10 يناير، 2025 10:31 ص

برعاية قطرية .. واشنطن وطالبان توقعان اتفاق انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان !

برعاية قطرية .. واشنطن وطالبان توقعان اتفاق انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

بعد تسع جولات من المفاوضات، أعلن مسؤولون بحركة “طالبان” الأفغانية، اليوم السبت، أن وفدًا للحركة يُضم 31 عضوًا وصل إلى “قطر” للتوقيع على اتفاق لانسحاب القوات الأميركية، والذي من شأنه أن يضع نهاية للحرب في “أفغانستان”.

كما أعلن الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، أمس الجمعة؛ أن وزير الخارجية، “مايك بومبيو”، سيشهد توقيع اتفاق بين “الولايات المتحدة” و”طالبان” بشأن انسحاب القوات الأميركية من “أفغانستان”.

وتستعد “الولايات المتحدة” و”طالبان” للتوقيع على اتفاق سلام في إطار مسعى أكبر للمصالحة الأفغانية وإنهاء أطول حرب تخوضها “الولايات المتحدة”، ومن المقرر إقامة مراسم التوقيع بين الجانبين في العاصمة القطرية، “الدوحة”، بحسب (رويترز).

يُنهي سنوات من النزاعات..

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، (أ. ف. ب)، قد يُمهّد الاتفاق لإنهاء أربعة عقود من النزاعات في “أفغانستان”، لكن الاستقرار لا يبدو مضمونًا في ظل الغموض المحيط بنوايا “طالبان” والأزمات السياسية التي تُهدّد بإبقاء البلد الفقير في نفقه المظلم.

يأتي توقيع الاتفاق في “الدوحة”؛ بعد أكثر من عام من المحادثات بين “طالبان” و”الولايات المتحدة”، التي علّقت عدة مرات بسبب أعمال العنف.

ولم يتم الإفصاح عن فحوى الاتفاق، لكنّ من المتوقع أن يتيح للجيش الأميركي بدء انسحابه كما يرغب الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، فضلًا عن جزء كبير من الطبقة السياسية والرأي العام الأميركي.

وفي مرحلة أولى؛ سينخفض عدد القوات في “أفغانستان” من نحو 13 ألفًا حاليًا إلى 8600، وهو العدد الذي كان منتشرًا هناك مع وصول “ترامب” للرئاسة، في 2016، قبل انسحابات بالتدريج لن تحدث إلا إذا احترمت “طالبان” إلتزاماتها.

ودعا “ترامب”، في بيان أمس، حركة “طالبان” والحكومة الأفغانية: “لإغتنام هذه الفرصة من أجل السلام”، قائلًا إذا أوفوا بإلتزاماتهم “سيكون لدينا سبيل قوي للمضي قدمًا لإنهاء الحرب في أفغانستان وإعادة جنودنا إلى أرض الوطن”.

إطلاق سراح 5 آلاف عنصر..

كما أعلن المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان، “سهيل شاهين”، أن الحكومة الأفغانية سوف تُطلِق سراح 5 آلاف من عناصر الحركة؛ عقب توقيع اتفاق السلام مع “الولايات المتحدة”، كما أكد “شاهين” – في تصريحات إذاعية، نقلتها وكالة أنباء (خاما برس) الأفغانية، أن الحركة ستُطلق حتمًا محادثات بين الأطراف الأفغانية عقب توقيع الاتفاق.

غير أن المسؤول الطالباني أوضح أن تدابير بناء الثقة ستكون شرطًا مسبقًا لإجراء حوار بين الأطراف الأفغانية.

ووفقًا له: فإن الحكومة الأفغانية ستُطلق سراح 5 آلاف من سجناء الحركة في أولى خطوات بناء الثقة، في المقابل ستُطلق “طالبان” سراح ألف شخص من قوات الأمن الأفغانية.

وقف شن الهجمات..

إلى ذلك؛ أمرت حركة “طالبان”، جميع مقاتليها، اليوم السبت: “بالإمتناع عن شن أي هجوم”، انتظارًا للتوقيع على اتفاق مع الدبلوماسيين الأميركيين بهدف إحلال السلام في “أفغانستان”.

وقال المتحدث باسم طالبان، “ذبيح الله مجاهد”، لـ (رويترز): إن “اليوم صُدرت الأوامر لجميع مقاتلي طالبان بالإمتناع عن شن أي هجوم…”.

وتابع: “نأمل أن تظل الولايات المتحدة ملتزمة بوعودها خلال التفاوض واتفاق السلام، وهذا هو المهم”، مضيفًا أن طائرات القوات الأجنبية تُحلق فوق الأراضي الخاضعة لسيطرة “طالبان”؛ وهو: “أمر مُثير للقلق واستفزازي”.

عقد محادثات مع الحكومة الأفغانية..

يُنص الاتفاق على قبول “طالبان” بعقد محادثات مع الحكومة الأفغانية، الأمر الذي رفضته في السابق معتبرةً المسؤولين الحكوميين: “مجموعة من الدُمى للأميركيين”.

واعتبر “ترامب” أن التهدئة التي استمرت أسبوع، والتي مهدت لهذا التوقيع، صمدت على نحو واسع ولم يخرقها سوى حوادث بسيطة فقط.

وسيكون وزير الدفاع الأميركي، “مارك إسبر”، في “كابول”، اليوم السبت، لتوقيع إعلان مشترك مع الحكومة الأفغانية.

كيف تم التوصل إلى هذه المحادثات ؟

في كانون أول/ديسمبر الماضي، أعلنت “طالبان” أنها سوف تقابل مسؤولين أميركيين لإيجاد خارطة طريق للسلام. ولكن المقاتلين استمروا في رفضهم عقد محادثات مباشرة مع الحكومة في “كابول”.

وبعد تسع جولات لمحادثات بين “أميركا” و”طالبان”، بدا أنهما يقتربان من عقد اتفاق. وأعلن المفاوض الأميركي الأعلى، في أيلول/سبتمبر 2019، أن بلاده قد تسحب 5400 جندي من “أفغانستان”، خلال 20 أسبوعًا، كجزء من اتفاق قد تم بشكل أولي مع “طالبان”.

ولكن بعد أيام؛ قال “ترامب” إن المحادثات: “ماتت”، بعدما إعترفت “طالبان” بقتل جندي أميركي.

وقال “ترامب”، للمراسلين: “هم أعتقدوا أن عليهم قتل الناس من أجل تحسين موقعهم في التفاوض قليلاً”، معتبرًا الهجوم: “خطأ كبيرًا”. ولم تخف حدة القتال لأشهر بعد انهيار الاتفاق.

ومنذ 2011، استضافت “قطر” قادة “طالبان”، الذين انتقلوا إليها لبحث السلام في “أفغانستان”. وكان ذلك مسارًا متقلبًا. وقد جرى افتتاح مكتب لـ”طالبان”، في “الدوحة”، عام 2013، ثم أقفل في السنة نفسها وسط خلافات بشأن رفع أعلام التنظيم.

واستضافت “قطر” أيضًا مؤتمرًا كبيرًا، في تموز/يوليو الماضي، توصل إلى خارطة طريق للسلام في “أفغانستان”. وبشكل ملحوظ، ضم الاتفاق مسؤولين من “طالبان” ومن الحكومة الأفغانية، علمًا بأن الأخيرين حضروا بصفة شخصية.

خلفية الحرب الأفغانية..

بدأت الحرب حين شنت “الولايات المتحدة” غارات جوية بعد شهر من هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001، على “الولايات المتحدة”. ورفضت “طالبان” تسليم الرجل الذي يقف خلف تلك الهجمات، “أسامة بن لادن”.

وأنضم إلى “الولايات المتحدة”، تحالف دولي، وتم الإطاحة سريعًا بـ”طالبان” من السلطة. مع ذلك، تحولت “طالبان” إلى قوة متمردة وتابعت هجماتها الدامية، وزعزعت الحكومات الأفغانية المتلاحقة.

وبينما أنهى “التحالف الدولي” مهمته القتالية، في 2014، أبقي آلاف العناصر تحت بند تدريب القوات الأفغانية. لكن “الولايات المتحدة” تابعت عملياتها القتالية الخاصة؛ بعد تقليصها في أوقات سابقة، بما فيها الغارات الجوية.

مع ذلك، استمرت “طالبان” في كسب الزخم، وفي 2018، وجدت (بي. بي. سي) أنهم ينشطون في 70% من “أفغانستان”.

وقُتل نحو 3500 عنصر من قوات “التحالف الدولي”، في “أفغانستان”، منذ إجتياح 2001، وأكثر من 2300 منهم جنود أميركيون.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة