18 ديسمبر، 2024 11:22 م

حسم الصراع بين العمامة و كورونا

حسم الصراع بين العمامة و كورونا

( إن الصراع بين فيروس العمامة وفيروس الكورونا، إنتهى بفوز الأخير بالضربة القاضية).
بلا أدنى شك لا يمكن إعتبار أية كارثة طبيعية أو غير طبيعية ذات جانب إيجابي مهما كانت الأسباب والمبررات، لكن هناك دائما زاوية معتمة تكشفها هذه الكوارث غالبا ما يُغض النظر عنها لأسباب متعددة، ومنها مدى جدية وحرص الحكومة على مواطنيها، من حيث تجنب الخسائر الكبيرة، والإستعداد المسبق للكارثة، وتوفير المستلزمات الوقائية، وإستعداد الجهات ذات العلاقة بمكافحة الكوارث، توفير البدائل للمنكوبين وغيرها من الاجراءات الضرورية. عندما تتوفر هذه الأجراءات يمكن القول ان الكارثة ستكون أقل ضررا على البشر والممتلكات، وان الحكومة حريصة فعلا على حياة مواطنيها وممتلكاتهم، والعكس بالعكس. بمعنى ان هناك زاوية ايجابية من أية كارثة تتمثل بإستعداد الحكومة لإستعاب ومعالجة الضرر الناجم. ربما حجم الكوارث ونتائجها يلقي بظلاله على هذه النقطة المعتمة على الرغم من أهميتها، ويمكن أن نطبق هذا المعيار على فيروس كورونا، وكيف تعاملت الحكومات معه، ونستكشف من خلالها مدى حرص الحكومة على مواطنيها. بالطبع لا يوجد في الجانب السياسي اي لبوس، فهو واضح للجميع من خلال الإجراءات التي إتخذتها دول العالم تجاه الوباء، ولكن سنميط اللثام عن جانب آخر مهم يتعلق بالتعامل المتخلف واللاأبالي تجاه الأوبئة والامراض من قِبل النظم الدينية ورجال الدين، وسنأخذ نموذجين هما المملكة العربية السعودية والحكومة الايرانية، وموقف المرجعيات الدينية من وباء الكورونا.
موقف المملكة العربية السعودية من الفايروس واضح للعيان، فقد أوقفت جميع الفعاليات الرياضية والفنية والتجمعات عموما، وإمتد المنع الى إداء واحدة من أهم الفروض الإسلامية بعد الحج وهي العمرة، ومن المتوقع أن تحظر المملكة الحج هذا العام وفق قاعدة لا ضرر ولا ضرار، فدماء المسلمين أكثر حرمة من أي مكان بما فيها الكعبة المشرفة نفسها، وهذا ما أوضحه النبي محمد (ص)، كما أن موقف القرآن صريح بهذا الشأن فقد ورد في سورة البقرة/195 ((ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)). ان المملكة ذات وضع اقتصادي قوي ومرن، ولديها العديد من المستشفيات الراقية علاوة على توفر المستلزمات الطبية والأجهزة التقنية المتطورة، لذا لم نجد مشكلة صحية في تواجد ملايين الحجاج خلال موسم الحج، فعلاوة على الفرق الطبية المصاحبة للحجيج من قبل بلدانهم، فأن الحكومة السعودية مستعدة دائما لتقديم المساعدات الطبية لهذ الفرق سيما ان هذه الفرق محدودة الإمكانات والعدد الطبية كما هو معروف.
على العكس من الموقف السعودي نجد ان الحكومة الإيرانية تعاني من الحصار الإقتصادي الذي انعكس على معظم القطاعات الخدمية، علاوة على الإهمال الحكومي للجانب الصحي مما فاقم من مشكلة وباء الكورونا، سيما ان المراجع الدينية والحرس الثوري الايراني يرفضان رفضا قاطعا فرض الحجر الصحي على المدن الموبوءة بالكورونا، وذلك لأمر سنفصله لاحقا. ويمكن تشخيص النقاط التالية حول سلوكيات النظام الإيراني الشاذ على الصعيدين الوطني والدولي.
1. ان تعتيم النظام عن عدد الإصابات بالكورونا ورفض الحجر على المدن الموبوءة كطهران وقم ومشهد من شأنه ان يجعل الدول الأوربية ومنظمة الصحة العالمية تعزف عن تقديم المساعدات الفورية لإيران طالما ان الإصابات والوفيات محدودة. في حين أوضح موقع (Iranwire ) نقلا عن مسؤول حكومي ايراني” ان عدد الاصابات سيصل الى حوالي (700000) مواطن في نهاية شهر مايس القادم”.
2. ان تذرع النظام بأن اعلان العدد الصحيح من الإصابات والوفيات يجعل الإيرانيين يعيشون في خوف وهلع، له مردود عكسي ايضا، لأن قلة الوفيات والإصابات ستطمئن المواطنين وتقلل من مبالاتهم بالوباء، وتجعلهم لا يدركوا حجم الكارثة، ولا يتخذوا المزيد من الوقاية أو تجنب المناطق المكتظة بالسكان كالأسواق والعتبات الدينية والنوادي والملاعب وبقية التجمعات.
3. ان رفض النظام الايراني غلق مدن الوباء مثل قم ومشهد وبقية المراقد الشيعية لا يفهم منه سوى الحصول على الأموال من الزيارات والخمس والنذور وغيرها؟
4. ان العجز الحكومي من حيث قلة المستشفيات والمراكز الطبية، وقلة الكوادر الطبية، وعدم توفر الأدوية والمطهرات والكمامات، ربما تمثل سبب إضافي عن كذب النظام بشأن حجم الكارثة، وهذا الأمر يتطلب الصراحة وقول الحقيقة لأن النتائج ستكون وخيمة على الشعب الايراني.
5. ان هذه الكارثة كشفت حقيقة النظام الذي أنفق المليارات من الدولارات على تصنيع الصواريخ البالستية الخائبة، والأقمار الصناعية الفاشلة، وتمويل ميليشات حزب الله والحوثي وغيرها علاوة على الخلايا النائمة، في الوقت الذي يفتقر الشعب الايراني الى أبسط متطلبات العيش كالخدمات الصحية والتربوية ومعالجة الفقر والبطالة، فما الذي ستفعله الصواريخ البالستية أمام فايروس الكورونا؟
صحيح ان المملكة العربية السعودية هي الأكثر انفاقا في العالم على التسليح، لكن هذا لم يؤثر على بقية القطاعات ومنها الصحي، الذي يأخذ حيزا مرموقا في الميزانية العامة، علما ان السعودية تعاني من التهديدات الخارجية، وهي لا تهدد أحد، على العكس من ايران فهي مصدر تهديد لدول الجوار وغيرها، وهي الدولة الأولى في العالم الراعية للإرهاب.
هناك سبب مهم يتعلق بموقف مراجع الدين الشيعة من رفض الحجر على العتبات الشيعية، يتعلق بواحد من ثوابت المذهب، والتي تدر عليهم المليارات من الدولارات سنويا، فلو رجعت الى المصادر الشيعية الرئيسة ستجد انها مليئة بالأساطير والخزعبلات التي تنطلي على الجهلة والمستحمرين من الأتباع حول طب الأئمة ومعاجيزهم في علاج الأمراض وغيرها مثل (التحفة الرضوية) و(مفاتيح الجنان) و(طب الأئمة) و(ألف حرز وحرز) و(بحار المجلسي) و(كافي الكليني) والعشرات غيرها، ففي هذا الكتب علاج لكل الأمراض والكوارث الطبيعية وغير الطبيعية، مع ان عدد من أئمة الشيعة ماتوا مسمومين كما تشير مصادرهم، بمعنى انهم فشلوا في معاجة أنفسهم وهم أحياء، فكيف سيعالجوا اتباعهم وهم أموات؟ الأغرب منه ان أكبر مراجعهم الطبرسي نسب حرزا لعلي بن ابي طالب لمعالجة التسمم وكل ما يخيف الإنسان من امراض وغيرها جاء فيه” بسم الله الرحمن الرحيم اي كنوش اي كنوش أرشش عكينطينطح يا ميططرون فريالسنون ما وماسا ماسموما يا طيطشالوش خيطوش..الخ”، (مكارم الأخلاق/415)، لكن لا ميططرون ولا طيط شالوش انقذا الحسن وبقية الأئمة من الموت بالسم كما يزعمون.
هناك من المغالاة ما لا يصدق، مثل أكل حبة من طين كربلاء تشفي من المرض لأنها معجونة بدم الحسين، أو قراءة دعاء للحسين او السجاد يشفي من كل الأمراض، بل أن المعمم الأهبل (جلال الصغير) إمام وخطيب جامع براثا وزع (جكليتة) على المصلين مدعيا انها كفيلة بقضاء كل الحوائج، وهتف المستحمرين بصوت عالِ (اللهم صلي على محمد وآل محمد)!
هناك كتب منسوبة الى عدد من علماء السنة مثل (الرحمة في الطب والحكمة) و(الطب النبوي) ورسائل ابن سبعين والرازي وغيرها، تروج مثل هذه الأكاذيب لكن هذا الكتب منسوبة لهم ومشكوك فيها، ولا يوجد ما يؤكد نسبتها الى هؤلاء العلماء، كما ان علماء أهل السنة لا يروجوا هذه الخزعبلات في خطبهم، ولا يستفيدوا منها ماديا، كما يفعل علماء الشيعة، ولا توجد في صحاحهم الرئيسة، كما هو الحال في مصادر الشيعة الرئيسة كالكافي وبحار المجلسي.

أين الحقيقة؟
ورد عن جعفر الصادق “إِنَّ عِنْدَ رَأْسِ الْحُسَيْنِ (ع) لَتُرْبَةً حَمْرَاءَ فِيهَا شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاء”. (الكافي للكليني4/588). وأيضا عنه ” مَنْ أَصَابَتْهُ عِلَّةٌ فَبَدَأَ بِطِينِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ عليه السلام شَفَاهُ اللهُ مِنْ تِلْكَ الْعِلَّةِ”. (كامل الزيارات/275). وعنه ايضا” أَكْلُ الطِّينِ حَرَامٌ عَلَى بَنِي آدَمَ مَا خَلاَ طِينَ قَبْرِ الْحُسَيْنِ (ع)، مَنْ أَكَلَهُ مِنْ وَجَعٍ شَفَاهُ اللهُ”. ((وسائل الشيعة24/2228). وعن الكاظم صاحب باب الحوائج” لاَ تَأْخُذُوا مِنْ تُرْبَتِي شَيْئاً لِتَتَبَرَّكُوا بِهِ فَإِنَّ كُلَّ تُرْبَةٍ لَنَا مُحَرَّمَةٌ إِلاَّ تُرْبَةَ جَدِّيَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ (ع) فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى جَعَلَهَا شِفَاءً لِشِيعَتِنَا وَأَوْلِيَائِنَا”. (عيون أخبار الرضا1/104). وعن الرضا ” كُلُّ طِينٍ حَرَامٌ كَالْمَيْتَةِ وَالدَّمِ وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ مَا خَلاَ طِينَ قَبْرِ الْحُسَيْنِ (ع)، فَإِنَّهُ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاء”. (أمالي الطوسي/319). وهناك العشرات من هذه الأحاديث المنسوبة الى أئمة الشيعة وردت في أهم مصادرهم، وعلى لسان أهم مراجعهم، وهنا نتوقف أمام الحقيقة التالية:
1. ان العتبات الشيعية في العراق وايران هي بؤر إنتشار الفايروس، وان زوارها هم من نقلوا الفايروس الى دول ومواطنين آخرين، فلماذا لا يوجد أي دور للأئمة لتطهير أماكنهم على أقل تقدير؟ ومن يتحمل إنتشار الوباء في العتبات الأئمة الأموات أم المراجع الأحياء؟
2. ان النبي محمد (ص) أكثر أهمية ومنزلة من الأئمة، بل ان أهميتهم ترجع لأهمية النبي، فلماذا انتشر الوباء في بيت الله (الكعبة) والمدينة المنورة؟ اليس الله تعالى الأولى بحماية بيته العتيق، والنبي أولى بحماية المدينة المنورة؟ مع العلم ان بعض العلماء نسبوا الى النبي (ص) أقوالا مفبركة منها” غبار المدينة شفاء من الجذام”. وآخر ” غبار المدينة يبرئ الجذام”. (كنز العمال13/204).
3. ان إنتشار الوباء في العتبات الشيعية (وغيرها بالطبع) يعني انه أما الأئمة كاذبون (حاشاهم) او ان مراجع الشعية هم الكاذبون، ونسبوا هذه الأحاديث المفبركة اليهم، والأئمة براء منها؟ فإختاروا ما تشاءون، من هو الكاذب ومن هو الدجال؟
لكن هذا الأمر سيثير مسألة مهمة وهي: لماذا فبرك مراجع الشيعة هذه الأحاديث ونسبوها لأئمتهم، ووضعوهم في موقف لا يحسدون عليه؟ لابد أن هناك سبب يتعدى ترويج ونصرة المذهب، وهو الإستفادة من النذور وبقية الإيرادات الخاصة بالعتبات، وهي بمليارات الدولارات. فقد كشف عضو اللجنة المالية النيابية في العراق، النائب (جمال احمد كوجر) في7/3/2020″ إن العتبات المقدسة توفر إيرادات كبيرة ايضا نحو (7) مليارات دولار سنويا لا تدخل خزينة الدولة، بل تحت سيطرة نجل السيستاني (رضا السيستاني)، ولكن بالمقابل الدولة تصرف عليها دون ان تتحدث عن مصير ما يتم استحصاله منها”.
4. لماذا لا يسأل الشيعة أنفسهم هذا السؤال: لماذا يعالج مراجعنا كالسيستاني والنجفي أنفسهم في لندن وبقية دول الإستكبار العالمي، ولا يتناولوا حبة من طين كربلاء، او يقرأوا من الأدعية بدلا من النفقات الباهضة؟ ولماذا عالج المعمم الدجال جلال الصغير نفسه في مشافي طهران، بدلا من أن يتناول جكليته من التي وزعها على أتباعه المستحمرين؟
5. اليس من الأجدى ان يقوم مراجع الشيعة في ايران والعراق برفع عبارة (باب الحوائج) من العتبات الشيعية لأنها نوع من الدجل والضحك على الذقون لإستنزاف جيبوب الزوار؟
بالطبع هناك بعض خطباء من أهل السنة لا يقلوا تفاهة وسخافة عن مراجع الشيعة عندما إعتبروا الفيروسات جنود من الله ضد المشركين. نقول: يا جهلة لقد أصاب الفايروس المسلمين والمسيحيين واليهود والوثنيين، الفيروس لا يعرف المذاهب والأديان، ولا يفرق الناس كما تفرقون.
اليس من الأجدى بالعراقيين ان ينصروا الثورة العراقية الكبرى، ليتحرروا من أغلال رجال الدين، والضلال والدجل الذي يمارسه المراجع؟ الدولة العلمانية، وفك الإرتبادط بين الدين والسياسة، هي الحل الأمثل للتحرر من سطوة الفاسدين من رجال الدين والسياسة، وهذا مطلب ثوار العراق الأبطال.
الم نقل لكم ان فايروس الكورونا كشف لنا الحقيقة، وازاح الستار عن زيف ودجل إمتد لاكثر من إثني عشر قرنا، ألا لعنة الله على الظالمين.