العراقية ويضر بالاخرى وهنا المقصود احزاب السلطة وليس الشعب، لأنه اي الشعب وتحت مختلف الظروف والاحوال ومهما تباينت وتقاطعت الافكار والرؤى والأراء والمرجعيات والتوجهات، فأنه يرفض قطعا تواجد قوات لدولة عظمى على ارض وطنه،لأنه وببساطة يدرك تمام الادراك بان هذا الوجود هو وجود احتلاليا، وبأختصار واختصار شديد؛ نكتب الاجابة على تلك الاسئلة بالقدر الذي تسمح لنا فيه قدرتنا وامكانيتنا على شكل نقاط مكثفة ومختصرة باشد ما يكون عليه الاختصار:
اولا؛ انعدام الثقة بين الاحزاب التى تقود البرلمان والحكومة والعمل السياسي، والخوف الذي عشش في الانفس والاذهان من الاخر ان تم افراغ الساحة العسكرية وما سواها له، وهذا هو ما شكل ولم يزل يشكل الدافع الاقوى للدفاع عن تواجد قوات الاحتلال الامريكي لأرض الوطن؛ وهذا التوجه في تقدير كاتب هذه السطور المتواضعة، هو الطامة الكبرى والتى سوف تشكل القشة التى لاحقا تقصم ظهر العراق وشعبه بما في ذلك تلك القوى التى تدافع عن هذا التواجد والذي صار بعد قرار البرلمان، وجودا احتلاليا وغير شرعي بالمطلق من جهة القانون الدولي،وبؤرة للفتن والتفرقة بين ابناء الشعب الواحد بما يتيح او لها اي امريكا،هذا التفارق بين قوى الحكومة وما انتجها، في الرؤى والتوجهات والاجراءات التى تنتجها تلك الرؤى والتوجهات. وهنا يكون وكمحصلة لهذا الخلاف والاختلاف، المستفيد الوحيد هو دولة الاحتلال..
ثانيا؛وهذا يقع في الوصف والتصنيف في اقسى درجات الاهمية والخطورة من حيث المنطلق والنتيجة؛ ان تفارق تلك القوى ليس لأنها تمثل تمثيلا حقيقيا لإرادة الناس كل الناس في البلد بل لأنها تمثل او لها ما يربطها بالقوى الاقليمية، شرقا وغربا وعلى ضفاف وسواحل الخليج العربي، مما أدى ويؤدي الان ومستقبلا وبصورة حتمية لما جاء وورد في اولا..
ثالثا؛ ان الولايات المتحدة الامريكية بفعل ما يتوافر لها من امكانيات واسعة في التاثير على دول بعينها او بالشكل الادق والاصح لجهة الفعل والوجود في الفعل والاجراء والاعلام، بأيكال تلك المهام لدول بذاتها،للأنابة عنها في الذي جاء في ثانيا..ومن الطبيعي، اضافة الى قدراتها المعروفة…
رابعا؛ ان احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الامريكية، لم يكن قد حدث بطريق الصدفة او بعبارة اكثر تمثيلا للواقع المعيش؛ لم يكن كرد فعل لسياسة النظام السابق وخطيئاته بل جاء كحلقة، ضمن مخطط ستراتيجي، هي الاكثر اهمية فيه بل هي الحقلة الرابطه للحلقات الاخرى والتى من دونها لاتنتظم تلك الحلقات…عليه، فأن الاحتلال الامريكي للعراق، هو مخطط ستراتجيي، يرتبط عضويا بما يجري الان وفي المستقبل، في المنطقة العربية، لناحية اعادة صياغة المنطقة العربية…
خامسا؛دول الخليج العربي وهي دول يحكمها نظام ثيو قراطي ومشايخي وقبلي، على الرغم من مسحات التجميل للوجوه القبيحة التى تمثله؛ هذه الانظمة منغمسة في المشروع الامريكي في المنطقة العربية حتى فروة رؤوسها التى تعشش فيها، جميع صنوف واشكال الغدر والتخلف والذي، على الرغم من هذا التخلف في الرؤى والمرجعيات، فهي، يتوفر لديها، امكانيات كبيرة جدا في المال والاعلام وشراء الذمم للشخوص والاحزاب التى تكونت بسرعة وصارت احزابا، وبتخطيط وبرامج محكمة، يدخل في صلبها الموجه الامريكي والاسرائيلي..
في الختام؛ ان مطلب اخراج القوات الامريكية، مطلب لابد منه، كي يستقيم الحال في العراق. وهنا يجب ان لايغيب عن بالنا او عن تفكيرنا بالاستناد الى ما اوردناه في رابعا؛ فان اخراج تلك القوات المحتلة ليس بالامر الهين بل هو امر فيه الكثير والكثير جدا من الصعوبة والتضحيات التى لابد منها كي يكون هناك او تكون هنا، على ارض الرافدين، ارض سومر وبابل وأشور، قرار وطني مستقل وسيادة غير مجروحة..