اذن هي طبول الحرب تقرع على سوريا من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ، والترقب لساعة الصفر لبدء الهجوم الذي رتبت له اجهزة المخابرات الغربية لتقويض الحكومة السورية ودك بنيتها التحتية بزعم استخدام السلاح الكيماوي ضد المدنيين بريف دمشق .
وبعد ان صعدت واشنطن نبرة التهديد بشن ضربات عسكرية على اهدف محددة على الارض ذلك يعني بالضرورة انها حركت بالفعل آلتها العسكرية ولم يبق سوى تحديد الموعد واتخاذ القرار السياسي وليس العكس ، بعد البحث عن غطاء دولي تعمل بريطانيا جاهدة على توفيره بمجلس الامن لشن العدوان المبيت سلفا .
ومما لا شك فيه ان الحرب على سوريا – في حال وقوعها – ستكون لها انعكاسات خطيرة على المنطقة باسرها ومنها العراق الذي يحارب الارهاب والذي هو بالضرورة نفسه الذي يحارب السوريين بمسميات ما انزل الله بها من سلطان وترتكب ابشع الجرائم مثل ( جبهة النصرة) التي صنفتها الامم المتحدة بانها منظمة ارهابية وواحدة من اخطر اذرع القاعدة ، ومع ذلك لم تتخذ المنظمة الدولية اي اجراء لتجريم هذه المجاميع التي تروع المدنيين هناك ولم تحرك ساكنا ، لانه بطبيعة الحال المستهدف هو النظام السوري بعينه ، مما يزيد الامور تعقيدا بانعكاس ذلك على المشهد في العراق مع وجود ( 600كم2)من الحدود المشتركة اغلبها صحراء مما يسهيل حركة المجاميع الاجرامية الى الداخل للقيام بعملياتهم القذرة ضد ابناء الوطن ، الامر الذي حدا بالحكومة ان تعلن حالة الاستنفار والانذار القصوى تحسباً لاي تدخل عسكري على سوريا وما الى ذلك من تداعيات .
وتتضارب سيناريوهات هذه الحرب والشكل الذي ستكون عليه ، فمنهم من يذهب الى ان الولايات المتحدة وحلفائها – ان حصل اجماع – ستضرب بالطائرات وصواريخ كروز من السفن المتمركزة في البحر المتوسط اهدافا محددة على الارض مع تقويض النظام كما حصل في ليبيا ، والاخر يذهب الى اعادة سيناريورهات الحرب على يوغسلافيا وافغانستان مع الابقاء على النظام السوري والضربات ستكون عقابية – كما يصفها البعض – ردا على استخدام الكيماوي لاجبار دمشق على تقديم التنازلات في مؤتمر ( جنيف 2 ) في حال انعقاده لاحتواء الازمة السياسية الامر الذي ترفضه دمشق تماما .
صحيح ان روسيا والصين تعارضان الحرب منذ البداية ، لكنهما يقفان الان بموقف المتفرج بدون اي مواقف حقيقة تحسم الامور او تحول مسار التحضيرات لحد الان ، وروسيا تمتلك قاعدة طرطوس في سوريا وقد اكتفت بالتهديد بسحب اسطولها منه في حال التصعيد .
ونرى من المنطق بمكان القول ان اوباما قد اختار لنفسه نهاية غير مشرفة بالمرة ، فما زال التحقيق معه مستمراً في الكونغرس بشأن انفاق ملايين الدولارات لدعم ( الاخوان ) بمصر كمشروع لتحقيق استراتيجية الهيمنة على الشرق الاوسط الذي سقط بثورة 30 حزيران ، والان يقحم نفسه في هذه الحرب الجيوسياسية بطريقة برغماتية لا تقبل الشك ، وربما غير محسوبة النتائج وما ستسفر عنه من آثار لا يحمد عقباها .