“باتريوت” مقابل “إس-400” .. هكذا اشترطت واشنطن على أنقرة لمساعدتها في “إدلب” !

“باتريوت” مقابل “إس-400” .. هكذا اشترطت واشنطن على أنقرة لمساعدتها في “إدلب” !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

مناورة جديدة تتلاعب بها “واشنطن” مع “أنقرة” لمحاولة ثنيها عن استكمال صفقة شرائها لمنظومة صواريخ (إس-400) الروسية، حيث أعلن المتحدث باسم “وزارة الدفاع” الأميركية استعداد بلاده لبيع منظومات صواريخ (باتريوت) المضادة للطائرات إلى “تركيا”، ولكن بشرط واحد.

وصرح “جوناتان هوفمان”، المتحدث باسم (البنتاغون)، في 10 آذار/مارس الجاري، أن “الولايات المتحدة” تشترط لبيع منظومات (باتريوت) إلى “تركيا”، إعادتها لما أشترته من منظومات صواريخ (إس-400) إلى “روسيا”، وفقًا لإفادة (ميليتري ووتش ماغازين).

تخفيف الموقف الأميركي..

وأتت تصريحاته تعقيبًا على تصريحات الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”. وأعلن الرئيس التركي عن تخفيف الموقف الأميركي من شراء “تركيا” لمنظومات (إس-400) الروسية. ونقلت صحيفة (صباح)، عن “إردوغان”، قوله: “لقد خفف الطرف الأميركي من موقفه بخصوص (إس-400) إلى حد كبير. لقد وصلوا إلى النقطة التي قالوا فيها: “أعطونا وعدًا بأن (إس-400) لن يتم تشغيلها”.

وكان وزير الخارجية التركي، “مولود غاويش أوغلو”، قد قال إن “أنقرة” تريد من “أميركا” إرسال بطاريات صواريخ (باتريوت) الدفاعية لحماية قواتها في محافظة “إدلب” بشمال غرب “سوريا”.

المطالب التركية بالتزود بالمعدات والدعم العسكري أتى بعد مقتل 55 جنديًا تركيًا قد لقوا حتفهم في “إدلب”، خلال شهر شباط/فبراير الماضي، خلال هجمات شنتها قوات النظام السوري.

وأشارت (ميليتري ووتش) إلى أن “تركيا” قررت شراء (إس-400) بدلًا من (باتريوت)؛ لأن منظومة (إس-400) تتمتع بإمكانيات متفوقة؛ منها إمكانية اكتشاف الطائرات الخفية على بُعد كبير.

لن تضحي بعلاقتها مع روسيا..

تعليقًا على ذلك؛ قال المحلل السياسي التركي، “فراس رضوان أوغلو”، إن: “شرط (البنتاغون) إعادة تركيا منظومة (إس-400) إلى روسيا مقابل تسليمها (الباتريوت) صعب جدًا، حيث تقف أنقرة في منتصف الطريق، وغير قادرة على التخلي عن منظومة الصواريخ الروسية، بينما شروط (البنتاغون) تعتبر نوع من استغلال الموقف في إدلب”.

واستبعد “أوغلو” استجابة “تركيا” لشروط (البنتاغون)، في ظل العلاقات الجيدة جدًا مع “روسيا”، رغم الخلافات العميقة حول “إدلب”، متوقعًا مفاوضات طويلة بين “تركيا” و”الولايات المتحدة” حول منظومة (الباتريوت).

وأضاف “فراس رضوان أوغلو” أنه: “ربما تستعيض تركيا عن شراء منظومة (الباتريوت) بدعم عسكري أميركي مثل الموجود الآن، مع الحفاظ على العلاقات مع روسيا، كما هو الحال في عدد من دول الاتحاد الأوروبي التي تمتلك علاقات ممتازة مع روسيا دون تدهور علاقاتها مع الولايات المتحدة”.

ليس لدى واشنطن ما تقدمه..

من جهته؛ قال المحلل السياسي، “مناف كيلاني”، من “باريس”؛ أنه عندما تضع “الولايات المتحدة” شروطًا على “تركيا” لبيعها منظومات صواريخ (باتريوت)، هذا يعني أنه ليس لديها ما يمكن أن تُقدمه، مقابل أن تفرض على “تركيا” هذا القرار، ولو تراجعت “تركيا” عن شراء منظومة (إس-400) ستسقط مصداقيتها، ناهيك عن التداعيات التي ستحصل مع “روسيا” حول الملف السوري والليبي.

تصريحات عبثية..

من جهته؛ قال مدير مركز الدراسات العسكرية والسياسية في جامعة العلاقات الدولية، “أليكسي بودبيريوزكين”، حول ما إذا كانت “تركيا” ستستجيب للشروط الأميركية لشراء منظومة (باتريوت): “برأيي، لن تفعل تركيا أي شيء ردًا على بيان (البنتاغون)، أولًا؛ تم تسليم (إس-400) بالفعل، وتم تدريب الفرق العسكرية التركية، بحيث ستكون في كامل جاهزيتها القتالية بين يوم وآخر. لقد تم فعل كل شيء، بما في ذلك دفع المستحقات التي تبلغ أكثر من 1.5 مليار دولار، لذلك من المستحيل التراجع. ثانيًا؛ منظومة (إس-400) هي أكثر فعالية مقارنة مع منظومة (باتريوت) في عدد من المؤشرات: من حيث نطاق تدمير الهدف، وفي الكشف عن الهدف، وفي التنقل، وما إلى ذلك. هذه أنظمة ذات جودة مختلفة ولا أحد يُريد التغيير إلى الأسوأ. أما بالنسبة للتصريحات الأميركية بهذا الخصوص فهي عبثية، حيث حاول الأميركيون سابقًا توجيه تركيا إلى هذا الطريق ولم ينجحوا، والآن أيضًا لن ينجحوا”.

خلاف بين وزارتي “الخارجية” و”الدفاع”..

وكان مسؤولون أميركيون قد أشاروا، لموقع (بولتيكو)؛ إلى وجود خلاف بين وزارتي “الخارجية” و”الدفاع” حول طريقة دعم “تركيا” في مواجهة مليشيا “أسد”، المدعومة من “روسيا” في “إدلب”.

ويضغط “جيمس جيفري”، المبعوث الأميركي الخاص إلى “سوريا”، لإرسال معدات عسكرية إضافية؛ منها منظومة صواريخ (باتريوت) الدفاعية، إلا أن (البنتاغون) كان دائمًا ما يرفض طلبه بسبب التداعيات المترتبة على هذه الخطوة.

وتأتي الضغوطات التي يُمارسها “جيفري”، بناءً على طلب “تركيا”، الدولة العضو في حلف (الناتو)، والتي تسعى لنشر (باتريوت) على حدودها الجنوبية، الأمر الذي يدعمه “جيفري” بقوة ويسعى كذلك للتنسيق مع “تركيا” لإنشاء منطقة حظر طيران.

يرفض اقتراح “جيفري”، والذي عمل سابقًا كسفير في “تركيا”، الضباط في قيادة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي، بالإضافة إلى مكتب وزير الدفاع، وذلك نقلاً عن أشخاص مطلعين على المداولات الداخلية.

وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى في “الخارجية”، تحدث كغيره شريطة عدم الكشف عن اسمه، إن المسؤولين في “وزارة الدفاع” يعتقدون أن نشر صواريخ (باتريوت) ستُزيد من تعقيد المعارك المتداخلة في “سوريا” ولن تُغير الحسابات الروسية أو حسابات النظام العسكرية. وأشار إلى أن المسؤولين العسكريين يرفضون التهور في خطوة لها تداعيات عالمية حقيقية.

خيارات أخرى للمساعدة..

ولدى “تركيا” و”الولايات المتحدة” تاريخ طويل فيما يتعلق الأمر بصواريخ (باتريوت). اعترضت “واشنطن” على تلقي “أنقرة”، في العام الماضي، منظومة صواريخ (إس-400) الروسية، والتي تعتبرها “الولايات المتحدة” تهديدًا للطائرات المقاتلة طراز (إف-35)، ولمنظومة الدفاع الجوي التابعة لـ (الناتو).

وعرضت “الولايات المتحدة” تقديم (باتريوت) كبديل عن (إس-400) إلا أن “تركيا” إلتزمت بالصفقة التي وقعتها مع “روسيا”، ولذلك تم إلغاء برنامج طائرات (إف-35)، والذي كان يتم العمل عليه بشكل مشترك مع “تركيا”.

ورفض المتحدث باسم (البنتاغون) التعليق على الخبر الذي أورده (بولتيكو)؛ فيما قال المتحدث باسم “جيفري”؛ إن بيان وزير الخارجية، “مايك بومبيو”، الذي أدان هجوم قوات النظام ومؤيديها الروس والإيرانيين، يُعبر عن موقف “الخارجية”. وأشار إلى أن “الولايات المتحدة”: “تُراجع عدة خيارات بهدف مساعدة تركيا في مواجهة هذا العدوان”.

وكان “بومبيو” قد أعرب عن وقوف “الولايات المتحدة” إلى جانب “تركيا”، وذلك بعد الهجوم الذي وقع، في 27 شباط/فبراير الماضي، واستهدف القوات التركية. وقال: “نقف إلى جانب حلفائنا في حلف شمال الأطلسي، في تركيا، في أعقاب الهجوم البغيض والقاسي.. وتُدين الولايات المتحدة هذا الهجوم بأقوى العبارات الممكنة”.

واستبعد مسؤول كبير بوزارة الخارجية: “تحركات عسكرية أميركية” لمساعدة “تركيا”، إلا أنه أشار إلى: “وجود طرق أخرى يمكننا فيها تقديم الدعم لهم”.

ترامب” لم يُقدم وعودًا ملموسة..

وقال مسؤول تركي رفيع المستوى، لموقع (ميديل إيست إي)، إن “تركيا” طلبت نشر بطاريتين لحماية المنطقة الحدودية، وذلك خلال الاجتماع مع “جيفري” في “أنقرة”. كما أجرى الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، مكالمة هاتفية مع “ترامب”؛ إلا أن “البيت الأبيض” لم يُقدم أي وعود حول دعم ملموس يمكن أن يُقدم لـ”تركيا”.

وقال المسؤول: “وعد (ترامب) بمعاقبة مسؤولي النظام، أو أي شخص متورط في الهجمات العسكرية التي تستهدف المدنيين. وقال إنه سيُصدر تصريحات شديدة اللهجة.. ولكنه لم يُقدم أي إلتزام فيما يتعلق بالدعم العسكري”.

وقالت عدة مصادر تركية، إلى (ميدل إيست إي)؛ إن (البنتاغون) حذر حول أي دعم أميركي يقدم لـ”تركيا” في “إدلب”، وذلك على خلفية العمليات العسكرية التركية الأخيرة، والتي استهدفت قوات (قسد) المتحالفة مع “الولايات المتحدة” في “سوريا”.

وقال أحد المصادر: “واشنطن بحاجة إلى إجراء نقاشات بين الوكالات الأميركية للتوصل إلى حزمة مساعدات تقدم لتركيا في هذا الوقت الحرج”.

وقال مصدر آخر في “واشنطن”، إن جهود “جيفري” لإصلاح العلاقات “التركية-الأميركية” لم تنجح بعد التسريب الذي خرج من وكالة (رويترز) عن (البنتاغون)، حيث كشف عن إيقاف “الولايات المتحدة” برنامج تبادل المعلومات الاستطلاعية مع “تركيا” بعد توغلها في “سوريا”.

وعلى هامش التصريحات حول نشر أنظمة دفاع جوي أميركية نوع (باتريوت) على الحدود “التركية-السورية”، ووجود منظومة (إس-400) الروسية في المنطقة، من الضروري المقارنة بين المنظومتين من حيث الأداء والقدرات.

أنظمة الإنذار المبكر “الرادارات”..

تُعتبر الرادارات من أهم ما يُميز أنظمة الدفاع الجوي؛ نظرًا لقدرتها على رصد الأهداف بشكل مبكر، ما يسمح بتدميرها قبل دخولها الأجواء أو تُسببها بأضرار في العتاد، وتتميز المنظومة الروسية، (إس-400)، بتغطية واسعة تشمل دائرة قطرها 600 كيلومترًا، فيما تُغطي رادارات (الباتريوت) الأميركية دائرة قُطرها 180 كيلومترًا.

الوقت اللازم لنشر المنظومة والإطلاق..

تستطيع منظومة (إس-400) الروسية الانتشار ووضع نفسها في حالة الجاهزية الكاملة للإطلاق، خلال مدة تمتد من 5 إلى 10 دقائق، في حين تحتاج منظومة (باتريوت) إلى مدة تمتد من 15 إلى 30 دقيقة.

سرعة صاروخ المنظومة..

تبلغ سرعة صورايخ المنظومة الروسية، (إس-400)، حوالي 4800 متر في الثانية، في حين تبلغ سرعة صواريخ (باتريوت) 2200 متر في الثانية، ما يُعطي المنظومة الروسية سرعة أكبر في رصد الأهداف وتدميرها.

الاستجابة ومدى الإطلاق..

يبلغ الوقت اللازم لاستجابة المنظومة الروسية، “رد الفعل”، بعد رصد الهدف، حوالي 10 ثوان، فيما تستغرق المنظومة الأميركية (باتريوت) حوالي 15 ثانية للاستجابة.

وتتميز المنظومة الروسية، (إس-400)، بزاوية إطلاق تبلغ 90 درجة، فيما تبلغ زاوية إطلاق (باتريوت) الأميركية 38 درجة فقط.

تدمير الأهداف الأيروديناميكية..

يبلغ المدى التدميري للأهداف الأيروديناميكية في المنظومة الروسية 250 كم، في حين يبلغ المدى في المنظومة الأميركية 160 كم.

ويبلغ مدى ارتفاع تدمير الأهداف الأيروديناميكية في منظومة (إس-400) الروسية من 0.01 إلى 27 كم، فيما يبلغ في منظومة (باتريوت) الأميركية من 0.06 إلى 24 كم.

عدد الصواريخ المطلقة بتوقيت واحد..

تستطيع منظومة (إس-400) الروسية إطلاق 36 صاروخ نحو أهداف مختلفة في آن واحد، وبنفس اللحظة، فيما تستطيع منظومة (باتريوت) الأميركية إطلاق 8 صواريخ فقط في وقت واحد نحو أهداف مختلفة.

وتستطيع منظومة (إس-400) توجيه 60 صاروخ في وقت واحد، فيما توجه (باتريوت) 45 صاروخ في نفس الوقت.

الأهداف الباليستية..

يبلغ المدى التدميري للأهداف الباليستية في المنظومة الروسية 60 كم، فيما يبلغ لدى المنظومة الأميركية 45 كم.

وترصد (إس-400) الأهداف الباليستية على ارتفاع يصل إلى 27 كم، فيما ترصد منظومة (باتريوت) الأهداف الباليستية على ارتفاع يصل إلى 20 كم.

لن يؤثر على خطط تركيا..

وكان وزير الدفاع التركي، “خلوصي أكار”، قد أكد الأسبوع الماضي، أن تأزم الوضع في منطقة “إدلب” السورية لن يؤثر على خطط “تركيا” لنشر منظومات الدفاع الجوي الروسية (إس-400).

وقال “أكار”، في حديث لوكالة (سي. إن. إن. ترك): “نحن نلتزم بنص الاتفاقيات حول (إس-400)، وقد قمنا بشرائها بغض النظر عن كافة التحديات، وتستمر أعمال التدريب، وتجري أعمال التركيب وفق الخطة، وسيتم تشغيلها عقب شهر نيسان/أبريل”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة