تحتفل الأمم المتحدة بيوم المرأة العالمي 8/ أذار وتشاركها بلدان عديدة جعلته يوم عيد وطني ، وتحتفل نساء العالم بهذا اليوم رغم الفوارق العرقية واللغوية والثقافية والاقتصادية والسياسية لتعزيز نظالهن الحافل من اجل المساواة والعدل والقضاء على العنف والتحرش الذي يشكل خطرا عل المجتمع بشكل عام .
العنف ضد النساء قضية عالمية ولا تقتصر على شعوب معينة ، كما أنها مشكلة تتعلق بحقوق الإنسان ومشكلة صحية واجتماعية ((وعرفت الجمعية العامة للأمم المتحدة العنف ضد النساء بأنه أي اعتداء ضد المرأة مبني على أساس الجنس والذي يتسبب بإحداث إيذاء آو الم جسدي جنسي آو نفسي للمرأة ويشمل أيضا التهديد بهذا الاعتداء أو الضغط أو الحرمان التعسفي للحريات سواء حدث في إطار الحياة العامة والخاصة )) لذلك يعتبر العنف والتحرش انتهاك لحياة النساء والعائلة ومظهر من مظاهر الهمجية والجاهلية في العصور الغابرة ، لكنها عالقة في النفس البشرية رغم ما يعيش الإنسان في عصر الحداثة.
من الإحصائيات العالمية نجد أن النساء وخاصة الفتيات يشكلن عددا كبيرا من الأشخاص المتاجر بهم عبر الحدود.. والغالبية منهن يهربن لإغراض الاستغلال الجنسي. .
والاغتصاب هو احد إشكال العنف وهناك إشكالا أخرى من العنف الجنسي والذي تتعرض له المرأة بشكل يومي (التحرش )من قول يمس كرامتها ويخدش خصوصية جسدها من تعليقات جنسية بالشارع وبالمحلات العامة أو بالهاتف أو من خلال لمس أي عضو من أعضاء جسدها، دون رغبة منها .وتشير عدد من الدراسات على إن العنف هو استخدام للقوة والسيطرة على المرأة، وان العنف بحد ذاته ليس هو المقصود بل هو تعبير عن إن السلطة هي للرجل ، ويتم التعبير عن هذه السلطة والقوة من خلال تعريض المرأة لإشكال مختلفة من العنف بحيث تبق مهمشة وغير قادرة على النهوض بمستواها الاجتماعي والعلمي. .
لقد تميزت السنوات الأخيرة بتعبئة ضد هذه الآفة من خلال الاعتماد على الاتفاقيات الدولية بهذا الخصوص، ومن أهمها الإعلان العالمي لمناهضة كل إشكال العنف ضد المرأة الصادر عام 1993 . كما ان المادة الثانية من الاعلان العالمي لحقوق الانسان انصفت المرأة باقراها لكل انسان التمتع بكافة الحقوق والحريات دون اي تميز بين الرجال والنساء، وفي عام 1975 اثناء السنة الدولية للمرأة عمدت الامم المتحدة الى الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في 8 /اذار/ مارس .
ومن خلال هذا التطور استطاع الفكر البشري أنصاف نصف البشر في العالم.
لاكن الواقع العربي يجسد عجز بعض المجتمعات والحكومات عن استيعاب المرأة ككائن حر راشد هو تعثر الحداثة وإمعان في التخلف وإن الممارسات التمييزية المستندة إلى تقاليد وأعراف اجتماعية ما زالت قائمة ومؤثرة في مجالات عديدة ، فالقضاء على التمييز ضد المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين يتطلب بلوغ ما يتجاوز المؤشرات والأهداف التي التزمت بها الدول العربية كحد ادني ليرقى إلى مستوى المساواة الإنسانية والدستورية في أفضل مستوياتها ،إن هذا التمييز وألا مساواة في عالمنا العربي لم يعد يتلاءم مع عصرنا الراهن ، وأرجعت الأمم لمتحدة التعثر في مسيرة التقدم في منطقتنا إلى ثلاثة نواقص رئيسية وهي نقص إنتاج المعرفة ، نقص الحريات ، ونقص المساواة بين الإناث والذكور
إن المجتمع الدولي اعتمد اتفاقية القضاء على جميع إشكال التمييز ضد المرأة، واحترام حقوقها كإنسانة وكمواطنه باعتبارها حقوق كفلتها الشرائع السماوية وتضمنتها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان. وبموجبها عالجت الكثير من التمييز وكفلت تمتع النساء بالحقوق والمساواة مع الرجل.
ان الكوارث التي حلت بالمرأة خلال الحروب والنزاعات المسلحة في بلداننا العربية اثرت بشكل رهيب ومحزن على المرأة فقد نالها الظلم من الإرهاب والعصابات المنظمة والمليشيات الوافدة من الخارج الذي سبب لها جرحا كبير بفقدانها الزوج وألاب المعيل والابناء والاخوة حيث انفرط النسيج العائلي وتشردت المرأة ومن تعيله من أطفال وصبية بعيدا في خيم وإقشاش لا تقي من برد وحر بالإضافة الى حرمان أبنائها من وسيلة التعليم المدرسي وكل وسائل العيش الطبيعية الأخرى
لا يمكن لم يمنع الحرية عن الاخرين ان يكون حرا، كما لا يمكن لمن يقمع الإنسانية ان يكون إنسانيا، ولا يمكن فرض القيود أيا كانت على قض