18 نوفمبر، 2024 4:33 ص
Search
Close this search box.

ايها الأخوة الأمن لايعني البندقية

ايها الأخوة الأمن لايعني البندقية

الأمن يعني التنمية … روبرتس ماكنمارا وزير الدفاع الامريكي هو من  قال هذه الكلمة امام جموع الكوريين في الحرب بين الكوريتين .
 للاسف اقترن مفهوم الأمن في منظومتنا الفكرية العسكرتارية بمفهوم البندقية والمعتقل والقبضة الحديدية ،،، كما  في متلازمة بافلوف ؟ فكل الحكام حرصوا على بناء باستيل خاص  بهم يحجب عنهم صراخ الجياع والمظلومين  لكنهم لم يدركوا ان معاول الحرية قادرة على نسف كل الجدران التي تكتم  خلفها افواه  الاحرار ..

ان مفهوم فرض الأمن بقوة السلاح وعديد المقاتلين كان الى حد ما ناجح في فترات القرن التاسع عشر وما قبله واخذ هذا المفهوم عمله بعد ان عرف ماكس فيبر الدولة على انها المحتكر الوحيد لوسائل العنف – القوة العسكرية ،،  لكن هذا المفهوم  تغير مع دخولنا في القرن العشرين فلم تعد القوة كافية لكبح جماح الخارجين عن القانون  ولم تعد جوائز صيادي الكاو بوي قادرة على الامساك بالقتلة بل اصبح تشكيل وعي مجتمعي ناضج هو الحل الاساس لمواجهة مشكلة عدم استقرار الجانب الامني في اي بلد لهذا لم يثبت   مفهوم القوة البوليسية امام اعاصير التغييرات التي حدثت في منطقتنا العربية فقد تعرى وانكشف زيف الوهم القائل بضرورة عسكرة المجتمع وتسليح افراده في سبيل فرض الاستقرار والامن  ،،
ولنسأل الدول التي تنفق مليارات الدولارات على اجهزتها الامنية ماهو مستوى الأمن المتحقق لدولة مثل السعودية لديها استقرار سياسي واقتصادي متزايد وميزانية عسكرية هائلة ؟؟؟ او الجزائر او مصر او سوريا او الأردن … ماهي نسبة الأمن الاجتماعي في هذه الدول قياساً الى حجم الانفاق العسكري .. لا توجد نسبة واضحة فهذه المجتمعات تعيش في حالة من القلق المزمن بسبب اصابتهم بالمراحل الاولى لداء التطرف والاستقطاب وهذا الداء كفيل بأن ينسف منظومة الدولة في اشهر معدودة . .
اثبتت حركة التأريخ ان أمن الدولة يأتي من أمن الاسرة وأمن الاسرة يأتي من أمن الفرد وأمن الفرد يأتي من مستوى التنمية الفكرية التي تلقاها في مجتمعه من خلال اوعية التنمية المتركزة في البيت والمدرسة والجامعة والوظيفة ومن قيم وعادات المجتمع وثقافته الجمعية ،، ان التنمية هي التي تفرض السلم الاهلي داخل شرائح المجتمع ابتداءا من الفرد وانتهاء بالجماعة وبالتالي تجعل الفرد يحترم القانون ويعزز من تطبيقه من خلال سلوكياته الحياتية  في تعامله مع باقي افراد المجتمع 
لن يأمن المجتمع على نفسه بوجود جيش جرار بأسلحة تدميرية لن يأمن المجتمع الذي لا يزال افراده يتجاهلون اشارات شرطي المرور لن يامن المجتمع الذي يتكاسل عن رمي نفاياته في الاماكن المخصصة لها لن يامن المجتمع الذي ينشر دباباته في الشوارع لأنه عاجز ان ينشر كتبه فيها !!! 
لم ولن يأمن المجتمع الذي يعول على الدعاء والصلاة الموحدة وكرنفالات المصالحة الوطنية في ايقاف القتل 
 فلو جمعنا كل اجهزة السونار والكشف عن المتفجرات  في العالم فانها تعجز ان تكتشف اين يكمن العقل المتطرف الذي يهدد السلم والامن فربما كان هذا المتطرف الارهابي هو السياسي  نفسه الذي يوزع الهدايا على الايتام الذين قتل اباؤهم او قائد عسكري  يفترض به حماية شعبنا او طبيب او استاذ جامعي او  ربما يكون جاري او صديقي او غير ذلك فالمسألة تعدت كونها وجود جماعة لا ترغب بالحكومة الحالية بل اصبحت فلسفة راسخة في عقول واذهان شرائح واسعة من المجتمع ممن غرر بهم وهذا يحتاج الى وجود فلسفة مضادة لهذه الفلسفة الارهابية الاقصائية ومن هنا نقول للقادة  الذين يخططون لازالة سرطان الارهاب لا تنشروا دباباتكم ولا تنشروا جنودكم فقط  فأنهما لن يحلا المشكلة سيختبئ الارهاب لكنه لن يزول ،،،،
انشروا الكتب ،انشروا المعرفة،انشروا الحرية ، وكما قيل سابقاً حرروا الحرية وهي ستتكفل بالباقي .

أحدث المقالات