خاص : ترجمة – آية حسين علي :
وقع 50 من وزراء الخارجية ورؤساء الوزراء وقادة “المفوضية الأوروبية” السابقين وثيقة تُطالب “الاتحاد الأوروبي” برفض خطة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، بخصوص القضية “الفلسطينية-الإسرائيلية”؛ إذ اعتبروا أنها تُخضع الشعب الفلسطيني إلى نظام الفصل العنصري، (أبارتايد)، الذي حكمت من خلاله الأقلية البيضاء في دولة “جنوب إفريقيا”، وذكرت الوثيقة، بحسب صحيفة (البايس) الإسبانية، أن خطة الرئيس الأميركي سمحت لـ”إسرائيل” بضم أراضي محتلة في حين جعلت إقامة “دولة فلسطينية” أمرًا مستحيلًا.
ومن أبرز الموقعين على الوثيقة؛ الرئيس الثامن للمفوضية الأوروبية، الفرنسي “جاك لوسيان”، والسياسي الفرنسي البارز، “هوبريت فيدرين”، إلى جانب وزير الخارجية البريطاني الأسبق، “جاك سترو”، والحاكم الأخير لـ”هونغ كونغ” ورئيس حزب المحافظين الأسبق، “كريس باتن”، ورئيس الوزراء الإيطالي الأسبق، “ماسيمو داليما”، والسيدة الإيرلندية التي شغلت منصب الرئيس السابع للجمهورية، “ماري روبنسون”.
وكانت “منظمة الأمم المتحدة” و”الاتحاد الأوروبي” و”جامعة الدول العربية”، إلى جانب “منظمة التعاون الإسلامي”، قد أعلنت رفضها للخطة لأنها لم تتفق مع الإجماع الدولي منذ عقود على ضرورة حل الدولتين.
فصل عنصري..
أوضحت الوثيقة، المشار إليها؛ أن الصفقة بها عدة صفات مشابهة لنظام الفصل العنصري المُطبق في دولة “جنوب إفريقيا”، إذ تقوم على الفصل بين الشعبين، وتعتمد الوثيقة على مباديء القانون الدولي في مواجهة المستشارين الذي أعدوا خطة السلام لـ”البيت الأبيض”؛ التي تسمح بإستدامة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي مقابل وعد بحياة أفضل للفلسطينيين دون ضمان إقامة دولة لهم.
وعبرت شخصيات بارزة قادت السياسة الخارجية في “الاتحاد الأوروبي” على مدار العقود الماضية، مثل الممثل السامي الأسبق للسلم والأمن الأوروبي، الإسباني “خافير سولانا”، عن قلقها من إمكانية أن تؤدي “خطة ترامب” إلى تفاقم الصراع في الشرق الأوسط، وطالبوا القيادة السياسية الأوروبية الحالية بإتخاذ خطوات لرفض مشروع “ترامب” للسلام ومقاومة ما يحمله ضم أراضي فلسطينية من تهديدات.
ميزات هائلة لإسرائيل مقابل فتات للفلسطينيين !
أضافت الصحيفة الإسبانية أن “مبادرة ترامب” تتفق مع آمال رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، الذي يطمح في فرض مقاييس جديدة للتفاوض تُصب في مصلحة “إسرائيل”، وبصفتهم محامين مهرة في “سوق مانهاتن”، سارع مهندسو خطة “البيت الأبيض” إلى قياس مساحات الأراضي المتنازع عليها، وبداية من الإثنين الماضي، يقوم فريق من مهندسي الخرائط بتعيين “الضفة الغربية” لتحديد المساحات المحتلة التي يمكن أن يضمها إلى الدولة اليهودية.
ولا تفرض الخطة تنازلات على الإسرائيليين ما عدا تسليم أجزاء من الأراضي في “صحراء النقب” للفلسطينيين مقابل السيطرة اليهودية على المستوطنات الموجودة في “الضفة الغربية”، (أكثر من 400 ألف مستعمرة)، و”غور الأردن”، الذي يتمتع بموقع إستراتيجي متميز.
بينما تطالب الصفقة، الفلسطينيين، بالتنازل عن “القدس”، و”المسجد الأقصى”، والتخلي عن حلم الدولة المستقلة على الحدود الغربية لـ”الأردن”، وضياع حق حوالي 5 ملايين لاجيء في العودة، سوف يقدم لهم “ترامب” وخطته، التي يعتبرها “صفقة القرن”، المقابل على طريقته؛ إذ وعد بتخصيص 50 مليار دولار من الاستثمارات الدولية للدولة الفلسطينية الجديدة.
دولة مزيفة..
مقابل الميزات التي يمنحها اقتراح “ترامب”، للدولة اليهودية، سوف يكون على “إسرائيل” السماح بوجود كيان فلسطيني منزوع السلاح وخاضع للوصاية، ويمكن إقامة دولة فلسطينية مزيفة في المناطق الواقعة في “الضفة الغربية” غير المنضمة إلى الأراضي اليهودية دون إتاحة سيطرة حقيقية على حدودها؛ إذ سوف تراقب “إسرائيل” حركة الأشخاص والممتلكات بها، وسوف تخضع حرية الفلسطينيين في التنقل إلى إنشاء شبكة طرق منفصلة لكل شعب إلى جانب حلول خيالية للبُنى التحتية من أنفاق وجسور.
وتبرز قمة عدم التناسق في الخطة في “القدس”؛ التي أعلن “ترامب” نفسه أنها غير قابلة للتقسيم، ليغلق بذلك الطريق أمام مطالبات الفلسطيينين بإنشاء عاصمة لدولتهم في الجانب الشرقي من المدينة المقدسة.
ومن جانبه، علق كبير المفاوضين الفلسطينيين، “صائب عريقات”، على الاقتراح الأميركي بأن: “ترامب عكف على نسخ ولصق الخطط الإسرائيلية”.