خاص : ترجمة – محمد بناية :
كشف “سعيد نمكي”، وزير الصحة الإيراني، في رسالتين منفصلتين إلى الرئيس، “حسن روحاني”، ووزير الصناعة والتعدين، عن وجود ما وصفه بـ”شبكة من الإنتهازية غير العادلة”؛ التي أعلنت بكل سهولة قدرتها على بيع مئتا مليون كمامة بغضون 24 ساعة.. واحتكار هذا المنتج وبيعه بعشرة أضعاف قيمته الحقيقة إلى التجار.
ولم يسمي وزير الصحة أي جهة أو مؤسسة، لكن عبارة “الشبكة الإنتهازية” قد تُمثل مدخل لفهم بعض الأخبار المنشورة بشأن استيراد وإنتاج الكمامات. بحسب (راديو الغد) الأميركي الناطق بالفارسية.
خزانة بيت المرشد !
وكانت وسائل الإعلام الإيرانية قد نقلت عن، “محمد مخبر”، رئيس هيئة تنفيذ أوامر الإمام؛ نبأ التوقيع على إنتاج 50 مليون كمامة على أن يتم توزيع أول طلبية داخل “طهران”.
وتلعب هذه المؤسسة الاقتصادية الثرية، (حيث تمتلك بموجب بعض التقارير مبلغ 95 مليار دولار)، دور “خزانة بيت المرشد”، وتحولت خلال السنوات الأخيرة إلى عملاق أدوية.
وفي خطوة أخرى، أعلنت (ستاد) إنتاج 3,5 مليون كمامة، (N95)، الخاصة بالكوادر الطبية. وبهذا تتحول (ستاد) إلى رابع مُنتج محلي للكمامات. لكن الأخبارالتالية تثبت أن مقصد “مخبر”؛ من إنتاج 50 مليون كمامة، هو استيراد هذه الكمية من الكمامات، في حين أعلنت “وزارة الصحة” عدم الحاجة لاستيراد الكمامات.
قال “حجت نيكي ملكي”، مدير العلاقات العامة بـ (ستاد)، في حوار إلى صحيفة (جام جم)، التابعة للإذاعة والتليفزيون الإيراني: “تم شراء هذه الكمامات من إحدى الدول الأوروبية، وقد دخلت أول شحنة البلاد، بتاريخ الأول من آذار/مارس الجاري، وسوف تُسلم إلى وزارة الصحة.. وقد واجهنا الكثير من المشكلات في سبيل استيراد 17 مليون كمامة، لكن تم الأمر بالنهاية بعد تغيير الدولة الموردة وتحويل الأموال”.
ومن غير المعلوم؛ لماذا استوردت (ستاد) هذه الكمية بنفس اليوم الذي حذر فيه “وزير الصحة” من احتكار المهربين الكمامات المحلية ؟.. وهل كان الوزير قلقًا من أن تلقى الكمامات المستوردة نفس مصير الكمامات المحلية ؟..
وبعد يوم واحد على هذا التحذير، أعلنت (ستاد) تسليم “وزارة الصحة” عدد 215 ألف كمامة، (N95)، لكن دون المزيد من التفاصيل.
بدوره كلف الرئيس، “حسن روحاني”، وزير المخابرات، بالفصل في المخالفات المختلفة بخصوص إنتاج وتوزيع الكمامات. ووصف “إبراهيم رئيسي”، رئيس السلطة القضائية، من يرتكب هكذا جريم بـ”المفسد في الأرض”، لكن يبدو أنه لا يتمتع بالجرأة للتصريح باسم (ستاد)، ناهيك عن المطالبة بتقرير عن خدعة توفير 50 مليون كمامة.
أين ذهبت الملابس ؟
في رسالته إلى رئيس الجمهورية، أكد “وزير الصحة” وجود بعض الأطراف التي تحتكر، (بخلاف الكمامات)، ملابس طبية “بغرض تحقيق أرباح بنسبة 100% أو تهريبها إلى دول أخرى”.
تأتي شكوى “نمكي” من اختفاء الملابس الطبية، في حين أكد “مخبر”، قبلها بأيام، التوقيع على اتفاقية إنتاج وتوريد مليون دستة من الملابس الطبية، وسوف يتم تسليم الشحنة إلى “وزارة الصحة” بغضون الأيام الثلاثة المقبلة. وبموجب هذه الإدعاءات كانت على “وزارة الصحة” إستلام هذه الشحنة اليوم. والسؤال: لماذا يشكو “وزير الصحة” من توفير الكمامات والملابس الطبية ؟
الكمامات المستورة بأي سوق ؟
تقول (ستاد) إنها اشترت الكمامات من إحدى الدول الأوروبية، ويبلغ متوسط سعر الكمامة العادية بالدول الأوروبية حوالي 7 آلاف طومان. وعلى أحسن الفروض، سوف يبلغ سعر شراء الكمامة الواحدة 3500 طومان.
وبالنظر إلى “العقوبات الأميركية”، تتكبد “إيران” تكلفة أكبر في استيراد السلع بنسبة حتى 30%، وعليه يمكن القول إن الحد الأدنى للسعر الذي دفعته (ستاد) مقابل الكمامة الواحدة حوالي 4500 طومان.
في حين ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية المحلية أن سعر الكمامة الواحدة في السوق الحر بـ”طهران” يترواح بين 20 – 35 ألف طومان.
والسؤال: هل فقدت (ستاد) عقلها بحيث تُسلم هذه الكمامة إلى “وزارة الصحة” أو توزيعها مجانًا ؟