العقلنة هي طريقة تبحث في كل مشاكل الامور وتجد الحلول المناسبة لها والتي تكون لها قابلية على كشف الامور المخفية و تجعلها تمتلك القابلية على قراءة الواقع وتوقع المستقبل بحيث لا تغفل عن كثير من الامور التي لا يراها الانسان العادي او عديم الخبرة , وأخذ العبرة من الاخرين و من تجارب الشعوب هي الطريق الامثل لفتح مغلقات حلول المشاكل والتسائلات ..
محركوا الانتفاضة الان في العراق عليهم مراجعة ما تحقق منذ انطلاقتها الى الان ,وعندها يكون من المناسب مقارنة ذلك بتجارب الشعوب المنتفضة والتي قاومت المحتل واقامت ثوراتها ,وما هي اسباب نجاحها وفشلها ..من أجل الوصول لرؤيا واضحة وملهمة لتحقيق أهداف الانتفاضة والانتصار على مناوئيها.
من مسار طالبان كحركة مقاومة مسلحة نأخذ منها مساراتها التي اتخذتها طيلة فترة نشوئها و استمرارها بمقاومة المحتل الروسي ثم الامريكي و الى أن تم الاتفاق السياسي العسكري مع الامريكان الذي سيفضي الى خروج الامريكان من أفغانستان ,نجد أن مساراتها لم تكن متباعدة عن مسار مقاومة المحتل بكل الطرق و أهمها عسكريا .. هناك من يتبجح ويقول ان طالبان رضخت في النهاية لأمريكا ووافقت على شروطها وهذه نظرة عقيمة لا تستند على معطيات متينة بل حقيقة واقع الامر ان لم تكن نتيجة المباحثات مع امريكا هي انتصار كاسح فهي قد وازنت بين اهدافها أي اخراج المحتل والبقاء قوية مؤثرة في الساحة وبقائها المشروع والمشرع قانونيا ان لن تحدث خلافات بين صفوف قواتها فانها وبقوة لا شك فيها ستتمكن من التربع على سدة حكم افغانستان ان كان عن طريق الانتخابات أو حتى انقلاب عسكري الذي لا نعتبره حلا صحيا .. المهم و الواضح والمميز أن الامريكان قد تفاوضوا على انسحابهم مع طالبان وليس مع الحكومة الافغانية كاسلوب طبيعي مما سيعطيهم اسبقية في هذا الفضل بوسط مجتمع قبلي متدين يرفض وجود المحتل الاجنبي .
خلاصة النضال الافغاني هو انهم أصروا واستمروا على الكفاح المسلح ورفضوا كل المغريات من أجل ان يتحولوا الى مؤسسات حزبية او منظمات مجتمع مدني ..أذن صبروا فظفروا .
ماذا يمكن ان تأخذ انتفاضة العراق من دروس طالبان ؟..تميزت طالبان بعدم انحرافها عن أهدافها التي وجدت من اجلها و لا قررت الاستغناء عنها والتضحيات التي قدمتها هي التي قادتها الى هذه النتيجة وان طالبان عرفت أن ما أخذ بالقوة لن يعود الا بالقوة والقوة وحدها هي التي أجبرت أمريكا على الجلوس على طاولة المفاوضات وليس كما يحصل في العراق من ضحك على الذقون ومماطلات من أجل ابقاء الوضع كما هو قدر الامكان ..فها هي الانتفاضة الثانية تعبرشهرها الرابع واركان الحكومة لا يزالون بالحكم واعضاء البرلمان يلعبون ويمرحون به ورؤساء الاحزاب العميلة وميليشياتهم هي التي تهيمن على الدولة والعمالة للفرس وصلت الى ابقاء الحدود مفتوحة رغم ان ايران بؤرة من الفساد والامراض الفتاكة ولا نزال نمتلك نفس رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ! فماذا حصلنا على تقديم ما يقارب الف شهيد وعشرات الوف المصابين والمعاقين وتعطيل الحياة والنوم بالشوارع ؟ لا نقول قلنا لكن نقول قيل طالبوا بحل الميليشيات القوى الضاربة للفساد وحلوا البرلمان من أجل العمل على انتخابات برلمانية جديدة تؤسس لوضع دستور جديد للبلاد وتم تقديم النصح بالاستعانة بذوي الخبرة والاستشاريين و بضامنين دوليين او تحويل الانتفاضة السلمية الى مسلحة لانها وصلت الى باب مسدود وان حكومة الفساد ستعيد في كل مرة اللعب على احاسيس المنتفضين وتضحك عليهم وتعيد نفس الكرة …
أهم ما حذرنا منه هو الغرور والرأس اليابس والاعتقاد بانكم أكبر مما أنتم عليه ولكن للأسف كل محاولات النصح باءت بالرفض والعناد , والاصرار على تقديم شهداء وجرحى مقابل لا شيء وكانت أرواح الشهداء رخيصة لديكم . لذلك كفاكم تعطيلا للحياة أكثر مما هي معطلة ومسروقة واذهبوا لبيوتكم فقد فشلتم في تحقيق هدفكم.. فالأمر الذي جعلكم تنتظرون 17 سنة وانتم ترون القتل على الهوية والتهجير والفقر والفساد والظلم وسرقة المال العام لكي تثوروا سلميا كفيلا لان تبقى انتفاضتكم سلمية ل 17 سنة أخرى !!.