إعتصرني الألم وأنا أشاهد المؤتمر الصحفي الذي جمع بين وزيري الخارجية الإيراني ظريف والعراقي زيباري … ففي كل مرة أحاول فيها أن أضحك على نفسي وأقول أنني في بلد يتمتع بالسيادة والعزة وحرية القرار … يخرج علينا في الإعلام من يفضح هذه الإكذوبة ويُعلن أننا ما زلنا تبعا ذليلا لآخرين !!! .
لقد كان مشهدا مأساويا ذلك الذي ظهر فيه وزير خارجيتنا ( المتروس !!! ) من داخل عرينه ( أو مغارته ) في مبنى وزارة الخارجية العراقية وكأنه موظفأو عريف حفل مسؤوليته الأولى والأخيرة هيالتعامل مع الصحفيين وتهيئة الأمور وتنظيمها للضيف ظريف !!! … لقد كان الزيباري مثيرا للشفقة وهو يحاول باسلوبه المهين وتعليقاته السمجة أن يرتب تسلسل المداخلات للصحفيين … مع تأتأته المزعجة … ونحنحته الأكثر إزعاجا … ولعبه القبيح بما يتدلى من وجهه من أعضاء !!! .
لقد بدى زيباري وكأنه يحاول إرضاء سيده في صياغة مواقف العراق تجاه الأحداث الخارجية … بينما كان الإيراني ظريف ينظر له نظرة المعلم الفرح من إجابات تلميذه المُلقن !!! … ثم تعدى ظريف في تعليقاته الى الشأن العراقي الداخلي فراح يسرح ويمرح بالحديث عن ضرب صدام لإيران بالكيمياوي … ووصف مجاهدي خلق بانهم كانوا مع النظام السابق يؤذون الشعب العراقي !!! … وهي مسائل وإن صحت … فلا يمكن أن تسمح خارجية محترمة بالحديث عنها من قبل طرف مُتهم بذات التهم حاله من حال النظام السابق !!! … كل هذا بينما كانت إجابات الزيباري تافهة عائمة لا لون لها ولا طعم ولا رائحة … وقد يكون لها رائحة ولكنها ليست بطيبة !!! … خاصة عندما يتحدث عن عدم المرغوبية بوجود منظمة مجاهدي خلق في العراق … أو عند حديثه عن العلاقات العراقية الأمريكية .
ولنختم مشهد الذل والهوان … إذ المترجم في داخل مقر وزارة الخارجية العراقية هو إيراني !!! … يكسر العربية في نطقها تكسيرا … والذي يوجهه في كيفية الترجمة هو الوزير الإيراني بنفسه !!! … بينما يتوسل الزيباري بوضاعة إذا ما أراد إضافة !!! .
إني ليحزنني أن أرى الوزير الإيراني سيد المنصة في بلدي الجريح … لا لقوته ولكن لضعف ( وطبعا لا أقصد ضعف الوزن !!! ) ووضاعة وزير خارجية بلدي الذي لم يكن مهتما بنجاح المؤتمر الصحفي بقدر إهتمامه بانهائه .
وفي الختام … لم يتحمل الزيباري في مؤتمره الصحفي إلا أن يفضح نفسه ودوره بشكل واضح وجلي حيث قال : أنه يتشرف بأن يكون ( هو وخارجيته المسخ ) جسرا بين أيران والعالم لتحقيق علاقات أفضل !!! … رحم الله العراق … و أستبدل قادته ومسؤوليه بمن هو خير منهم … ثم لا يكونوا أمثالهم .