يقرأها “علي موسوي خلخالي” .. رسائل زيارة “شمخاني” إلى العراق !

يقرأها “علي موسوي خلخالي” .. رسائل زيارة “شمخاني” إلى العراق !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

حازت زيارة مندوب المرشد، “علي شمخاني”، سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، إلى “العراق”، الأهمية لأربعة أسباب؛ يوضحها “علي موسوي خلخالي”، رئيس تحرير موقع (الدبلوماسية الإيرانية)، في مقاله التحليلي المنشور بصحيفة (خراسان) الإيرانية الأصولية.

أهمية العراق في الإستراتيجية الإيرانية..

الأول: تُعتبر تلكم الزيارة الأولى، بعد اغتيال الجنرال، “قاسم سليماني” و”أبومهدي المهندس”، بواسطة الأميركيين. تلكم الزيارة الرسمية ذات المستوى العالي؛ قد تُرسل للعالم عدد من الرسائل المهمة.

فرغم الجهود الأميركية ومساعي إدارة، “دونالد ترامب”، لم تتخل “إيران” عن الملف العراقي؛ ليس لأهميته الكبيرة بالنسبة لـ”إيران”، ولكن لأن الأخيرة ما تزال تلعب دورًا مهمًا في المسار السياسي لذلكم البلد.

وتزداد أهمية هذه الزيارة؛ حين نرى عدم زيارة أي مسؤول أميركي لـ”العراق”، منذ اغتيال قيادات المقاومة وحتى اللحظة. وعليه يمكن القول: إن زيارة “شمخاني” إلى “العراق” تساهم في تقديم “إيران” خطوة على “الولايات المتحدة” باعتبارها المنافس القديم.

الثاني: بالنظر إلى مستويات لقاءات “شمخاني”، في “العراق”، والتي شملت، “برهم صالح”، رئيس الجمهورية، و”فالح الفياض”، نظيره بـ”العراق”، و”عادل عبدالمهدي”، رئيس حكومة تيسيير الأعمال، و”محمد الحلبوسي”، رئيس البرلمان، وكذلك عدد من القيادات السياسية العراقية، إنما يعكس دخوله ميدان “العراق” على مستوى عالِ، ومن المقرر أن يتخذ خطوات مهمة على صعيد حل المشكلات السياسية العراقية.

وبلا شك؛ فقد تم التخطيط مسبقًا لكل هذه اللقاءات، وهو ما يعكس أنه رغم كل الدعاية السلبية، ماتزال “إيران” تتمتع بالأهمية في العلاقات السياسية العراقية، وكذلك لدى القيادات السياسية العراقية رفيعة المستوى من مختلف الأطياف شيعية أو سُنية أو كُردية.

مميزات شخصية..

الثالث: يرتبط بشخصية “شمخاني” نفسه.. فهو متمكن من اللغة العربية ويتحدث العربية بين العراقيين وبنفس اللهجة، وهذا يمنحه مكانة خاصة في التعامل مع العراقيين.

ذلك أن إلمام المسؤولين الأجانب باللغة العربية في البلدان العربية يُعتبر أحد الإمتيازات المهمة، ومن يتمكن من الحديث بالعربية يحظى بأهمية خاصة لدى العواصم العربية. و”العراق” ليس استثناءً من هذه القاعدة، وبلا شك فالقيادات العراقية تُرحب جيدًا بمميزات “شمخاني”.

رسائل إيرانية..

الرابع: يختص بلقاء “شمخاني” مع، “مصطفى الكاظمي”، رئيس منظمة الأمن والاستخبارات العراقية.. وتلكم هي المرة الأولى التي يتم الإعلان فيها إعلاميًا عن لقاء مسؤول إيراني رفيع المستوى مع رئيس جهاز الأمن العراقي، لاسيما في ظل فشل تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.

وهذه اللقاءات قد تنطوي على عدد من المعاني المختلفة. ذلك أن، “مصطفى الكاظمي”، أحد الخيارات المرشحة لمنصب رئيس الوزراء العراقي لخلافة، “عادل عبدالمهدي”. وقد طُرحت، قبل ذلك، العديد من التساؤلات عن اختياره لذلكم المنصب.

وأدعى الكثيرون معارضة “إيران”، توليه المنصب. إلا أن لقاءه “شمخاني” وتدويل اللقاء إعلاميًا إنما ينفي عزم “طهران” تحديد خطوط حمراء لأي شخص في “العراق” أو التدخل في التفاصيل السياسية لذلكم البلد بحسب ما يروج الآخرون.

والمؤكد حين تحدث “شمخاني” عن ضرورة طرد القوات الأميركية من “العراق”، فقد كان يتحدث بموجب قرار “البرلمان العراقي”، وانتقد عملية اغتيال القيادات ووصف هذه العملية بـ”الجبانة”. وهو بذلك يوصل رسالة إلى الطرف المقابل مفادها؛ بشأن مميزات الخيار الذي تدعم “طهران” لخلافة “عبدالمهدي”.

أخيرًا؛ إن زيارة “شمخاني” الرسمية لـ”العراق” في قامة مسؤول إيراني مهم، إنما يعكس إمتلاك “طهران” تعريف سياسي على مستوى حكومي لعلاقاتها مع “العراق”، وأنها تريد ضمن مساعيها للمحافظة على إنجازاتها القديمة تطوير المستوى السياسي لعلاقاتها مع “العراق”.

في الوقت نفسه؛ وعلى عكس تصور البعض كما أتضح، مايزال لدى “إيران” ما تقوله في “العراق”، وأنها تمتلك قدرة تطوير سياساتها رغم عداء الآخرين.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة