في سبتمبر، ستستضيف نيويورك أول اجتماع في التاريخ لقادة الدول “الخمس الكبار”، الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي. يمكن توقع ذلك، بما يقارب نسبة مائة بالمائة، بعدما أيد دونالد ترامب فكرة اجتماع رؤساء الدول الكبرى التي اقترحها فلاديمير بوتين. المقطع في اعلاه مقتبس نصا من مقال لبتويرأكوبوف في فزغلياد، تحت عنوان يالطا الجديدة.( أنتهى الاقتباس) في يالطا القديمة والتى عقدت في شباط من عام 1945والحرب العالمية الثانية لم تضع اوزارها بعد ولكنها وفي ذات الوقت كانت نهايتها على الابواب وكان العالم على موعد بقيام عالم جديد اختلف كليا حين قام وتم تشيده على انقاض العالم القديم الذي اعلن في يالطا حينذاك عن موته ودفنه والى الابد؛ فقد تراجع نفوذ فرنسا وبريطانيا لاحقا وبعد سنوات قليلة. الاتحاد السوفيتي، في ذلك الوقت، في شباط من عام 1945،وبقية الحلفاء، حققا انتصارات كبيرة وحاسمة، في وقت كانت فيه المانيا النازية واليابان، تنهزامان في الحرب، وتم سحق جيشيهما؛ هزيمة من جميع الاوجه ولكنهما لم يعلنا بعد او لم يرفعا بعد، راية الهزيمة، لم يزالا حين عقد مؤتمر القوى الدولية الثلاث الكبرى، في منتج يالطا السوفيتي،على البحر الاسود بين الثلاث المنتصرون في الحرب العالمية الثانية وهم السوفيتي ستالين والبريطاني تشرشل والامريكي روزفلت؛ ليخطا على منضدة الرمل مسارات العالم الجديد، في قراءة استباقية لنتائج الحرب العالمية الثانية ويعدوا ويرسموا؛ خرائط في الجغرافية السياسية، تضمن حصول جميع المنتصرون على المغانم التى سوف تنتجها تلك الحرب. من الجهة الثانية كان هذا الاجتماع او المؤتمر؛ قد رسم او أُطِرَ القانون الدولي والذي من خلاله وبه تحكموا في العالم، واقاموا اول دكتاتورية عالمية في التارخ الانساني، دكتاتورية مشرعنة قانونيا للقوى العظمى من خلال مجلس الامن الدولي، بحجة حفظ الامن والسلم العالميين. أن هذه الدعوة والتى هي بالاساس، دعوة من قبل الرئيس الروسي، قبل فترة من الان، الى عقد مؤتمر للخمسة الكبار في العالم؛ هي دعوة لأعادة صياغة النظام العالمي من جديد، على قاعدة قانونية تحفظ مصالح القوى الكبرى في العالم وبكل تأكيد هي بالضد من مصالح دول العالم الثالث أو وبعبارة اخرى وعلى ابعد احتمال لجهة حسن النية للدعوة واتجاه حركتها ومحددات بوصلتها؛ فهم مصالح دول العالم الثالث على ضوء وهدي مصالح هؤلاء الكبار، قربا او بعدا في المسافة، وفي الفائدة والتاثير وفي الاستثمار النفعي والمصلحي، او وعلى ابعد تقدير لناحية المستقبل الذي سوف، فيها، يحتدم صراع المنافع بين القوى الكبرى الاساسية والقوى الكبرى الاخرى والتى سوف تتبعها او يجري ضمها الى الدائرةالتى سوف تتحكم في النفوذ والسيطرة، المفترض بحث اقامتها او تشكيلها في المؤتمر القادم؛ هي لتقسيم العالم الى مناطق نفوذ، في عصر يختلف كليا عن ما كان يجري في منتصف القرن العشرين؛ من حيث طريقة واسلوب بسط النفوذ..وكيف يتم معالجة الاوضاع الساخنة في العالم والمختلف عليها، اختلافا يكاد يكون، جذريا في مناطق التهاب المصالح للقوى الدولية الكبرى، الاعضاءالدائميين في مجلس الامن الدولي. ان هذه الدعوة هي وبالتاكيد، من اجل التنظيم والتأطير القانوني لمصالح القوى الدولية الكبرى في العالم مع الاخذ في الاعتبار القوى الدولية الاخرى الصاعدة في العالم والتى لم يعد في امكان الدول الكبرى، الاعضاء الدائميين في مجلس الامن الدولي،تجاوزها وعدم الاخذ في الاعتبار، مصالح تلك القوى الدولية الصاعدة او الاخرى، والتى هي، تمتلك، منذ زمن بعيد، جميع عناصر القوة لدولة كبرى كاليابان والمانيا، والاخرى كالهند والبرازيل وجنوب أفريقا.أنها دعوة لأقامة دكتاتورية عالمية جديدة وعصرية تتلائم مع الثورة المعلوماتية..يبقى السؤال المهم هنا؛ كيف يتم معالجة الاوضاع المضطربة؟ بل اشد ما يكون عليه الاضطراب والتشتت والضياع في دول المنطقة العربية اي الدول العربية على ضوء ما سوف يتمخض عنه هذا المؤتمر ان قيد له وانعقد في أيلول من العام الحالي وهو الشهر المزمع انعقاد المؤتمر فيه، وهل يتم الاتفاق على اعادة رسم جغرافية دول المنطقة العربية ولو بعد حين؟ وهل يتم الاخذ في الاعتبار مصالح دول وشعوب المنطقة العربية وهي على ما هي عليه من اقتتال عبثي او اقتتال على الهويات الفرعية والتي بها وبهذا التناحر عليها؛ ضاعت الهوية الوطنية الجامعة؟ وهنا يتبين لنا اهمية ثورة الشعوب العربية ووعيها بما يتهدد وحدة اوطانها، ان هي لم تثور تحت عنوان الهوية الوطنية الجامعة في الحقيقة والواقع والفعل على الارض، بصورة واضحة وجلية، وتدفع بقوة وجدية وعمل يمور على سطح الاحداث الظاهر،ليحرق رايات الهويات الفرعية.. من السابق لأوانه، التنبؤ بما سوف ينتج عنه المؤتمر من توافقات، (بكل تاكيد سوف يكون الغاطس منها اكثر بكثير من الذي سوف يعلن..) في الذي يخص مشاكل العالم ومن بينها بل من اهمها مشاكل المنطقة العربية.