قد تتحول لحرب إقليمية .. تبادل القصف بين الأطراف سيؤدي لإنهيار حالة وقف إطلاق النار في ليبيا !

قد تتحول لحرب إقليمية .. تبادل القصف بين الأطراف سيؤدي لإنهيار حالة وقف إطلاق النار في ليبيا !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

تسير الأمور دائمًا في “ليبيا” نحو التصعيد وليس التهدئة؛ رغم محاولات المجتمع الدولي تجميع الفرقاء، إلا أن ما يحدث على أرض الواقع شيء آخر، حيث أعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، “غسان سلامة”، أن الوضع في “ليبيا”، خلال اليومين الماضيين، يُشير إلى احتمال انهيار حالة وقف إطلاق النار.

وأوضح أن هناك مخاطر من تحول الحرب في “ليبيا” إلى حرب إقليمية بسبب تدخل أطراف خارجية، مضيفًا أن مسار التفاوض العسكري قد يستدعي جولة جديدة، داعيًا إلى جولة جدية للتفاوض على المسار السياسي، خلال الأيام القادمة.

وقال “سلامة”: “وقع إنتهاك خطير للغاية لوقف إطلاق النار في البلاد، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، في الواقع، كان من الممكن أن يؤدي إلى تقويض شبه كامل لوقف إطلاق النار مع قصف مناطق كثيرة، وتعرض مطار طرابلس لهجمات في الساعة السابعة صباحًا”.

يُشار إلى أن الأطراف المتصارعة في “ليبيا” تتبادل القصف في العاصمة، “طرابلس”، رغم استمرار الهدنة المعلنة حتى الآن، إلا أن الأوضاع على الأرض تؤكد عكس ذلك.

وقف مستدام لإطلاق النار..

وحسب المعلومات التي أكدتها مصادر ليبية، فإن اجتماعات اللجنة العسكرية (5+5) لم تتوصل إلى نتيجة من شأنها التوافق الأمني، أو الوصول لحلول دائمة، خاصة أن بيان البعثة الأممية الأخير قال إن اللجنة العسكرية الليبية، (5+5)، توصلت إلى وقف مستدام لإطلاق النار في البلاد، وهو ما يتنافى مع الأوضاع وما حدث في العاصمة، مساء الخميس، من اشتباكات عنيفة بين الجانبين.

وتتمثل الشواهد الأخرى في انسحاب الوفد السياسي لـ”مجلس النواب” بعد وصوله لـ”جنيف”، ولقاء بعض الأعضاء مبعوث الأممي، “غسان سلامة”، إلا أنهم قرروا عدم المشاركة والعودة إلى “ليبيا”، وهو ما يمكن قراءته في سياق فشل المحادثات العسكرية أيضًا، خاصة أن الجهات السياسية في الشرق الليبي تتخذ قراراتها بالتنسيق مع الجانب العسكري المتمثل في الجيش الليبي الذي يقوده، المشير “خليفة حفتر”.

المعلومات التي أكدتها بعض المصادر الليبية، لـ (سبوتنيك)، يتوازى معها قول العميد “خالد المحجوب”، مدير إدارة التوجية المعنوي بالجيش الوطني الليبي، وآمر غرفة الإعلام، إن الطرف الآخر في الغرب الليبي حاول التحايل على مسألة نزع سلاح المليشيات وتفكيكها.

يدفع مصر للتدخل..

مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية في جنيف، “د. رياض الصيداوي”، رأى إن: “تصريحات المبعوث الأممي في ليبيا، غسان سلامة، جاءت متشائمة جدًا، لكنها تتسق مع الواقع المرير، لأن الحرب الإقليمية جزئيًا وقعت بعد تدخل تركيا عسكريًا بشكل مُعلن في ليبيا، لكن هناك فرق بين مساعدة غير علنية لطرف ما، وبين تدخل تركيا وإرسال عتاد وجنود وضباط إلى طرابلس، وبالتالي هذا يدفع مصر إلى التدخل والتصدي لتدخلات تركيا، من خلال تقديم مساعدات رسمية إلى الجيش الوطنى الليبي”.

مضيفًا “الصيداوي” أن: “هذه المخاطر حذر منها، غسان سلامة، ضمنيًا بدون ذكر أسماء، خاصة أن لقاء جنيف فشل، بعد انسحاب الأطراف المعنية من الحوار، ما يعكس مخاطر حقيقية من اندلاع حرب إقليمية في المنطقة، في ظل تدخلات تركيا وتصرفاتها وكأنها إمبراطورية عظمى، واحتلت أراضي سورية بشكل غير شرعي، وتريد تكرار نفس السيناريو في ليبيا، إذاً هناك ترابط بين الملفين، وهذا ما أكده المبعوث الأممي في ليبيا”.

ستقع في يد الجيش الليبي بالكامل..

واعتبر أن: “كل مبادرات الأمم المتحدة في ليبيا فشلت، وبلغت الأزمة ذروتها، وربما قد تقع طرابلس في يد الجيش الليبي خلال الأشهر القادمة، بسبب الميل إلى الحل العسكري”، مضيفًا أن: “الجيش الليبي بقيادة، المشير خليفة حفتر، متفوق عسكريًا عن الطرف الآخر لإعتماد نواته على ضباط وجنود الجيش الليبي في عهد الرئيس الليبي الراحل، معمر القذافي، فضلًا عن أنه يُسيطر على نحو 80% من الأراضي الليبية”.

قصف قاعدة “معيتيقة” الجوية..

ومن إحدى الضربات الموجعة لـ”تركيا” في “ليبيا”، بعد قصف شنه الجيش الوطني الليبي على قاعدة “معيتيقة” الجوية في “طرابلس”، أسفر عن قتل عدد من الجنود الأتراك، بينهم مستشارون عسكريون.

وكشف الجيش الوطني الليبي، أمس الأول، أن القوات التركية التي سيطرت على “مطار معيتيقة”، قد فقدت ما بين 7 إلى 10 من جنودها، قُتلوا في قصف بالمدفعية على المطار، الذي حوّلته “أنقرة” إلى قاعدة عسكرية.

وكان مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي، العميد “خالد المحجوب”، قد أوضح أن الضربات استهدفت مواقع للطائرات المُسيرة ومنصة رادار في المطار الوحيد الذي ما زال يعمل في العاصمة الليبية، “طرابلس”، الخاضعة لمليشيات حكومة “فايز السراج”.

عملية قاعدة “معيتيقة”، جاءت بعد أيام قليلة من إعتراف الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، بمقتل عدد من جنوده في “ليبيا”، في قصف استهدف “ميناء طرابلس”.

عمليتان تثبتان ما أكده الجيش الليبي مرارًا من أن القوات التركية باتت في مرمى نيرانه، كما يطرح هذا التطور تساؤلات بشأن عدد الجنود الأتراك ومهمتهم على الأراضي الليبية.

فالرئيس التركي صرح سابقًا أن عددهم لا يتجاوز 35 جنديًا، وأكد أنهم لن يُشاركوا في العمليات القتالية، ومهمتهم الأساسية تقتصر على تدريب القوات الموالية لـ”حكومة الوفاق” في “طرابلس”، وهي تصريحات، يبدو أن التطورات الأخيرة تُكذبها.

يخلط حسابات “إردوغان”..

ويرى المراقبون أن سقوط قتلى من الجنود الأتراك في “ليبيا” بهذا الحجم، سيُخلط حسابات “إردوغان”، خاصة أنه يتزامن مع ضربات مماثلة يتلقاها الجيش التركي في “إدلب” السورية.

ومن جهة أخرى؛ تكشف هذه التطورات عمق تورط “تركيا” في الصراع الليبي، وهو الصراع الذي يدور منذ أشهر، حيث تشهد “طرابلس” معارك بين قوات الجيش الوطني والمليشيات المتشددة، ويسعى الجيش إلى تخليص العاصمة من قبضة التطرف في عملية عسكرية أطلقها سابقًا.

مصدرة إرهابيين تهدد المنطقة بأسرها..

وهاجم المتحدث باسم الجيش الليبي، اللواء “أحمد المسماري”، إن إرسال “تركيا” لمرتزقة سوريين إلى “ليبيا”، حيث حول هذا البلد إلى “مصدرة إرهابيين تهدد المنطقة بأسرها”.

وأكد “المسماري”، في مؤتمر صحافي الليلة الماضية، أن: “الجيش الوطني الليبي الذي يقوده حفتر؛ سيواصل هجومه ضد الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في العاصمة، طرابلس، وسيطرد جميع القوات الأجنبية التي تُقاتل حاليًا في البلد الواقع شمالي إفريقيا”.

وتابع: “يريد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، تحويل ليبيا إلى مُصدرة إرهابيين ومجرمين يهددون الدول المجاورة، خاصة مصر. وهو يفعل ذلك عن طريق إرسال مرتزقة بشكل مستمر. لن نتسامح مع وجود جنود أجانب في أراضينا”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة