“كورونا” يتسلل إلى المسؤولين .. و”الباستيج” هي الحل في إيران !

“كورونا” يتسلل إلى المسؤولين .. و”الباستيج” هي الحل في إيران !

خاص : كتبت – هانم التمساح :

تفاخرت “طهران” بإرسال إمدادات من أقنعة المستشفيات المُنتجة محليًا إلى “الصين”، ما أدى إلى نفاد الإمدادات الإيرانية في وقت كانت الدول الأخرى تُخزن بهدوء أجهزتها الخاصة. حتى أصبحت “إيران”، الآن، من بين أكثر الدول تسجيلًا لمعدلات الوفيات الناجمة عن فيروس “كورونا” خارج “الصين”، وتم إجبار العاملين الطبيين الإيرانيين على الصمت والتكتم.

والآن وبعد أسابيع من انتشار الفيروس القاتل؛ إعترف الرئيس، “حسن روحاني”، بأن فيروس “كورونا” ضرب كل المحافظات الإيرانية، والتي بدأت بمدينة “قُم”.

وأصيب ما يقرب من ثلاثين مسؤولاً من الحكومة الإيرانية وأعضاء البرلمان، بينهم نائب وزير الصحة الذي كان ينكر وجود الفيروس بـ”إيران”، وتوفي مستشار كبير للقائد الأعلى ودبلوماسي.

قائمة المسؤولين بين الوفيات والمصابين..

وتتضمن قائمة المسؤولين الحاليين والسابقين الذين تأثروا بالعدوى؛ نائب الرئيس ونائب وزير الصحة و23 من أعضاء البرلمان. وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية أن مسؤولًان توفيا حتى الآن بسبب الفيروس، “محمد مرحم محمدي”، (71 عامًا)، وهو عضو في “مجلس تشخيص مصلحة النظام”، الذي ينصح القائد الأعلى لـ”إيران”، ولم يتضح بعد مدى اتصال المستشار بالمرشد الأعلى، آية الله “علي خامنئي”، البالغ من العمر 80 عامًا، ووفاة الدبلوماسي الإيراني السابق، “حسين شيخ الإسلام”، بعد إصابته بفيروس “كورونا” المستجد، الذي انتشر بشكل كبير في “إيران”.

وذكرت وسائل الإعلام، أن: “الدبلوماسي الإيراني السابق، حسين شيخ الإسلام، توفي، مساء الخميس، عن عمر يُناهز 67 عامًا، إثر إصابته بفيروس كورونا”، مضيفةً أن: “شيخ الإسلام كان قد رقد، قبل عدة أيام، في مستشفى مسيح دانشوري بطهران، بسبب إصابته بفيروس كورونا”.

وأشارت إلى أن: “شيخ الإسلام كان أمينًا للاتحاد الإسلامي للطلبة الجامعيين الإيرانيين في أميركا وكندا، قبل انتصار الثورة الإسلامية، ومن ضمن الطلبة الجامعيين السائرين على نهج الخميني، الذين سيطروا على السفارة الأميركية السابقة بطهران، بعد انتصار الثورة الإسلامية”، لافتة إلى أنه: “عمل لفترة 16 عامًا مساعدًا سياسيًا بوزارة الخارجية، (1981 – 1997)، وسفيرًا للجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق، (1998 – 2003)”.

وأوضحت، أن: “شيخ الإسلام، اُنتخب نائبًا عن “طهران” في الدورة السابعة لمجلس الشورى الإسلامي، ومن ثم أصبح مستشارًا لرئيس المجلس ومديرًا عامًا للشؤون الدولية للمجلس”، موضحة، أنه: “تولى مهمة أمين المؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة الفلسطينية، (2010 – 2016)، وأخيرًا رئاسة منتدى المنظمات الشعبية الداعمة لتحرير القدس”.

ارتفاع عدد الوفيات لـ 107..

وكان رئيس مركز العلاقات العامة والإعلام بوزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي الإيراني، “كيانوش جهانبور”، قد أعلن، الخميس الماضي، ارتفاع عدد وفيات فيروس “كورونا” في البلاد إلى 107 أشخاص والمصابين 3513، وعدد الذين تماثلوا للشفاء 739.

كما أعلن عضو مجلس رئاسة البرلمان الإيراني، “محمد علي وكيلي”، تسجيل إصابة أربعة نواب في البرلمان بفيروس “كورونا”، من أصل ثلاثين نائبًا أطلع على نتائج تحاليلهم.

ويضم البرلمان 290 نائبًا، وكان كل من النائب عن مدينة (قُم)، “مجتبي ذوالنور”، رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان، والنائب عن مدينة (طهران)، “محمود صادقي”، قد أكدا إصابتهما بالفيروس.

وفي وقت سابق؛ أعلنت وكالة (إرنا) الإيرانية، عن إصابة نائبة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة، “معصومة إبتكار”، بفيروس “كورونا” المستجد.

وقالت المتحدثة باسم مكتب “إبتكار”، إن نتائج الفحص الأولية حول إصابتها بالفيروس كانت إيجابية.

وكان نائب وزير الصحة الإيراني، “إيرج حريرجي”، أول مسؤول إيراني أعلن إصابته بفيروس “كورونا”. وأعلنت “وزارة الصحة” الإيرانية، الخميس، عن ارتفاع عدد الوفيات جراء “كورونا” إلى 26 والمصابين إلى 245.

مواجهة الفيروس بالمليشيات !

واقترحت “وزارة الصحة” إرسال 300000 من أفراد المليشيات من باب إلى باب؛ في مهمة يائسة لتطهير المنازل، وحذر المدعي العام من أن أي شخص يُخزن أقنعة الوجه وغيرها من معدات الصحة العامة سيُعاقب بالإعدام.

وأعلن وزير الصحة، “سعيد نماكي”، يوم الأحد الماضي، عن خطة لإرسال قوة تضم 300 ألف من أفراد مليشيا (الباسيج) يرتدون ملابس مدنية، وسيذهبون من منزل إلى منزل لفحص السكان وتطهير منازلهم.

من جهتهم؛ انتقد الأطباء والسياسيون الإيرانيون، الخطة على الفور قائلين إن رجال المليشيات غير المدربين هم أكثر عرضة لنشر الفيروس من إحتواؤه.

وكتب الدكتور “أوميد رضائي”، عالم الأورام البارز في “طهران”، على قناة (Telegram)، قناة التواصل الاجتماعي: “يتم إعادة رسم حدود سوء الإدارة والجهل بسرعة”. “أشعر بالأسف بالنسبة إلينا لأننا نجلس في قارب غرق أنت تديره”.

تكتم رغم عمق الأزمة !

وبرغم ضخامة الأرقام المعلنة حتى الآن؛ إلا أنها ليست حقيقية وهناك تكتم وتهديدات بالسجن والقتل لمن ينشر أي أخبار تتعلق بانتشار الفيروس، وقال الدكتور “محسن بصيري”، الطبيب الإيراني الموجود الآن في “هيوستن”، إنه في مؤتمر عبر الهاتف، يوم الأحد، حول إمدادات الطواريء، قال زملاؤه في “إيران” إن رجال الأمن أجبروا الأطباء على ملء شهادات مزيفة عن الوفيات التي يبدو أنها بسبب فيروس “كورونا”، ينسبونها بدلاً من ذلك إلى الرئة أو قصور القلب من أجل تجنب الإعتراف بالوفيات المرتبطة بالوباء.

وقال الدكتور “بصيري”: “ليس لديهم الوسائل أو المعدات أو الأموال أو الإدارة أو ثقة الجمهور لمكافحة وباء بهذا النطاق”.

أثار إثنين من المشرعين الإيرانيين علنًا مزاعم مماثلة بأن السلطات تسعى إلى إخفاء الوفيات من فيروس “كورونا”؛ من خلال إدراج أسباب أخرى في شهادات الوفاة.

وصرح “غلام علي جعفر زاده إمانبادي”، وهو مشرع من مقاطعة “جيلان”، بالقرب من “بحر قزوين”، لوسائل الإعلام الإيرانية، يوم الإثنين، أن أكثر من 20 شخصًا في دائرته الانتخابية قد ماتوا وأن المستشفيات قد وصلت إلى طاقتها الكاملة، وأن المركز المخصص لعلاج الفيروس يمتليء الآن بالمرضى، وقال إن السلطات المحلية سجلت سبب بديل لوفاة الضحايا ففي بعض الحالات.

وأضاف: “بناءً على الأرقام والشهادات والإثبات الذي تلقيناه، فإن عدد القتلى والمصابين أعلى بكثير مما تم الإعلان عنه”، كما أشتكى واصفًا الأرقام الرسمية بأنها: “مزحة”، وقال: “مسؤولونا لا يكشفون عن الحقيقة الكاملة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة